العدد 478 - السبت 27 ديسمبر 2003م الموافق 03 ذي القعدة 1424هـ

الجوائز

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

كان واضحا أن الذين شاركوا في مسابقة الأغنية الوطنية بمناسبة العيد الوطني الذي رافقه عيد جلوس جلالة الملك والتي نظمتها وزارة الإعلام لم يكونوا يمثلون معظم الأصوات الجيدة البحرينية ولم يشارك أي من فنانينا المخضرمين ممن يملكون صوتا غنائيا رائعا عشنا عليه سنوات طويلة على رغم أن عامل السن لا يعيب المشاركة فمن يمل فنان لبنان الكبير وديع الصافي رغم كبر سنه فهو (عيني عليه باردة) مازال حين يمسك بالعود ويدندن عليه تشعر أن كل الذين حواليه من الجيل الجديد صغار بجانبه.

لا أدري ماذا يعيق مشاركة أولئك المطربين من البحرينيين الذين لديهم صوت قوي دافئ، هل عدم قناعتهم؟ هل إهمال الوزارة لهم بعدم دعوتهم للمشاركة؟ هل لأن شعورهم بلا مبالاة وزارة الإعلام ما دفعهم للبحث عن مهن أخرى يعتاشون منها وما جعلهم ينزوون؟

المهم أننا أمضينا ليلة نتابع أصواتا معظمها عادية وأغاي وطنية جميعها منصبة على جلالة الملك وحده حتى كاد المرء يظن أن المشاركين يقتصرون مفهوم «الوطنية» في اسم القائد أو أنهم لو لم يفعلوا ذلك سيخسرون الجوائز.

نحن نعتز فعلا بجلالة الملك ونعتبره رمزا للإصلاح والانفتاح لكن على الشاعر أن يدرك أن الملك نفسه يعتز بالوطن كذلك والتركيز على الوطن وعلى البحرين يجب أن يكون هو المحور الأول.

وكان بين المطربين مطربة واحدة صغيرة كما يبدو أدت بشكل جيد وكان واضحا أنها تقدم الأغنية ببساطة شديدة ودون أن نشعر بأنها تتصنع في الأداء ما يذكرك مرة أخرى بأداء الفنان الكبير وديع الصافي حين يؤدي أغاني من دون أن تبرز عروق رقبته وتنتفخ ومن دون أن يبذل جهدا في الأداء مثل معظم الفنانين والفنانات. مطربة واحدة فقط تجرأت وشاركت أو نجحت بين من تقدمن من المطربات فكان على اللجنة أن تلتفت إلى أدائها الهادئ، صحيح أني لست بناقد فني غير أني كمستمع أحسست أن صوتها كان يستحق جائزة تشجيعية على الأقل وخوفي أن اللجنة تعمدت عدم منحها أية جائزة حتى لا تتهم بالانحياز لها وهو عذر مرفوض لأنه سيسبب الإحباط لها.

ربما لم تحظ (ليالي) المشاركة بين ذلك العدد من الشباب بأية جائزة لأنها قدمت أغانيها على عكس مطربات اليوم بملابس مهذبة ومن دون تحريك يديها وجسمها بشكل مغر ما أثر على أدائها أو الإتيان بالحركات التي تأتي بها مطربات هذا الزمن الأغبر، لقد قدمت أغانيها بشكل خجول تعلو مسحة من الحياء وجهها، وهذا في اعتقادي وحده كان يكفي أن يفرض على اللجنة تقديم جائزة تشجيعية لها على هذا الأداء الطريف لتستمر في عطائها الفني من دون إحباط

العدد 478 - السبت 27 ديسمبر 2003م الموافق 03 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً