العدد 4860 - الأحد 27 ديسمبر 2015م الموافق 16 ربيع الاول 1437هـ

منتدى النعيمي والربيع العربي

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

للسنة الثالثة تحتضن بيروت، عاصمة المقاومة والثقافة والفكر، في (18 ديسمبر/ كانون الأول )2015 منتدى القائد العروبي الراحل عبدالرحمن النعيمي، وكان موضوع المنتدى لهذا العام «آفاق التحولات بعد الربيع العربي». وكما ارتبط بأبو أمل مناضلون عرب وأمميون خلال حياته الزاخرة بالفكر والنضال، فقد لبَّى الدعوة العديد من رفاقه وأصدقائه من وطنه البحرين ووطنه العربي الأوسع النداء للمشاركة في منتدى عبدالرحمن النعيمي الفكري في دورته الثالثة، لمناقشة موضوع الساعة، وهو «آفاق التحولات بعد الربيع العربي»، فيما الربيع العربي لايزال يزهر على رغم كل المحاولات لاقتلاع جذوره وإطفاء جذوته.

وكما أعلن في كلمة اللجنة التحضيرية للمنتدى، فإن هناك مساعي حثيثة للترخيص للمنتدى كمؤسسة فكرية مستقلة، لها مجلس أمناء من شخصيات عربية عروبية من المفكرين والمثقفين.

قامت اللجنة التحضيرية بالاتصال بعدد من المفكرين العرب للكتابة حول محاور المنتدى. وبعد الجلسة الافتتاحية التي تضمنت كلمة اللجنة التحضيرية، وكلمة جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) لأمنيها العام السيد رضي الموسوي، تتابعت جلسات المنتدى.

الجلسة الأولى: ورأسها معن بشور وقدم فيها جاسم حسين ورقة بعنوان: «تحديات البطالة والفقر والتنمية في الوطن العربي» وعقب عليها محمد اليحاني.

الجلسة الثانية: ورأسها علي الديري وقدمت فيها منى عباس فضل ورقة بعنوان: «المرأة في مسار الانتفاضات العربية وعقبت عليها فريدة غلام. كما قدم الشاب محمد عبدالله حسين ورقة بعنوان: «دور الشباب في برامج الإصلاح والتحديث» وعقب عليها الشاب أحمد الغسرة.

الجلسة الثالثة: ورأسها عصام السعداوي وقدم فيها عبدالله حمودة ورقة بعنوان: «الدعم المالي الأجنبي لمؤسسات المجتمع المدني».

الجلسة الرابعة ورأسها جورج جبور وقدم فيها عبدالحسين شعبان ورقة بعنوان: «فكر التطرف والتكفير وحقوق الإنسان» وعقب عليها علي الديري.

واختتم المنتدى بورقة استخلاصات أوراق العمل.

هذا وقد أعقب عرض أوراق العمل في كل جلسة مناقشة من قبل الحاضرين.

كان مهمًّا بعد مرور خمسة أعوام على الإعصار الذي اجتاح بلاد العرب من المحيط إلى الخليج والذي انطلق من تونس بثورة الياسمين التي فجرها الشاب المرحوم محمد البوعزيزي في مدينة بوسعيد، أن يختار منتدى النعيمي موضوع الآفاق المفتوحة أمام الربيع العربي، في عرض لمختلف جوانب هذا الربيع على رغم الخراب والصورة القاتمة التي تعكسها الحروب الأهلية في أكثر من ساحة، والانقسام الديني والطائفي الذي أحدث شرخًا عميقًا في جسد الأمة العربية، والتدخلات الإقليمية والدولية التي وصلت الى مرحلة احتلال الإرادة والأرض العربية، والأنكى إقامة دولة داعش القادمة من كهف التاريخ، وانتشار الفكر التكفيري وتجسيده الإرهاب والذي لم يعد يقتصر على بلاد العرب، بل تمدَّد الى العالم.

لا يمكن القول إن المنتدى وليوم واحد كان قادرًا على معالجة جميع جوانب الربيع العربي واستشراف آفاقه، لكنه شمعة في الظلام الذي يراد له أن يلف فضاء الأمة، وبسمة تفاؤل وسط موجة التيئيس التي يراد بها إحباط تطلعات الشعوب العربية المشروعة في الحرية والكرامة والعيش الكريم والديمقراطية وحقوق الإنسان، وغير ذلك من القيم والشعارات التي ارتفعت في ساحات الكرامة على امتداد الوطن العربي، والهتافات المدوية التي رددتها الملايين في مسيراتها الهادفة، والتي من أجلها قدمت هذه الأمة مئات الآلاف من الشهداء وملايين الضحايا من الجرحى والسجناء واللاجئين والمهجرين.

من هنا فقد كانت إحدى توصيات المنتدى، أن يصار لعقد أكثر من منتدى وأكثر من مؤتمر لتفحص ما جرى خلال السنوات الخمس العاصفة، والتي لاتزال تبعاتها تتفاعل، فلم ينكس أبطال الساحات أعلامهم وهم على اعقاب الذكرى الخامسة لربيع الكرامة، وما بعد ثورة الياسمين يجبُّ ما قبله ولا رجوع إلى الاستكانة والخضوع.

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 4860 - الأحد 27 ديسمبر 2015م الموافق 16 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً