العدد 4844 - الجمعة 11 ديسمبر 2015م الموافق 29 صفر 1437هـ

التجربة التي تفتح آفاقاً للإنجاز

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

«بعض الأحيان تكون العظمة نتيجة للتخطيط، ولكنها في معظم الأوقات ابنة للتجربة».

التجربة التي تكون بوعي تام، يعي حقيقة ما يدور من حولنا وحقيقة ما نحن مقدمون عليه، دائماً ما تفتح لنا آفاقاً من عوالم مختلفة تأخذنا إلى أبعد من حيّزنا الضيق.

في التجربة يكتشف المرء نفسه. يكتشف قدراته. يكتشف مواطن قوته كما ضعفه، ويكون على حقيقته حين لا يصغي للخيارات التي توقفه عند الحد الذي وصل إليه غيره ولم يتجاوزه، بحجة أن ما وراء هذا الحاجز أمر غير معلوم ومحاولة اكتشافه ضرب من المغامرة غير المحسوبة، أو إلقاء النفس إلى التهلكة، وهذا ما يجعلنا عاجزين عن اكتشاف مساحات شاسعة من العلم والسوق التجارية وحقيقة محتوى هذا الكون الهائل بأسراره.

سمعتُ مرة أحد التجار البحرينيين يقول: «كنتُ أحاول أن أكون «مجنوناً» وأن أدخل بعض الأفكار الغريبة على السوق في تجارتي، لكن خوفي من الفشل وتصديقي لعبارة «رأس المال جبان» جعلني أكرر ما قام به غيري ونجح به، وبقيتُ عقداً ونيفاً قانعاً بالربح القليل الذي تدرّه علي التجارة التقليدية، إلى أن قررتُ أن أجرب وأضرب عرض الحائط كل ما تعلمته عن جبن رأس المال، وبالفعل بدأت بفكرة واحدة جديدة، صارت اليوم أربع أفكار غير متكررة ضاعفت لي أرباحي مرات ومرات والسبب هو أنني حاولت وقررت خوض التجربة».

هذا الإصرار على تجربة الشيء الجديد جعل هذا التاجر مميزاً في مجاله، ولولا أنه جرّب لما استطاع أن يضاعف أرباحه ويتحدث عنها بكل هذا الفخر. وفي قصص المشاهير أيضاً كثير من التجارب المشابهة التي جعلتهم يطرقون الجانب غير المألوف فيبرعون فيه كما فعل الممثل العالمي الشهير «شارلي شابلن» الذي رفض المديرون طريقة تمثيله واعتبروها غامضة جدا وغريبة وغير مفهومة وأن الجمهور لن يستمتع بها، لكنه أصر ولم ييأس ولم يغير من طريقته وكان مقتنعا أن اسلوبه الخاص سيجعله ناجحاً يوماً، وهو ما حدث بالفعل؛ فقد بنى له سلماً للنجاح لم يسبقه إليه غيره، وتسلقه حتى وصل إلى مكانته المنشودة.

هكذا تكون التجربة المدروسة الناتجة عن ثقة المرء بعقله وأفكاره وقدراته هي أولى خطوات الوصول إلى النجاح وتحقيق الأحلام، وهي تحتاج إلى جرأة وحماس وصمود وإصرار لتتغذى وتنطلق؛ إذ غالباً ما يمتلك بعضنا أفكاراً جديدة لكنها تبقى حبيسة عقولنا؛ لأننا لا نمتلك الشجاعة الكافية لتجربتها حتى وإن كنا على يقين تام أنها ستقودنا نحو النجاح.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4844 - الجمعة 11 ديسمبر 2015م الموافق 29 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:28 ص

      هناك

      الاستاذه الفاضله هناك امور كثيره يحار ويتردد المرء فى تجربتها وفى امور كثيره فى مناحى الحياه وفى مختلف المجالات وليس شرط ان تكون تجاريه وعندما يقدم على تجربتها يجدها سهله فيندم على عدم تجربتها منذ امد بعيد والمؤلم فى الموضوع عندما يخوض التجربه فى اخر العمر ,,, انه داء التردد /// تحياتى.

اقرأ ايضاً