العدد 4770 - الإثنين 28 سبتمبر 2015م الموافق 14 ذي الحجة 1436هـ

توافق أميركي - روسي بشأن سورية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يوم أمس، شهدت الجمعيَّةُ العامَّةُ للأُمم المتَّحدة حضوراً مكثَّفاً لأكبر عدد من قادة العالم الذين تحدَّثوا عن أهمّ القضايا العالميَّة، وعلى رأسها الأزمةُ الكارثيَّةُ في سوريَّة.

وعلى رُغم الاختلاف في الألفاظ بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتباين وجهتي نظريهما عن دور النظام السوري، فإنَّ من الواضح أنَّ اتفاقاً غير مُعلن بين هاتين القوَّتين قد أُبرمَ بشأن سوريَّة، بما في ذلك موضوع الحكومة الانتقاليَّة، ومحاربة التنظيمات الإرهابيَّة.

أوباما قال إنَّه مستعدٌّ للعمل مع روسيا، وكذلك إيران، لوضع حدٍّ للحرب الأهليَّة في سوريَّة، ودعا إلى «انتقال منظَّم» من شأنه أنْ يؤدّيَ إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، بينما اعتبر بوتين أنَّ من الخطأ عدم التعاون مع الحكومة السوريَّة وجيشها في «المعركة ضدَّ الإرهاب».

مِنَ الواضح أنَّ روسيا تتحدَّى حاليّاً الفكرة التي طُرحت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في1991، من أنَّ العالم أصبح يُدارُ من قوَّة عالميَّة واحدة فقط، هي الولايات المتَّحدة الأميركيَّة. فعلى رُغم أنَّ الاقتصاد الروسي يأتي في المرتبة الخامسة عشرة، بينما تحتلُّ أميركا المرتبة الأُولى، بعدها تأتي الصين، فإنَّ القوَّةَ العسكريَّةَ الروسيَّةَ لا يمكن الاستهانةُ بها، ودُخولها على الخطّ بقوَّة في سوريَّة، يأتي ضمن «إثبات الوجود»، والقُدرة على إحداث تغيير على الأرض.

لقد كانت الحرب الباردة قبل العام 1991 تتحكَّم في مُجمل السياسات الإقليميَّة في منطقة الشرق الأوسط، ومع انتهائها تسلَّمت أميركا زمام الأمور، وتغيَّرت المعادلاتُ كثيراً، ونشأت قوىً خارج أطر الدول، وهي أقوى بكثير من الدول. وتطوَّرت الأوضاعُ إلى حالة من الفوضى، في وقتٍ تعجز فيه الآليَّاتُ الدوليَّةُ، وتعجز أيَّةُ قوَّة لوحدها عن تسوية النزاعات.

نحن نَشهدُ توافقاً جديداً بين أميركا وروسيا، يختلف عمَّا كان عليه الوضع في الحرب الباردة، وتوجد هناك مخاطر مشتركة تَتمثَّل في التنظيمات المُتطرّفة التي لا تعترف بأحد، وأصبح انتشارها يمثّل وضعاً مأساوياً على المنطقة، وعلى العالم. وبالتالي، فإنَّ هذا يوفّر فرصةً للتوافق على منطقة مشتركة. ومهما ينتج عن هذا التوافق، فإنَّ الوضع لن يكون كالسابق؛ لأنَّ المتغيّرات على الأرض فرضت واقعاً مختلفاً يوجب على الجميع الالتفات إليه.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4770 - الإثنين 28 سبتمبر 2015م الموافق 14 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 1:58 ص

      امريكا ثعلب

      تمكر وتغدر ما يهمها هو امن اسرائيل على حساب كل الدنيا والعرب يدفع الفاتوره.

    • زائر 6 | 1:36 ص

      مصالح

      مصالح ونفاق .

    • زائر 5 | 1:35 ص

      واهنون من يراهنون..

      الحرب الكونية البشعة التي استهدفت سوريا كانت ومازالت تستهدف القيادة السورية بالدرجة الاولى والتي هي حصن المقاومة لما أثبتته من مواقف تاريخية في وجه العدو الصهيوني،واهنون من راهنوا ويراهنون على سقوط الأسد وقد سقطوا هم بالفعل او سيقطون قريباً.
      فهذه الحرب الغبية التي نشبت وباركت لها الأشقاء قبل الغرباء مصيرها الفشل لما هو واضح من تمساك وقوة لدى هذه القيادة.
      فالأسد باقي منذ اربع سنوات في حين كانت تلك النواعيق تنعق لسقوط الأسد في شهرين.
      سيبقى الأسد وسيزداد قوة فوق قوة مع تدخل الروس والإيرانيين .

    • زائر 4 | 1:35 ص

      سورية

      ياريت حاكم سوربة يحارب داعش فقط بل هو يحارب المعارضين له من الشعب السوري الابي الذي تكالبت عليه كل من روسيا وابران واسرائيل وحزب الله المصنف ارهابيا في بحريننا

    • زائر 7 زائر 4 | 1:56 ص

      ان كنت لا تدري فتلك مصيبه

      وان كنت تدري فالمصيبة اعظم .

    • زائر 3 | 1:26 ص

      ويلاه

      نفاق امريكي روسي امريكا ماتبغي تقضي على طفله الوحش داعش بس تبغي تشوف خطط روسيا ولا روسيا راح تسلم كل خططها لامريكا

    • زائر 2 | 12:13 ص

      دمرت سوريا أضعفت بشكل كبير نعم سقوطها لا

      من دمر سوريا هو الشقيق رغبة في نشر الديمقراطية التي لا يملكونها في حدها الأدنى او اقل من ذلك أيضاً وأقول خرجت سوريا من معادلة الشرق الاوسط كدولة تقف ضد اسرائيل نعم أضعفت واستنزفت بشكل كبير جداً لذلك هي تحتج لسنوات طويلة لتشفى من جراحها سقوطها لن يحدث أبدا فجيشها لا زال متماسك وصفت ليبيا طبقت بحذافيرها كي يسرعوا بسقوط الدولة ملايين الدولارات للجنرالات الكبار والدبلوماسيون في الخارج قدمت ولم ينجحوا ستبقى دمشق عصية على تلك الدول التي تقود شعوبها بالنار والحديد والرغبة بالإطاحة بها حلمهم انتهى

    • زائر 1 | 11:31 م

      الأزمة الكارثية في سوريا بسبب التدخلات الغربية .روسيا ستفشل و سيتم دعم داعش بشكل هائل ليكون الانتصار ل الارهابيين و الدول المارقة .... ام محمود

      هاجم الرئيس بوتين كلا الرئيسين الامريكي باراك اوباما و الفرنسي فرنسوا هولاند بسبب منادتهم المستمرة بالاطاحة ببشار الاسد و قال( انهما ليسا مواطنين سوريين حتى يمكنهما الضلوع باختيار قادة بلد اخر) و هذا الخبر موجود في الاون لاين ايضا تركيا نادت أمس باسقاط الاسد اذن هناك مؤامرة من النوع الثقيل تحاك ضد سوريا ..
      ان تواجد الجيش الروسي و معداته العسكريه في سوريا ينذر باقتراب الحرب مع امريكا و حلفاؤها و من ضمنهم تركيا و اسرائيل و هذا سينتج عنه سقوط قتلى من الجنود الروس و السوريين المدنيين و داعش ستنتصر

اقرأ ايضاً