العدد 4742 - الإثنين 31 أغسطس 2015م الموافق 17 ذي القعدة 1436هـ

أزمة المهاجرين السوريين... عبرة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ونحن نشاهد أزمة المهاجرين السوريين، وطريقة موتهم البشعة، سواء على سواحل البحر أو في الشاحنات، وهم متوجّهون إلى بعض الدول الأوروبية، نستوعب العبرة بأهمّية الأمن والأمان في أوطاننا، والاستقرار السياسي والاجتماعي كذلك.

حزنّا كثيراً لما آلت إليه الأمور في سورية، وحزنّا أكثر على مقتل النّاس وتشرّدهم بين البلدان، والجميع يرفضهم، ولا نلوم البلدان على الرفض، فدخولهم معناه ضغط على الخدمات كالصحّة والإسكان والتعليم وغيره، وأيضاً فيه مجازفة كبيرة على هذه البلدان، فالبطالة ستزداد على سبيل المثال لا الحصر، ولو وضعنا أنفسنا مكان المهاجرين، ماذا سنصنع يا تُرى؟ فلا ماء ولا غذاء ولا أمن ولا استقرار ولا... وطن!

فعلاً ندعو الله دائماً بالأمن والأمان والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولا نريد تطوّر أمور حياتنا بحيث نصبح كما أصبح عليه الإخوة في سورية، فهذا مشهد لم يتوقّعوه في يوم من الأيام.

وعليه كيف نحمي جبهتنا الداخلية حتى لا تتطوّر أمورنا ونصبح كأهل سورية؟ كيف نحل أزمتنا بعيداً عمّن يريد زيادتها واستمرارها؟ من له المصلحة بعدم الاستمرار في هذه الأزمة؟ وهل نتوقّع تهدئة وحواراً نافعاً مفيداً للجميع؟ أم نتوقّع استمرارها وخسارتنا جميعاً؟

الذي نعلمه بأنّنا نشهد تطوّرات في الساحة البحرينية، هذه التطوّرات تأتي من الخارج قبل الداخل، ومطالبات بالتصعيد وبالعنف، على الرغم من تكرار رؤساء المعارضة إبعاد لغة العنف عن الساحة البحرينية.

ألا تكفي 4 سنوات عانينا فيها جميعنا الأمرّين؟ بين تهميش وترهيب وتخريب وقتل؟ فعندما نشاهد المهاجرين، ونحن ندعو الجميع لمشاهدتهم ومشاهدة معاناتهم، ندعوهم إلى التريّث والتفكّر قليلاً، وإلى إيقاف الأبواق التي تطالب بالطأفنة والشحن، والرجوع إلى الصوت المعتدل الذي يطالب بانفراج الأزمة، فنحن لا نستطيع الخوض في حروب أهلية ولا إرهاب ولا قتل، ولا نعتقد بأنّ بيئتنا تستطيع الهجرة عن وطننا، ولا نريد ذلك، ولا حتى التفكير بذلك، ولكن الاستقرار يحتاج إلى جهود الجميع، الصغير والكبير، من أجل توطيد العلاقات بيننا مرّةً أخرى، حتى نتعايش ونحاول محو ما قام به العابثون.

البعض يظن بأنّ الهجرة سهلة وأفضل من التواجد في الوطن، ولو كانت الهجرة سهلة لما وجدنا الحنين يزداد عندنا كلّما ابتعدنا عن البحرين، هذه الجزيرة الصغيرة بمشكلاتها الكبيرة وأزماتها الكثيرة التي لا تنتهي، نحنّ إليها كلّما ابتعدنا، فلا نستطيع مفارقتها ولا نستطيع العيش بعيداً عنها، ولكن الظروف في بعض الأحيان تحتّم علينا ذلك!

بعد مشاهدة معاناة المهاجرين، علينا العمل من أجل الوطن بأسرع صورة، من خلال المطالبة بإرجاع الحوار إلى الطاولة، ذلك الحوار الذي بدأه سمو ولي العهد الأمير الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وليكن هذه المرّة حواراً يؤدّي إلى توافق وطني، كذاك التوافق الذي من خلاله صوّت الشعب على ميثاق العمل الوطني، في خطوة كانت عظيمة في إذابة كل الحواجز والعوائق.

مخطئ من يظنّ بأنّه وحده في هذا الوطن، والحصيف هو من يتّعظ ويقرأ التاريخ جيّداً، ويرى كيف انتهت الدول والشعوب الأخرى، والحكمة ضالّة المؤمن.

خلاصة القول... يقول جبران خليل جبران: «يقوم الوطن على ثلاثة، فلاّح يغذّيه وجندي يحميه ومعلّم يربّيه»، وربما يمكن أن نضيف بأنّ الوطن يحتاج إلى سياسي يعزّه ويقوّيه. اللهم هل بلّغت... اللهم فاشهد.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4742 - الإثنين 31 أغسطس 2015م الموافق 17 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 9:05 ص

      عملاء او…

      الله يلعن كل من تسبب في هذه المعاناة..........

    • زائر 21 | 8:45 ص

      ارادو

      ارادو ارضاء اليهوود والكفرة ودمرو البلدان العربيه من اجل حقدهم على المسلمين الابرياء والدور جاى علينا من اجل اليهوود الكفرة الي الله حدرنه منهم ولن تفلحو يا منتفعين بتدمير الاوطان لاجل مصالحكم لانه الله لكم بالمرصاد وراح يعذبكم عذاب شديد لابد ياتى هاده اليوم وتنتصر الشعووب على الظالمين

    • زائر 20 | 8:27 ص

      ايران ايران ايران ايران

      إيران إيران إيران إيران إيران إيران إيران
      جرائد الأمس، جرائد اليوم، جرائد الغد
      ترى ما يعبرونكم صيحوا ليل ونهار

    • زائر 18 | 6:06 ص

      ايران...

      أستاذتي ....مشكله أمن البحرين أساسا هي الموءامرات الايرانيه ...هل يعقل ان تغفلي ذلك في كل المقال . انه تعمد مقصود منك..!!!

    • زائر 17 | 4:41 ص

      حديث الحمقي و الفتنه

      لو بحثنا عن أسباب إثارة الحروب لوجدنا أن من أهم أسبابها هو ؛
      حديث الحمقى في الشوارع واستماع الجاهلون لهم

    • زائر 16 | 4:39 ص

      الأطفال و النساء

      حرضتو بعض المغفلين السوريين و الخليجين للخروج ضد الدولة لكن ما كلفتو خاطركم بايواء الأطفال والنساء والشيوخ والجرحى

    • زائر 15 | 4:05 ص

      احم احم

      اللهم اني بلغت فاشهد ؟ هدي مقولة مالت بن لادن ؟ لكن هدي طبيعة الشعوب وللا اقتصاد تاثير على سلوك الناس وتاثرهم بالاحداث المجاورة دون النظر للسلبيات ؟
      يا ايها المواطنون الحوار مفيد في تقريب وجهات النظر والنتيجة لا المعارضة راح اتبيض دهب ولا الحكومة ؟ ولهذا احنا انطالب الحكومة بدعم سعر البيض لقلة المعرض في السوق ومجلس النواب

    • زائر 14 | 2:46 ص

      ؟؟؟!!!

      حاجيه ... الى حتى الآن لم تعرفي من هو السبب فى هذه الازمات .. ا..........الامريكان ..

    • زائر 13 | 2:39 ص

      اين دعاة نصرة الشعب السوري؟؟؟

      من ادعو انهم يخلصون الشعب السوري من يد الاسد كما يدعون. اين هم اليوم عن الشعب السوري الذي يموت برا وبحرا.

    • زائر 11 | 2:14 ص

      سطحية

      وكأن الحوار العصا السحرية اللي بتحل المشاكل ... الذي يريد الهدم لا يريد الحوار بل هو ذريعة للتعجيز ومن ثم تبرير الإرهاب المستمر بالشارع من الداخل قبل الخارج ... المؤامرة انكشفت ولكن هناك من لم يتعظ ويولول بالمطالبة بالحوار هي مجرد ترهات وحاله كحال من يضع السم في العسل

    • زائر 10 | 2:03 ص

      المغفلين و الفتنه

      حرضتو بعض المغفلين السوريين للخروج ضد الدولة وحمل السلاح لكن ما فكرتو بمأساة المهجرين والمشردين وما فكرتو تفتح ابوابكم لهم

    • زائر 9 | 1:17 ص

      دعاة الفتنه……

      أقسم بالله أنكم ستحاسبون يا دعاة الفتنة والطائفية والمذهبية (وقفوهم انهم مسؤولون) على كل فتوى صدرت وكانت سبب بسفك دماء بريئة طاهرة

    • زائر 8 | 1:16 ص

      نحن

      نحن الشعوب رحمه بيد رحيم الأمر بعد الله هو بيد اهل الحل والعقد فإذا تعقلو نفعوا انفسهم ومجتمعهم وإذا تعصبوا عم شرهم عليهم وعلى مجتمعهم كفانا الله واياكم شر التفرد والعصبيه والإستبداد والله يصلح الأحوال.

    • زائر 7 | 1:13 ص

      أين المليارات التي جمعوها لشراء السلاح؟

      الدول التي تدعم بالسلاح والمال من أجل التدمير اليست قادرة على تخصيص جزء ولو بسيط لانقاد الشعب السوري في العراء؟
      الحمد لله تكشفت الوجوه وظهرت الحقائق ولا زال البعض يكابر

    • زائر 6 | 1:10 ص

      دمّروا سوريا وهجّروا شعبها بحجة ان قلبهم على الشعب السوري

      لقد مات الحساس وانعدم بعد ان دمّروا سوريا وشرّدوا شعبها اصبح كلامهم عن حقوق الشعب السوري كلها هراء

    • زائر 5 | 12:51 ص

      أين الدول والافراد الذين قلبهم على الشعب السوري؟ اشوف تركوه بالعراء

      هبّوا هبة عظيمة لجمع المال والسلاح والعتاد بحجة انقاد الشعب السوري فاين هم الآن؟

    • زائر 4 | 12:19 ص

      نشاهد فنستوعب !

      " و نحن نشاهد أزمة المهاجرين السوريين ، وطريقة موتهم البشعة ... نستوعب العبرة بأهمّية الأمن والأمان في أوطاننا " !!!!!!

    • زائر 3 | 12:01 ص

      وزر النكبة التي نالت سوريا وشعبها في رقاب من جلب لها الإرهابيين

      ونحن نشاهد أزمة المهاجرين السوريين، وطريقة موتهم البشعة، سواء على سواحل البحر أو في الشاحنات...
      نقول بأن الله الواجبار القهار لابد أن ينتقم ممن جلب المجرمين من أقاصي الأرض ودربهم وسلحهم ومولهم لتدمير سوريا وشعبها....

    • زائر 1 | 10:11 م

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      خربوا ليبيا وسوريا واليمن

اقرأ ايضاً