العدد 4851 - الجمعة 18 ديسمبر 2015م الموافق 07 ربيع الاول 1437هـ

من الضروري أن تؤمن به حتى تصدقه

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

تمر بنا الكثير من الأحداث المرويّة، الكثير من القصص اليومية من تلك التي يحكيها لنا من حولنا، الكثير من النظريات والعلوم، بعضها قابل للتصديق بكل يسر، حتى وإن لم نحاول التأكد من صحتها، وبعضها الآخر لا يمكننا تصديقها برغم كثرة العاملين والمؤمنين بها، وخصوصاً في العلوم الحديثة أو في مجالات فنون تنمية الذات وفنون الطاقة التي باتت منتشرة بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

من خلال تعاملي مع بعض الأصدقاء وبعض الزملاء والأهل ممن يهتمون بهذه المجالات، أو بعض من ألتقي بهم في هذه الدورة التدريبية أو تلك الورشة التعليمية، صرت أجد في هذه العلوم مجالاً واسعاً يصل بعضه إلى تكراره بشكل مشوّه وغير واقعي.

كنت دائماً ما أكذب على نفسي حين يدور حديث حول تطويع العقل الباطن وبالتالي تغيير الحياة للأفضل، إلى أن تعرفت على علوم البرمجة اللغوية العصبية، وفنون التأمل وغيرها من الفنون والعلوم التي تلامس هذا الجانب من العقول والأرواح بشكل مباشر، فبدأتُ أقرأ وأبحث عنها بشكل تفصيلي وألتحق بدورات في هذه المجالات، كانت آخرها دورة البرمجة اللغوية العصبية التي دخلتها في البداية كي أحصل على شهادتها فقط بعد أن فقدت شهادتي التي نلتها في العام 2006، وحين دخلت هذه الدورة وجدتني مشدودة لها كثيراً حتى صرت أقرأ بشكل أكبر في هذا المجال منذ اليوم الثاني من بداية الدورة. ربما كان لأسلوب المدرب السلس والبعيد عن الخرافات الكبرى في هذا المجال دوراً تحفيزياً، أو لأن المجموعة التي معي كانت مجموعة رائعة تؤمن بهذا المجال، بل وفاقتني في إيمان بعضها بمجالات علوم الطاقة التي لم أستطع، حتى كتابة هذا المقال، تصديقها بالشكل الذي تصلنا به.

ما يحضرني هنا هو ما قاله السيدحسين الموسوي حين تحدث عن تشويه العلوم التي تصلنا عن طريق مدربين غير متعمقين في مجالاتهم، وهو ما وجدته بالفعل لدى بعضهم حين تحاورهم ولا يستطيعون الإجابة عليك.

بعض العلوم نشأت في دول تختلف ثقاقتها عنا تماماً، وحين أرادوا نقلها إلينا نُقِلَت بطريقة مشوهة وكأنها مسخ عن العلم الأصلي وهو ما جعلها تراوح مكانها في دائرة الشك لدى كثيرين، وخصوصاً حين تحاول محاورة من يصدقها فلا تجده مؤمناً بها بل وتجده يحاورك بطريقة غير علمية لا تمت لوقائع هذا العلم أو ذاك بأي صلة.

أتذكر مقولة للدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله قالها في إحدى دوراته هنا: لا يمكنك تصديق أي شيء مادمت غير مؤمن بوجوده، ولا يمكنك الإيمان بوجود شيء من هذه العلوم والفنون مادمت لم تجربها أبداً ولا تريد ذلك!

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4851 - الجمعة 18 ديسمبر 2015م الموافق 07 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:11 ص

      كتاباتكِ محفزة

      الأستاذة سوسن
      شكرا لكي على كتاباتكِ المحفزة دائما والتي تعطنا دافع للانطلاق حينما نتعثر بالصدمات في الحياة
      استمري لتكوني بقعة الضوء في العتمة،وخيرا فعلتي حينما ابتعدتي عن السياسة التي لا تسمن ولا تغني.

    • زائر 2 | 4:09 ص

      مدرب مميز

      السيد حسين الموسوي مدرب مميز بالفعل يزن كل كلمة يقولها.
      وعلم البرمجة اللغوية العصبية علم جميل لمن يؤمن به وله منافع كبرى في الحياة انصح بكتب ابراهيم الفقي لمعرفته بشكل بسيط

    • زائر 1 | 12:43 ص

      مزيد

      الاستاذه الفاضله الموضوع شائق ولكن نحن فى حاجه لمزيد من التوضيح المختصر لهذه العلوم الحديثه ،،، تحياتى : عبدالقادر راشد

اقرأ ايضاً