العدد 4780 - الخميس 08 أكتوبر 2015م الموافق 24 ذي الحجة 1436هـ

اضطراب «طيف التوحد» بين المعلوم والمجهول

إيمان الصقور

أخصائية تشخيص اضطراب طيف التوحد، مدير فني بمركز دانه للتربية الخاصة

شهدت العقود الأخيرة تقدماً كبيراً في ميدان فهمنا لاضطرابات طيف التوحد مقارنة بما كانت عليه سابقاً؛ إذ يرجع تاريخ هذا الاضطراب إلى العام (1943)، حيث كان أول من وصف هذا الاضطراب العالم ليو كانر «Kanner leo» حيث كتب بأحد تقاريره عن أحد آباء الأطفال الذين راقب أبناءهم قائلاً: «يبدو أنه مقتنع بذاته، لا يُظهر انفعالات عندما يؤنب، لا يلاحظ حقيقة أي شخص يأتي أو يذهب، لا يبدو سعيداً برؤية والده أو أمه أو زميله باللعب، يبدو أنه منسحب ومتقوقع على نفسه».

وفي هذه الزاوية سنناقش ما هو هذا الاضطراب ونعرض الحقائق حول المصطلحات والتسميات المغلوطة وما طبيعة الأسباب المسببة له وآلية تشخيصه وأعراضه، وكيفية التعامل معه من خلال أنجح البرامج التربوية والعلاجية.

فاضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ويتمثل في قصور نوعي يظهر في ثلاثة مجالات نمائية هي: التفاعل الاجتماعي، والقدرة على التواصل (بنوعيه اللفظي وغير اللفظي)، وجملة من الأنماط السلوكية والاهتمامات والأنشطة المحدودة والتكرارية والنمطية، وهذا ما تم الاتفاق عليه في الدليل الإحصائي التشخيصي للاضطرابات النفسية الإصدار الرابع.

والجدير بالذكر بحسب التوجهات الحديثة بتشخيص اضطراب طيف التوحد في ضوء الإصدار من الدليل الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات النفسية، بحيث تم استبدال مصطلح اضطراب التوحد باضطراب طيف التوحد، والذي يُعرّف بأنه جملة من الأعراض السلوكية الموزعة على بعدين (بدلاً من ثلاثة أبعاد) أساسيين هما: بعد التواصل والتفاعل الاجتماعي، وبعد السلوكيات النمطية والاهتمامات الضيقة والمحدودة المستوى.

ولا يُشترط مدى عمري محدد لظهور الأعراض التشخيصية كما في الطبعة الرابعة من الدليل، وإنما تشترط ظهور هذه الأعراض أو اكتمال ظهورها خلال مرحلة الطفولة المبكرة (عمر 8 سنوات).

حقائق حول الاضطراب

- لم يعد اضطراب طيف التوحد نادر الحدوث الآن، فنسبة انتشاره تجعله من ضمن الاضطرابات الأكثر شيوعاً لدرجة أنه أعلى من متلازمة داون وسرطان الأطفال.

- التوحد اضطراب وليس مرض، كما أنه اضطراب نمائي عصبي وليس إعاقة انفعالية.

- فئة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد فئة غير متجانسة، فالاختلافات موجودة بين الأفراد كما هي لدى الفرد الواحد.

- يمكن التعرف إلى الاضطراب مبكراً في عمر 18 شهراً، ولكن ذلك يحتاج إلى خبرة ومعرفة عالية من قبل الأخصائيين.

- التوحد يحدث لدى الذكور بنسبة أعلى منها لدى الإناث (1:4).

- التدخلات السلوكية المكثفة، وخاصة في مرحلة مبكرة تحدث نقلة نوعية في أداء الأطفال المصابين بالتوحد.

- لا يوجد سبب واحد محدد للاضطراب، ولكن الكثير من الدراسات تجمع على أن العوامل الجينية تلعب دوراً بالغ الأهمية في حدوثه.

- يوجد اضطراب طيف التوحد في كل المجتمعات، فهو ليس حكراً على ثقافة معينة أو عرق ما.

إقرأ أيضا لـ "إيمان الصقور"

العدد 4780 - الخميس 08 أكتوبر 2015م الموافق 24 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:39 ص

      شكرا لكم

      شكرا لطرح موضوع التوحد ونرجو ايضا التركيز عليه بصورة اكبر ... وذلك لوجود نسبة كبيرة في البحرين ولاتجد لها صوت ... نرجو من الوسط العزيزة تبني ذلك... ولكم الشكر ....

    • زائر 2 | 6:30 ص

      دعاء الصقور

      مشالله بالتوفيق ياربي مقال رائع وشامل نتمى المزيد منك استاذه ايمان

    • زائر 1 | 6:17 ص

      احمد العلوي

      مقال رائع ننتظر المزيد عن التوحد

اقرأ ايضاً