العدد 4838 - السبت 05 ديسمبر 2015م الموافق 22 صفر 1437هـ

الشرف في تطبيق «ميثاق الشرف»

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بكل محبة وصدق نتمنى أن يترجم ميثاق الشرف الذي وقعه رؤساء تحرير الصحف المحلية الأسبوع الماضي على أرض الواقع، بحيث يسهم بشكل عملي في تقريب الجسم الصحافي المتشظي، وفتح وتنقية القلوب من الضغائن والعداوات التي نشأت خلال الفترة السابقة، نتيجة تباين الآراء والمواقف مما يجري في الوطن.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها توقيع مثل هذا الميثاق، ففي سبتمبر/ أيلول 2012 وقع رؤساء الصحف المحلية بجانب أكثر من 360 صحافياً وبحضور الأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب مكرم محمد أحمد ورئيس الاتحاد الدولي للصحافيين، جيم بوملح «ميثاق الشرف الصحفي» الذي دعت إليه جمعية الصحافيين البحرينية، حيث تضمن التعهد بالالتزام بالمبادئ العامة التي تكفل نزاهة ممارسة مهنة الصحافة، ومع ذلك استمر بعض الصحافيين من الذين وقعوا على الميثاق للأسف في تجاهل كل ما جاء في هذا الميثاق.

وفي الواقع فإن التشظي والانقسام في الجسم الصحافي لم يكن نتيجة حوادث 2011 فقد كان هناك اختلاف كبير بين جمعية الصحافيين البحرينية وبين عدد كبير من الصحافيين الذين إرتأوا تشكيل نقابة للصحافيين في البحرين تتمتع باستقلالية أكبر مما هو موجود لدى الجمعية، ولكن الموضوع لم يصل لحد القطيعة أو العداوات الشخصية، بل أنه كانت هناك الكثير من الجهود من قبل الطرفين للوصول إلى اتفاق مشترك من خلال تعديل بعض المواد في النظام الأساسي للجمعية بما يكفل التمثيل الصحيح للجسم الصحافي في البحرين.

وما كان ليصل الأمر لحد العداوة بين أصحاب المهنة الواحدة لو التزم الجميع بالمهنية والمبادئ العامة للأخلاق الصحافية.

المشكلة لم تنحصر في الجسم الصحافي، وإنما تعدى ذلك إلى المجتمع بشكل عام، فلا يمكن لأحد أن ينكر ما لعبه الإعلام والصحافة في بث الروح الطائفية، وشحن الأجواء بالتعصب وتأليب الناس بعضهم على بعض وحتى التخوين.

يمكن القول إن هناك الكثير من المبادئ المهمة التي تضمنها ميثاق الشرف الذي تم التوقيع عليه ومن ضمنها «العمل على ترسيخ أواصر المودة والوحدة الوطنية بين فئات المجتمع والحفاظ على الأمن والاستقرار الوطني بما يخدم المصلحة الوطنية، وتجنب أي توجه لبث روح التمييز أو التشهير أو الفتنة والتفرقة بين فئات المجتمع في أي حال من الأحوال، وعدم التحريض على بغض طائفة أو طوائف من الناس، أو على الازدراء بها أو التحريض الذي يؤدي إلى الإخلال بالنظام العام أو بث روح الشقاق في المجتمع والمساس بالوحدة الوطنية، والبعد عن نشر وترويج العبارات الطائفية والتصنيفات المذهبية، والمقالات التي تحمل الحدة والتشنج الطائفي وتخوين مكونات المجتمع وإثارة النعرات الطائفية وتهدف إلى الفرقة، والالتزام من جميع المؤسسات الإعلامية والإعلاميين والصحافيين تحمل المسئولية الذاتية بتطبيق المبادئ المهنية والقيم الأخلاقية للحرية الإعلامية وتحمل المسئولية تجاه المساس بالمعتقدات الدينية أو القيم الأخلاقية أو التشهير أو التمييز تجاه أي من أفراد أو فئات المجتمع»، ولكن يبقى تطبيق هذه المبادئ أهم بكثير من مجرد التوقيع عليها.

إن توقيع رؤساء التحرير على هذا الميثاق يجعلهم أمام مسئولية تاريخية وأخلاقية، فكما هو معروف أنه لا توجد في البحرين رقابة مسبقة على ما ينشر في الصحف المحلية، على رغم وجود خطوط حمراء تتسع أو تضيق حسب الظروف العامة، ولذلك فإن رئيس التحرير هو وحده من يجيز أو يمنع أي خبر أو تقرير أو مقال يمكن أن يتضمن ما يسيء للمبادئ العامة لهذا الميثاق... فهل سنرى في قادم الأيام صحافة جديدة؟

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4838 - السبت 05 ديسمبر 2015م الموافق 22 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:34 ص

      الأمانة والصدق مع النفس

      مع الأسف عندما يصل الأمر إلى الحاجة لمواثيق شرف لمهنة هي من أشرف المهن التي ينبغي أن تتحلى بالمصداقية وإيصال الحقيقة، فإن ذلك يدل على وجود شرخٍ كبير لا بد من توافر الجهود الخيِّرة لرتقه. نتمنى التوفيق للقائمين على هذا المشروع ونجاحهم في مراقبة تطبيق محتوياته القيِّمة.

    • زائر 3 | 12:23 ص

      وهل بقي شرف ؟؟

      اذا اردت ان ترى الشرف على حقيقته تابع بعض ( المتصحفين ) الذي لعنوا ابو ام الشرف وهم يسبون المواطنين الشرفاء ويسمونهم ( الخونة ) وهم المتصيحفين الخونة الين يمثلون الخيانة على اعلى مراتبها لأنهم خانوا امانة القلم وشرف ايضاح الحقيقة للناس وباتوتا جزءا اصيلا من الخيانة الصحفية ، هل هؤلاء يعلمون الناس الشرف والأمانة ؟؟

    • زائر 6 زائر 3 | 10:49 ص

      لا تهتم

      الذي يسب ويخون ما عنده اصل في البلد ويكفي هذا.

    • زائر 1 | 9:52 م

      ماذا

      ماذا يكون وضع الخاضع المتملق من الصحفيين عند التوقيع على ميثاق شرف وهومكشوف للملأ على عدم شرفه وصدقه فيما يكتب

اقرأ ايضاً