العدد 4791 - الإثنين 19 أكتوبر 2015م الموافق 05 محرم 1437هـ

لستم أبرياء

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

منذ تفجير مسجد الإمام جعفر الصادق بحي الصوابر في العاصمة الكويت في التاسع من شهر رمضان الماضي خلال صلاة الجمعة وراح ضحيته 27 شهيدا وأكثر من 227 جريحاً، والجميع ينتظر بتوجس وخوف ما قد تقوم به قوى الشر والظلام من عمليات تستهدف بها الأبرياء في دول الخليج العربي خلال إقامة الشعائر الحسينية في موسم عاشوراء الجاري.

حادث تفجير مسجد الإمام الصادق لم يكن الأول من نوعه في المنطقة إذ قامت القوى التكفيرية في (22 مايو/ أيار) (أي قبل شهرين تقريباً) بتفجير مسجد الإمام علي ببلدة القديح في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، حيث قام أحد التكفيريين بتفجير نفسه بحزام ناسف أثناء أداء صلاة الجمعة ما أسفر عن استشهاد 22 من المصلين وجرح أكثر من 102 مصلٍّ، تبعه بعد ذلك بأسبوع واحد تفجير أحد المنتمين إلى تنظيم داعش وهو يلبس ملابس نسائية نفسه بحزام ناسف أمام بوابة جامع العنود بمدينة الدمام ما أسفر عن استشهاد أربعة أشخاص كانوا يحرسون بوابة الجامع، ولولا شجاعة هؤلاء الشهداء وتضحيتهم بأنفسهم لحماية المصلين لكانت نتيجة هذه العملية أكبر بكثير.

ما كان هاجسا في الأمس أصبح واقعا اليوم مع ما قامت به القوى التكفيرية يوم الجمعة الماضي حيث استهدف المجرمون مسجد الحيدرية بمدينة سيهات في محافظة القطيف ما أسفر عن سقوط خمسة شهداء وإصابة 9 أشخاص آخرين، كما قام التكفيريون بالهجوم على مسجد الحمزة بحي العنود بالدمام ما أسفر عن إصابة عامل آسيوي، وامتدت أيدي الإثم إلى البحرين في اليوم نفسه (الجمعة 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري) لتقوم بإعتداءات بالأسلحة النارية على مأتمين بمنطقتي دمستان والهملة.

الخطر من عمليات مماثلة مازال ماثلا وخصوصا أن ذروة الاحتفال بموسم عاشوراء لم تبدأ بعد، ما يعني وجوب أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر سواء من قبل الأجهزة الرسمية أو منظمي المواكب الحسينية.

ما كان لنا أن نصل لهذه الحالة من الخوف والتوجس، وما كان لأصحاب العقول الرثة الخرقة أن يؤمنوا بأن قتل المسلم المختلف مذهبيا هو أقصر الطرق للوصول إلى الجنة ومعانقة الحور العين، لولا تفسير خاطئ للدين الإسلامي من قبل البعض، وقراءة التاريخ بشكل مقدس لا يمكن المساس به أو تفكيكه وإعادة قراءته بشكل مخالف وعلمي، فالمشكلة لا تنحصر فقط في عدد محدود ممن اعتنق الفكر التكفيري، وإنما بوجود هذا الفكر الذي مازال ينتج ويفرخ مثل هؤلاء الأشخاص.

الأمر الآخر، ونحن نمر بهذه المرحلة المخيفة، هي محاربة ما يثيره البعض من أطروحات تغذي النعرات الطائفية وتكفر المذاهب الأخرى وتزرع الفرقة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد، فلايزال هناك من يصف الآخر بأقبح الصفات من إعلامه، فحتى اليوم هناك من يصف مكوناً من مكونات هذ الشعب بالصفويين والروافض والخونة والعملاء، إنهم شركاء حقيقيون فيما يحدث من تفجيرات تطول عباد الله وليسوا أبرياء أبدًا من هذه الدماء.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4791 - الإثنين 19 أكتوبر 2015م الموافق 05 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 7:02 ص

      لدي مشكلة مع المسلمين في ازدواجيتهم.

      متى يكون استهداف المدنيين مشروع و متى يكون مستحب و متى يكون حرام؟
      أتذكر في التسعينات و بداية الألفية، عندما كانت الفصائل الفلسطينية تقوم بتفجير المقاهي و حافلات الباصات في إسرائيل و فلسطين المحتلة، كان العرب و المسلمين (سنتهم و شيعتهم) يباركون لبعضهم البعض نجاح تلك العمليات.
      حتى التسمية لم يكونوا يرضون بأن يسمى التفجير في وسط المدنيين من الإسرائيليين بالعمليات "الإنتحارية"، لم يكونوا يقبلوا بتسمية تقل عن "عملية استشهادية" ... و كل من كان يسميها بالعمليات الإنتحارية كن يوصم بالتأمرك و التصهين!

    • زائر 8 | 12:48 ص

      حقيقة الأمر هي حرب على مباديء الامام الحسين

      سفكت الدولة الاموية ومن بعدها العباسية من دماء الشيعة وحصدت مئات الآلاف على مرّ الزمن وكل ذلك من اجل محو قضية الامام الحسين المؤرقة لكل نظام جائر وظالم.
      القوم الآن يسيرون على نفس النهج ومحاولة البعض السير على نهج الاجداد فليقفوا قليلا ليعرفوا ان الشيعة يزدادوا التصاقا وتمسكا بأهل البيت في كل فاجعة يتلقونها وتزيدهم تفاعلا مع تراث اهل البيت

    • زائر 7 | 12:47 ص

      لا داعي

      عزيزي الزائر رقم 6 لا داعٍ لهذا مجرد خروج احد المسئولين الكبار في الدولة عل شاشة التلفاز والتصريح لكل من تسول له نفسه بتحريح اي ملة او طائفة سيلقى جزائه عند ذلك سوف تتساقط الاقنعة

    • زائر 10 زائر 7 | 1:23 ص

      الحبيب زائر 7 كلامك على العين والراس

      واذا قصرت الحكومة أين دور شيوخ الدين وهذا يعنيهم في المقام الأول اذا سادة المودة والتفاهم والأخوة واستطاعوا أن يزيلون كل مسبب للفرقة والكراهية فسيكونون قدوة لمذاهبهم وأتباعهم وبذات هذه المشكلة أصبحة خارجية كذلك

    • زائر 6 | 12:30 ص

      الكل يسأل أين دور علماء المذاهب من هذه الفتنة الطائفية التي تعصف بالمسلمين

      لماذا لم يجتمع كبار علمائهم وكل مذهب يطلب من الاخر وقف مايثير اتباع المذاهب الأخرى وياريت نبدأ في بلدنا أين الحكماء والشيوخ من الطائفتين العزيزتين

    • زائر 5 | 12:06 ص

      الأمة الإسلامية تمر بمرحلة خطيرة ومخيفة فعلاً والحريق المشتعل اذا لم يطفئ

      سيصل إلى الجميع نعم يجب وقف كل من يبث النعرات الطائفية ويكفر المذاهب الأخرى ويصفهم بالفاض مسيئة ومشينة تحرض إلى سفك الدماء ووقف كل من يكفر ويسيء إلى رموز المذاهب الأخرى

    • زائر 4 | 11:50 م

      لو تركنا الدين في القلوب

      ولم نخلط الدين بالسياسة لما حدث دمار النفوس الذي نشهده ونعاني منه ،. استغل الأعداء ذلك واستخدموه لصالحهم لتدمير امننا واستقرارنا ورخاءنا حفظ الله الوطن

    • زائر 3 | 10:23 م

      لانهاب الشهادة في سبؤل الحسين

      فجرونا قتلونا بالرصاص لن نترك المساجد والمآتم ........

    • زائر 2 | 9:57 م

      شحن النفوس بالكراهية بداية السبيل للفعل الارهابي

      شحن النفوس من على منابر المساجد و نعت المسلمين الشيعة الذين يتشاطرون معهم الوطن باقبح الاوصاف و التشكيك في اسلامهم و اعراضهم تحت مسمع مرأى الاذن و العين الرسمية المعروف عنها بقوة السمع و البصر يثير سيل من التساؤلات بل ويكون لاعلام و صحافة الوطن حصته المثقلة من التحريض على الكراهية و هي مرحلة التهيئة و مقدمات الفعل الارهابي و طبيعي حين يتولى احد المتأثرين من منابر الكراهية في المساجد او الصحافة بترجمة من زق فيه لفعل فان الادعاء بالتصدي له يضحك الثكلى

    • زائر 1 | 9:56 م

      شحن النفوس بالكراهية بداية السبيل للفعل الارهابي

      شحن النفوس من على منابر المساجد و نعت المسلمين الشيعة الذين يتشاطرون معهم الوطن باقبح الاوصاف و التشكيك في اسلامهم و اعراضهم تحت مسمع مرأى الاذن و العين الرسمية المعروف عنها بقوة السمع و البصر يثير سيل من التساؤلات بل ويكون لاعلام و صحافة الوطن حصته المثقلة من التحريض على الكراهية و هي مرحلة التهيئة و مقدمات الفعل الارهابي و طبيعي حين يتولى احد المتأثرين من منابر الكراهية في المساجد او الصحافة بترجمة من زق فيه لفعل فان الادعاء بالتصدي له يضحك الثكلى

اقرأ ايضاً