العدد 4784 - الإثنين 12 أكتوبر 2015م الموافق 28 ذي الحجة 1436هـ

«آنا كارنينا»... أحييناها في البحرين

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قدمت فرقة سان بطرسبرغ الروسية للباليه عرضها، في انطلاقة مهرجان البحرين الدولي للموسيقى 24، على خشبة مسرح البحرين الوطني، مساء يوم الجمعة (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2015م)، والعرض الذي قدّمته الفرقة مأخوذ عن الرواية العالمية «آنا كارنينا» خاتمة الأعمال الكبرى للكاتب الروسي الكبير تولستوي.

للأسف لم أستطع حضور هذا العرض الشيّق، فهذه الرواية قرأناها في مكتبات مدارسنا قبل 25 عاماً، إذ مازلت أتذكّر عندما اخترت قراءة هذه الرواية العظيمة لتولستوي، وقد كانت المكتبات في المدارس حيّة آنذاك، إذ كان معلّم العربي يشجّع الطلبة على القراءة، ويجلس ويقرأ معهم، ويشاركهم في نقاش مثير حول الروايات العالمية، وما ان بدأت في قراءة هذه الرواية حتى أكملتها وأخذتها صاحبتي لتقرأها، مثلها مثل رواية قصّة مدينتين وذهب مع الريح وغيرهما من القصص العظيمة.

ومع أنّ الكاتب الروسي تولستوي نشر القصّة في العام 1877م، إلاّ أنّ ما حدث لآنا كارنينا يحدث في زماننا هذا، وقد كتبنا عنه في الجمعة الماضية بتاريخ (9/10/ 2015م)، عن الحب المحرّم، الحب الذي يتعارض مع العادات والتقاليد والدين، وقد قرأنا تعليقات النّاس حول المقال فوجدنا أنّ هناك مشكلة يعاني منها كثير من النّاس، وهي الزواج والحب بآخر.

وحكاية القصّة أنّ آنا كارنينا تزوّجت برجل من الطبقة الارستقراطية وأنجبت منه، ولكن القدر جمعها برجل آخر فأحبّته، وبدأت معاناة هذه المرأة في اللّحظة التي نبض قلبها له، وقد وصفها الكاتب وصفاً دقيقاً، فتولستوي آمن بأنّ لكل شخص قلباً وعقلاً ومصلحة عليا؛ فلا أحد يقوم بأمر ما إلا وله مبرره الخاص الذي قد يكون، وقد لا يكون مطابقاً للمُثُل العليا ولا للأخلاق ولا للعادات الدارجة، وهنا بيت القصيد، ماذا يفعل المرء بحب في أغلب الأحيان لا يرى النور، ويرفضه المجتمع والدين والجميع؟!

بصراحة الفرقة الروسيّة جسّدت الرواية بشكل رائع، فلقد استطعنا البحث عنها في «اليوتوب»، وشاهدناها كاملة، فلقد قامت الفرقة بتمثيل الأدوار بحذافيرها، وفعلاً استطاعت إيصال هذه الرواية والرسالة الموجودة فيها إلى الجمهور، وسواء كنّا مع أو ضد أو محايدين لهذا النوع من الحب، لا نستطيع إلَّا أن نرفع القبّعة لهيئة الثقافة والآثار على ما أوجدته في الساحة البحرينية، ففرقة كهذه الفرقة ورواية كهذه الرواية لن نشاهدها كلّ يوم، بل سنجعل الجميع يحضر إلينا طمعاً في مشاهدتها، وأيضاً سننعش الاقتصاد نوعاً ما.

«آنا كارنينا» أحييناها مرّة أخرى في البحرين، رواية مضى عليها قرنان من الزمن تقريباً، ومازالت حيّة عن طريق فن الباليه والكتاب والأفلام، فهل سنشاهد عروضاً عظمية كهذا العرض الذي تمّ تقديمه من قبل الفرقة الروسية؟! ننتظر على أحر من الجمر لما تقدّمه هيئة الثقافة للمجتمع البحريني، وهي دوماً سبّاقة ومتميّزة فيما تقدّمه، فشكراً لها.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4784 - الإثنين 12 أكتوبر 2015م الموافق 28 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 7:37 ص

      تمكين المرأة

      نتمنى من الاستاذة مريم أن تتطرق لتمكين المرأة في القطاع العام خاصة أنه لا يخفى على احد محاولات وزارة العمل لتخفيض نسبة بطالة الاناث ولكنها لم تنجح الى الان بسبب عدم ملائمة ساعات العمل وطبيعته في القطاع الخاص . نريد من الجهات مبادرات بالتعاون مع ديوان الخدمة لتوظيف عدد من الكفاءات النسائية البحرينية .

    • زائر 22 | 7:21 ص

      تمكين المرأة

      نتمنى من الأخت المحترمة مريم الشروقي ان تتطرق لتمكين المرأة ومبدأ تكافؤ الفرص أي اننا كبحرينية نأمل في الجهات المهتمة أن تطلق مبادرات لتوظيف البحرينيات الكفأ في القطاع العام مثلا وذلك بالتعاون مع ديوان الخدمة ... حيث انه لا يخفى على احد نسبة العاطلين الاناث الكبيرة في وزارة العمل والتي تحاول ولكنها لازلت لا توفر فرص العمل المناسبة للمرأة بالاخص من حيث ساعات العمل وطبيعته لانه هذه الفرص في القطاع الخاص بينما القطاع العام يوجد هناك امكانية لتحفيف هذه النسبة عبر توظيف المواطنات ذات الكفاءات .

    • زائر 20 | 7:08 ص

      لم أستطع حضورها كذلك

      نعم اختي مريم لم استطع حضورها رغم ترقبي لذلك حيث دخلت الموقع لحجز التذاكر واذا بأقل تذكرة ب20 دينار فأحسست بأنها مغامرة خاصة اني لم اشاهد عرض للاوبرا من قبل لا ادري ان سيعجبني او لا . المهم نشكر سمو الشيخة مي ال خليفة على جهودها المبذولة في هيئة الثقافة حيث اصبحنا كبحرينين نفخر بهذه الهئية وأنشطتها الرائعة .

    • زائر 19 | 6:38 ص

      نحن

      نحن عايشين فى ازمة وانت اتقولين باليه نحن مسلمين لانحب نرى الفساد ....

    • زائر 25 زائر 19 | 8:56 ص

      سلمت اناملك يا مريم

      مقالك يتكلم عن روايه احيانا تكون واقعيه.. فالحب قد يصطدم بالواقع والعادات والتقاليد... التنوع في مقالاتك مطلوب وجيد ولكل قارئ رايه... شكرا استاذه مريم.

    • زائر 18 | 6:10 ص

      الكاسر

      للأسف االشديد من المفترض ان نحاسب
      في إهدار الأموال يمين وشمال وبال الخصوص بي هدة الفترة الحرجة

    • زائر 16 | 3:26 ص

      دائما مميزه

      تعجبني جرأتك في الطرح استاذه مريم حتى و ان لم اكن مؤيدا لما طرحتيه

    • زائر 17 زائر 16 | 4:35 ص

      المنتخب سيفوز بالمباراة

      أتوقع المنتخب البحريني يفوز على المنتخب الفلبيني بهدفين مقابل هدف واحد

    • زائر 13 | 2:53 ص

      الحتنكور

      لا تديري يا استاذة أي إهتمام لمن ينعق فهؤلاء أعداء الحرية و الفن و الإبداع موجودين في كل مكان و زمان و يريدون مصادرة حرية الآخرين في التعبير عن آرائهم و يعتقدون بأنهم الحق المطلق و غيرهم الباطل . نعم للفن الراقي و نعم للقصص و الروايات و الشعر و الأدب بشكل عام ، دعيهم .... فالقافلة تسير ببركة الله و ألف شكر لك يا استاذة على هذه المقالات الرائعة التي تمثل أغلب أبناء جيلنا .

    • زائر 12 | 2:47 ص

      الحتنكور

      جزاك الله خير يا استاذة مريم رجعتينا لزمن جميل ضاعت ذكرياته مع صخب الزمن الحالي المعقد بناسه و ماديته و عاداته الجديدة التي فرضت علينا ، نعم كنا شغوفين بالقراءة و القصص و الروايات و يكاد لا يمر إسبوع إلا و أنتهينا من قراءة روايتين . أنا من جيلك و بعمرك و أفهم جيدا مغزى مقالاتك و أتمنى لو يرجع الزمن و يعيش أولادنا فترة زمنية قصيرة مما عشناه و تربينا عليه من جديه و مثابرة و أخلاق و نفوس صافية بعيدة كل البعد عن الطائفية و الأحقاد و الكره . لا نرى اليوم الجيل الحالي يهتم بالقراءة و الإضطلاع .

    • زائر 6 | 1:11 ص

      تناقض

      وأين مقالاتك عن ضرورة التقشف والغاء الاحتفالات والمهرجانات ؟ لو بس كل شي من صوب ( السياحة ) تمام وتدافعين عنه؟

    • زائر 8 زائر 6 | 1:32 ص

      لا تناقض

      يعني لازم.تكتب أشياء تعجبكم انتو او صارت مو زينة خلها يا أخي تعبر عن رأيها في أشياء هي تحبها

    • زائر 5 | 12:31 ص

      هذا ليس من التقاليد والعادات الاصيلة وليس من الاسلام في شئ

      الريع من المحرم حرام ، وما بني على باطل فهو باطللللللل ، هناك الف طريقة وطريقة للكسب والريع الحلال ورفع اقتصاديات الوطن ، هذا غزو لعاداتنا وتقاليدنا ، وزيادة المعاناة واضافة عبء سئ على مجتمعنا ، بالامس طالعتنا جريدتكم الغراء بقصة الشاب الذي يتكسب بغير شرف وهكذا تتنوع الادوار والهدف واحد يفت من كرامة وشرف المجتمع الاسلامي المحافظ ، من فضلكم حافظوا على مجتمعنا بالقيم النظيفة العالية ودلوه على ما يرفع من مقام وتقدم هذا المجتمع النظيف الطيب بين الامم ذات القيم الرفيعة .

    • زائر 10 زائر 5 | 2:20 ص

      الواقع والتشدق بالاخلاق والقيم

      هذه فنون عالمية راقية لا تخاطب الغرائز وتترجم قصص عالمية خلدها التاريخ ومن يريد التقوقع والعيش في التخلف الفكري والانساني فهذا حسبة ، والمواخير والبارات والمراقص والمال الحرام معروف من يملكها ومن يديرها وأنتم اجبن خلق الله في مواجهتها ، وهذة الفنون ارقى من حفلات الغناء والتي يقيمها بعض الفنانين العرب والخليجيين في بعض الدول الاسلامية و حتى أكثرها تشددا تحت مسميات مهرجانات الصيف وترى الجمهور يتمايل طربا ورقصا كأن خيوطا تحركهم في مسرح للعرائس !!!!

    • زائر 4 | 12:12 ص

      انت كاتبة رائعة

      أكيد ما تقومي بكتابته لن يعجب، نعم انا كرنينا عمل فني انساني عبقري ، تم إحياؤه في المسرح الوطني وبالتأكيد لا يمكنها استيعاب العمق الإنساني للعمل الفني، بعض بني البشر فقراء في عقولهم خلقه

    • زائر 3 | 11:34 م

      كلام مُرسل !!

      تقول " لم أستطع حضور هذا العرض الشيّق ل" م أفهم ، من أين لك وصفه بالشيّق و لم تشهديه ؟؟؟!!!!!!!!!!!

    • زائر 11 زائر 3 | 2:27 ص

      جواب سؤالك في المقال نفسه !!!

      فلقد استطعنا البحث عنها في «اليوتوب»، وشاهدناها كاملة، فلقد قامت الفرقة بتمثيل الأدوار بحذافيرها

    • زائر 2 | 11:20 م

      الرواية

      الباليه هو أحد الفنون الراقية وتولستوي أحد الكتاب الإنسانيين العظماء وفرقة سان بترسبورغ من أشهر الفرق العالمية ولكن الحضور معظمه أجانب بسبب تراجع تذوق هذا الفن في الدول النامية التي تميل الفنون والكلمات الهابطة وهز الخصر شكرا جزيلا للشيخة مي رائدة الفنون الجميلة .

    • زائر 1 | 10:17 م

      لا تتعورين يا صوفيا لورين !

      إشقالت ؟ قالت : انا كارينا احييناها !! مسكينه ادعوا لها الشفاء العاجل.

اقرأ ايضاً