العدد 4780 - الخميس 08 أكتوبر 2015م الموافق 24 ذي الحجة 1436هـ

ريم_بنا... الوجه الآخر

نبيل حسن تمام comments [at] alwasatnews.com

طبيب بحريني

ريم بنا هي الفنانة الملحنة الفلسطينية التي ولدت في مدينة الناصرة في الجليل الفلسطيني العام 1966 حيث درست الفن وتخرجت من المعهد العالي للموسيقى في مدينة موسكو وتزوجت من الموسيقي الأوكراني السيد ليونيد أليكسانكو ولكنها تطلقت منه في العام 2010 ولها ثلاثة أطفال. ريم بنا هي فنانة وناشطة من أجل العدالة والحريّة، مثلت فلسطين في العديد من المهرجانات العربية والدولية. بدأت الغناء من عمر 11 سنة، تحب الحياة والحلم والجنون ولها قرابة 12 ألبوما فنياً. مواقفها مع المقاومة روحاً وفعلاً وفنّاً ضد الظلم والاحتلال والقمع ومع الحرية والعدالة الاجتماعية من أجل تحرير فلسطين. هذا هو الوجه الأول للفنانة ريم بنا، الذي تستحق منا التعريف عن هويتها وعمقها الفني الأصيل.

ريم بنا... الوجه الآخر هو موضوع هذا المقال، حيث عرضت لنفسها صوراً شخصية حليقة الرأس على موقعها في الفيسبوك هذا العام مذيلة بهذا التعليق «هذه ليست موضة ولا صرعة ولا نيو لوك، إنها مرحلة من حياتي... هي مرحلة مؤقتة مدتها أشهر قليلة، فيها سأختبر نفسي للمرة الثانية»، وهي تقصد بالمرة الثانية هنا نتيجة معاودة إصابتها بمرض سرطان الثدي للمرة الثانية صيف هذا العام 2015، حيث كانت مصابة به للمرة الأولى في العام 2009 حيث قاومته وأجهزت عليه وتوّجت الانتصار عليه آنذاك.

وتضيف الفنانة بنا «إنني أريدكم أن تتقبلوني كما أنا... تماماً كالعلاجات السابقة التي أخذتها لمدة ست سنوات... لا جديد في الأمر... وصحتي جيدة ومستمرة... الفرق هنا... هو أن هذا العلاج أفقدني شعري... لكنه لم يفقدني ابتسامتي» وهذا حقيقة يعبر عن مدى التحدي والتفاؤل والعزيمة الداخلية والاستعداد لمواجهة مرض السرطان من أجل التغلب عليه وأن الإنسان يستطيع بقراره وإرادته وتفعيل عقله الباطني وقواه بأن يعيش حياته ولا يعيش سرطانه.

وأضافت الفنانة بنا في مدونتها «إن الأيام دائماً تحمل لنا الأجمل...

علينا فقط أن نطلق القلب للاكتشاف وللفرح وللحب وللجنون، وسأتجاوز هذه الفترة بسلام... وسأنتصر على مرض سرطان الثدي المشاكس كما انتصرت في السابق... وها أنا الآن أقترب من الشفاء... لأنني قررت ذلك... ولأني أحب الحياة... ولأني أحب الناس... ولأني أريد أن أغني أكثر وأقدم لشعبي ولبلدي أكثر». وهذا يدل على أن القرار هو قرار الإنسان بالصمود من أجل الحياة الذي حتماً يمد المحاربين ضد مرض السرطان بكل أنواعه وبغض النظر عن مدى شراسته، بالقوة الداخلية الكامنة لتنفيذ القرار الداخلي للتغلب عليه.

كانت الفنانة بنا حاضرة في فعالية مستشفى النجاح الوطني الجامعي في نابلس «فلسطين» والتي أطلق عليها «فعالية الابتسامة» وذلك بهدف نشر الابتسامة بين المرضى والعاملين في المستشفى. وكان للفنانة بنا كلمة مختصرة مؤثرة ولها تأثير إيجابي على جميع المحاربين ضد مرض السرطان حيث قالت «أنا مصابة بسرطان الثدي منذ ست سنوات ومازلت على قيد الحياة، لأنني أريد أن أحيا ولأنني تحديت المرض» وحثَّت المرضى على الصمود والصبر والتحدي حيث قالت لهم «آمنوا بأن المرض حالة عرضية لها علاجها وستزول وتصبح من الماضي».

هذا هو الوجه الآخر للفنانة القديرة المناضلة الفلسطينية الإنسانة ريم بنا الذي أحببت إبرازه لجميع المناضلين والمحاربين ضد مرض السرطان بكل أنواعه وبغض النظر عن مدى شراسته، بأنكم حتماً قادرون على الصمود والتحدي واتخاذ القرار بالنجاح في مواجهته والانتصار عليه. والفنانة ريم بنا مثال من الكثير من الأمثلة التي يجب أن نحتذي بها، لنكون من الناجين من مرض السرطان دوماً.

إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"

العدد 4780 - الخميس 08 أكتوبر 2015م الموافق 24 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً