العدد 4797 - الأحد 25 أكتوبر 2015م الموافق 11 محرم 1437هـ

المحرقيون ينعون سوقهم العتيق

أحد الممرات الضيقة في السوق
أحد الممرات الضيقة في السوق

نعى عدد من أصحاب المحلات في سوق المحرق القديم، من بينهم ممثلون للجنة السوق القديم بغرفة تجارة وصناعة البحرين، «وجه البحرين المهمل»، في إشارة للسوق الذي يمثل المحطة الأولى للقادمين للبحرين من جهة مطار البحرين الدولي.

«الوسط»، كانت هناك، لتلتقي بالمحرقيين في سوقهم العتيق، حيث التأكيدات الصادرة عن نائب رئيس لجنة السوق القديم بالغرفة فؤاد شويطر، والتي يقول فيها: «إن بلدية المحرق غائبة تماماً عن السوق الذي يشكو من نواقص في الأساسيات، ما أدى لإغلاق عدد من البحرينيين محلاتهم، فيما البقية ستغلق تباعاً في حال ظل الواقع دون تغيير».


المحرقيون ينعون سوقهم العتيق: البلدية غائبة... والمحلات تغلق تباعاً

المحرق - محمد العلوي

نعى عدد من أصحاب المحلات في سوق المحرق القديم، من بينهم ممثلون للجنة السوق القديم بغرفة تجارة وصناعة البحرين، «وجه البحرين المهمل»، في إشارة للسوق الذي يمثل المحطة الأولى للقادمين للبحرين من جهة مطار البحرين الدولي.

«الوسط»، كانت هناك، لتلتقي بالمحرقيين في سوقهم العتيق، حيث التأكيدات الصادرة عن نائب رئيس لجنة السوق القديم بالغرفة فؤاد شويطر، والتي يقول فيها: «إن بلدية المحرق غائبة تماماً عن السوق الذي يشكو من نواقص في الأساسيات، ما أدى لإغلاق عدد من البحرينيين محلاتهم، فيما البقية ستغلق تباعاً في حال ظل الواقع دون تغيير».

ومع وصول الزبون للسوق من مدخله الرئيسي، سيتعين عليه مشاهدة موقع الحريق الضخم الذي نشب في السوق في يونيو/ حزيران 2014، فيما الآثار لا تزال باقية في الأرض التي «باتت مكاناً مفضلاً لإلقاء القمامة وقناني المياه الفارغة من قبل العمالة الوافدة»، كما يقول عدد من أصحاب المحلات والذين يطالبون البلدية في الحد الأدنى بتركيب لوحة في الموقع توضح من خلالها عواقب إلقاء القمامة ومخالفة القانون.

نبرة المحرقيين لم تخل من يأس، رغم عتابهم للصحافة ومطالبتهم إياها بنقل احتياجات السوق باستمرار، فـ»الشكاوى ليست جديدة، لكننا لا نجد تغييراً يذكر»، يقول شويطر.

ويبدي شويطر، الذي استقبلنا بحفاوة في محله الشهير والمخصص لبيع الحلوى، استغرابه حيال ذلك، وهو يقول «هنالك توجيهات من قبل رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، لكننا لا نرى تنفيذاً لها، مستشهداً على ذلك بموقع الحريق «الذي حصل مالكها على دعم من الحكومة مقداره 450 ألف دينار، على أمل الإسراع في تنفيذ المشروع، وحتى اليوم لا وجود لأي تغيير».

وأضاف «في إحدى زيارات سمو رئيس الوزراء للسوق، وجه لتنفيذ مشروع مواقف للسيارات، في موقع البريد، وكرر سموه ذلك قبل أيام في مجلسه، دون أي حركة من قبل البلدية».

وتابع «لسوق المحرق خصوصيته، فهو المحطة الأولى التي تستقبل ضيوف البحرين من الخليجيين وغيرهم، لكننا لا نرى ما يوازي ذلك من اهتمام رسمي، ويشمل ذلك السوق والمدينة وحتى المحافظة».

قريباً من حلويات حسين محمد شويطر، كانت الإطلالة السريعة على الحاج الثمانيني، خليل إبراهيم جمشير، والذي يستريح في محله المعروف بـ»بيت العطور»، ويعتبر آخر ما تبقى من مجالس قديمة كانت تتخذ من «القهاوي»، محلاً لها.

يقول جمشير الذي يستورد عطوره من تايلند، ويمتلك تجارب حياتية متنوعة، تحكي بعضها الصور المعلقة في محله الصغير: إن أعداد الزبائن في تراجع، تحديداً قبل 4 سنوات، ولأسباب من بينها ارتفاع أسعار بعض أنواع العطور، ومنافسة المجمعات التجارية.

ومن العطور، إلى شارع التجار الذي سمي كذلك نسبةً إلى تجارة اللؤلؤ التي كانت مزدهرة وكان شارعها يعج بالنشاط، والذي يعتبر اليوم، أحد الشوارع التي سيمر عبرها مشروع طريق اللؤلؤ الذي تنفذه هيئة البحرين للثقافة والآثار، وسط تساؤلات لأهالي المحرق عن جدوى الاهتمام بالتراث، وإغفال الأساسيات المفقودة، كما هو الحال مع المرافق الصحية ودورات المياه.

ويرى الناشط الاجتماعي عبدالله مطيويع، أن ما يحصل للسوق من فوضى، والتي تطال المحرق كمدينة، هي نتيجة طبيعية بعد إفراغ البيوت من سكانها واستبدالهم بالأجانب، حتى بات وصف السوق بالاحتضار على الصعيدين الاجتماعي والتجاري، لا ينطوي على أية مبالغة.

وفي الوقت الذي ينوه فيه المحرقيون، بأهمية الحفاظ على معالم مدينتهم التراثية، يشددون بموازاة ذلك على الحاجة الماسة لإزالة بعض المباني من أجل تهيئة الطرق لمرور سيارات الإسعاف والإطفاء، وإنشاء المرافق الصحية والخدمية وحتى التعليمية.

وتتركز مطالب أصحاب المحلات بسوق المحرق القديم، التي لا تجد آذاناً صاغية، في توسعة الشوارع وتنفيذ مشاريع لمواقف السيارات وتخصيص استراحات للزبائن، إلى جانب إنشاء المرافق الصحية ودورات المياه، بما يؤهل السوق لاستقبال السياح والمرتادين بالصورة التي تليق بمملكة البحرين.

هواجس أصحاب محلات السوق وأهالي المحرق المتشعبة، تشمل إلى جانب ذلك، مجال السلامة، حيث محلات تعبئة الغاز المنتشرة وسط السوق، والتي تشكل بيئة خصبة لكوارث محتملة، رغم العرائض والشكاوى المرفوعة من قبل الأهالي للجهات المعنية بما في ذلك البلدية وإدارة الدفاع المدني.

وتتردد أنباء عن مشاريع تطويرية بين الفينة والأخرى، بما في ذلك مخطط البلدية، في فترة رئاستها من قبل الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة، يختص بتطوير السوق عبر توحيد الواجهات التراثية، لكن التنفيذ كما يراه أهل المحرق «غائب، وبطيء في أحسن الأحوال، ويواجه عقبة عدم الاستقرار المهيمن على قيادة بلدية المحرق».

الناشط الاجتماعي عبدالله مطيويع رافق «الوسط» في الجولة في المحرق
الناشط الاجتماعي عبدالله مطيويع رافق «الوسط» في الجولة في المحرق
مدخل سوق المحرق القديم
مدخل سوق المحرق القديم
مجموعة من رجالات المحرق خلال تواجدهم في السوق
مجموعة من رجالات المحرق خلال تواجدهم في السوق
محلات قديمة في سوق المحرق القديم
محلات قديمة في سوق المحرق القديم
إحدى الزوايا في سوق المحرق القديم
إحدى الزوايا في سوق المحرق القديم
شويطر: بلدية المحرق غائبة تماماً عن السوق الذي يشكو من نواقص في الأساسيات - تصوير : محمد المخرق
شويطر: بلدية المحرق غائبة تماماً عن السوق الذي يشكو من نواقص في الأساسيات - تصوير : محمد المخرق

العدد 4797 - الأحد 25 أكتوبر 2015م الموافق 11 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 4:06 م

      نعم

      نعم كان هناك سوق للحدادة وكان موجود في الثمانينات مكان برادات المنتزه قرب محطة البترول

    • زائر 8 | 2:45 م

      معروفة المشكلة

      صاحبة سوق المحرق المحترق طلبت من البلديه والتراث اجازه بناء سوق من أربعة طوابق لاكن الجهات الرسمية رفضت منحها ومن حقها أن تسور ملكها هاذا الموضوع كله

    • زائر 7 | 1:14 م

      أخي الكريم زائر رقم 5

      نعم كان هناك سوق للحدادة في المحرق ويقع غرب سوق القيصرية من جهة البحر وكنت أذهب مع جدي رحمه الله لشراء المسامير الحدادية التي تستخدم في تثبيت الخشب في اللنج عند تجديفها في البحر بالقرب من سوق الحدادة وكان ذلك في الخمسينات من القرن الماضي. أما الآن فإن السوق حل محله محلات أخرى وتم دفن البحر وعمل الشارع الدائري في المحرق المسمى بشارع الغوص. ارجو ان أكون قد أفدتك وأرجو ممن لديه معلومات أخرى أن يدلو بدلوه للفائدة العامة.

    • زائر 6 | 11:43 ص

      رد على الزائر رقم 5

      نعم يوجد سوق الحداده في المحرق وللعلم بأن سوق حدادة المحرق هو الأول في البحرين حيث توجد عوائل تمتد جذورها أكثر من 200 عام للعلم أيضاً ياخي أن شركة أسري قبل أن تكون في موقعا كان وهناك سوق الحداده وكان معملهم هناك لعمل احتياجات السفن المعطلة التي كانت ترسو على شواطئ البحرين.

    • زائر 3 | 6:54 ص

      اهل المحرق الطيبن

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طلب عبرة صحيفة الوسط البحرينية الموقرة إلى كل أهل المحرق الطيبين (للضرورة) هل من أحد لديه صور لسوق الحداده أو عين الحداده الموجودة في منطقة الحالة ؟ اخوكم محمد أحمد الحداد

    • زائر 5 زائر 3 | 8:05 ص

      أخي الكريم زائر 3 | محمد الحداد

      هل يوجد سوق للحدادين (الحدادة) في المحرق غير الذي في المنامة ؟
      اخبرنا منذ متى هناك عين وسوق للحدادة في المحرق؟ أقصد من حوالي كم سنة ؟

    • زائر 2 | 6:15 ص

      ساعد

      ساعد الله كلبش ياختي جددتي و اثرت المواجع

    • زائر 1 | 5:12 ص

      بنت رأس الرمان

      اخ على سوقي المحرق والمنامه القديمتان ، موقع رأس الرمان الفريد بين المدينتين جعلنا في وضع خاص حيث ان لنا ذكريات في السوقين لانهما على بعد نفس المسافه من المنطقه ، ذكريات طفوله حلوه في السوقين وخصوصا فترة الاعياد ، رجاء حافظوا عليهما للاجيال القادمه ولحفظ تاريخنا

    • زائر 9 زائر 1 | 2:55 م

      إلى زائر 6 | و زائر 7 | أشكركما جزيل الشكر على ما تفضلتما به من معلومة بسيطة وقيمة عن هذه الحرفة

      كما أرجو المعذرة من الأخ الكريم محمد الحداد لتطفلي عليه ..حقيقة وكما يقال من
      لا يعرفك لا يثمنك... لذا أرجو من المعنيين في صحيفة الوسط التكرم بنشر موضوع
      مفصل عن هذه السوق القديمة في نفس الوقت من يمتلك أي صور فلا يبخل على
      الأخ الكريم كذلك على صحيفة الوسط لكي نستطيع التعرف أكثر عن هذه الحرفة
      القديمة التي اشتهر بها أهل المحرق.... شاكرا حسن تعاونكم ... تقبلوا مروري

اقرأ ايضاً