العدد 4870 - الأربعاء 06 يناير 2016م الموافق 26 ربيع الاول 1437هـ

الشراكة الاجتماعية في بناء السلوك البشري والتنمية المستدامة

شبر إبراهيم الوداعي

باحث بحريني

الحراك الاجتماعي مقوّم رئيس في بناء الشراكة الموجهة لبناء السلوك البشري، وإنجاز أهداف التنمية المستدامة، وتتداخل وظائف ومهام تأثيره في مفاصل خطط بناء منظومة الشراكة المتداخلة في أهدافها التنويرية والتنموية، ومن أهم المؤشرات الاستراتيجية للشراكة الاجتماعية في منظومة الانجاز التنموي والبيئي، صناعة وتنفيذ الخطط التنموية والحضرية التي تستجيب لاحتياجات ومتطلبات المجتمع الحياتية والمعيشية، والتمكن من تحسين مفاهيم السلوك الفردي وثقافة العلاقة مع نظافة المكان، وترسيخ قيم ثقافة المسئولية الذاتية في صون المعالم الاجتماعية والخدمية، وبناء آلية فاعلة للرقابة الاجتماعية المؤسسة في أهدافها، وفي مناهج عملها كضمانة للحد من الأنشطة والممارسات الفردية والجماعية ذات الأثر السلبي على المعالم البيئية والخدمية والممتلكات العامة، وكآلية للمتابعة وحفز الأنشطة المؤسسية للمؤسسات المختصة والمعنية لإنجاز المشاريع التنموية والبيئية التي تراعي في جوهر خططها التنفيذية اهتمامات وإحتياجات المجتمع المحلي.

إن تلك المرئيات تؤكد أن الشراكة كأداة للتغيير والتأهيل البيئي وتحسين حالة النظم البيئية والارتقاء بمستوى الخدمات التنموية والخدمية والتطوير الحضري، تمثل في جوهر أهدافها ومنظومة نشاطها تفاعلاً متبادلاً بين قطاعات المجتمع ومؤسساته الرئيسة الفاعلة في عملية التنمية والبيئة، وترتكز على منظومة القيم والمبادئ ذات الأبعاد الاستراتيجية في إدارة عمليات تخطيط وتنفيذ المشاريع التنموية والبيئية المرتكزة على الأهداف الرصينة في الحفاظ على الخيرات والموارد البيئية، وحماية المعالم الرئيسية للأنظمة البيئية وضمان توازنها الطبيعي، تجسيداً لمبادئ وأهداف التنمية المستدامة ومرتكزات الأمن البيئي للإنسانية، بما يحقق المسئوليات الاستراتيجية في صون الحق البيئي لأجيال الحاضر والمستقبل.

والشراكة كمنهج للإنجاز ينبغي أن تخرج من دائرة مظاهر البهرجة الدعائية والاعلامية والمجاملات وشخصنة المبادرات والمظهرية الذاتية في تنفيذ الأنشطة الفارغة من المضامين الجوهرية لمعايير التنمية، وأن تؤكد جوهر الالتزام المسئول والصادق في القول والفعل، والشفافية في طرح المبادرات والمشاريع الواقعية التي تؤكد صدق التوجه المبني على الأسس المنهجية المؤسسة في معاييرها العلمية لتحقيق جوهر الانجاز الملموس لمطالب واحتياجات المجتمع التنموية والحضرية والخدمية والبيئية، وتعزيزاً لذلك من الطبيعي أن تؤكد الجهات المختصة والمعنية في الشأن التنموي والبيئي حضورها الفعلي في تبني المشاريع التنموية والبيئية والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية لترشيد وتوجيه وتعزيز مسار أهدافها وتمكينها من المساهمة في تعضيد مقومات استراتيجية العمل الوطني في إنجاز أهداف التنمية المستدامة.

الندوة البيئية التي نظمها نادي باربار في (29 ديسمبر/ كانون الأول 2015) ضمن باقة برامجه للاحتفال باليوبيل الخمسين بعنوان: «الشراكة في إنجاز التطوير الحضري والبيئي - باربار نموذجا» بحضور ممثلين من برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا والمجلس النيابي والمجلس البلدي في المحافظة الشمالية وممثلي عدد من مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية والمجتمع المحلي في باربار، من مشاهد العمل الاجتماعي والوطني المهمة في الشأن التنموي والبيئي المؤكدة لقيم نهج الشراكة، ذلك ما جرى تأكيده في الكلمة الافتتاحية للندوة إذ جرت الاشارة الى أن الهدف من تنظيم الندوة هو «تأكيد توجه نادي باربار في الاهتمام بالقضايا التي تصب في مصلحة المجتمع المحلي، وتشير الى التوجه في العمل على بناء شراكة متينة مع المؤسسات الأهلية لتفعيل العمل المشترك في إعداد وتفعيل البرامج التي تهتم بمصالح المجتمع المحلي وقضايا التنمية والتطوير الحضري والبيئي والقضايا الخدمية في باربار».

الحضور النوعي في الندوة ترك أثره الإيجابي على نوعية مخرجاتها وبعد أهدافها الاستراتيجية في معالجة القضايا التنموية والحضرية والبيئية، إذ جرى التأكيد على:

• ضرورة أن تجرى الاستفادة من الكفاءات المحلية بالعمل على تشكيل آلية لتنسيق العمل الأهلي وتنظيم الجهود لإنجاز المشاريع التنموية.

• إبراز ومتابعة مطالب أهالي باربار لدى الجهات الرسمية، ويتولى مهمة تنظيمها نادي باربار بالتعاون مع المؤسسات الأهلية الرئيسة في القرية.

• التعاون في بناء الخطط العملية وفق أهداف وأولويات محددة للتطوير الحضري، والعمل بواقعية في تأهيل وتنمية الشريط الساحلي لقرية باربار.

• تنظيم خطة للتوعية بأهمية الحفاظ على النظافة العامة والحد من السلوكيات والممارسات الخاطئة التي تتعارض مع مصالح المجتمع المحلي.

• العمل على توعية أفراد المجتمع بمخاطر التلوث الضوضائي على الأمن الصحي للمجتمع.

• الاستفادة من الخطاب الديني في إنجاز أهداف التوعية وتقويم السلوك، ونشر ثقافة الحفاظ على نظافة المحيط البيئي وصون الممتلكات العامة.

• تعزيز التشريع البيئي لتعضيد منجزات خطط العمل التنفيذي في تحسين السلوك البيئي للمجتمع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

• التأكيد على ضرورة تفعيل أنشطة المجلس الأعلى للبيئة بشكل ملموس في تنفيذ خطط التوعية وبناء القدرات البيئية.

• أن تعمل الجهات المختصة والمعنية بالجوانب الخدمية والتنموية في تجسيد المهام والأهداف المناطة بها بشكل عملي في تنمية السواحل والمساحة الخضرية والنظافة العامة.

• التأكيد على ضرورة دعم وتعزيز قدرات مؤسسات المجتمع المدني الناشطة في الشأن البيئي والخدمي وتمكينها من ممارسة دورها وتجسيد أهدافها والمساهمة في دعم الاستراتيجية الوطنية للبيئة.

النتيجة الايجابية للندوة البيئية في نادي باربار التي أكدت حضورها في مفاهيم المجتمع، الوعي بأهمية تعزيز الشراكة في العمل الاجتماعي للتمكن من تنظيم الإدارة المُنظمة للعمل الأهلي لإنجاز الأهداف التنموية والبيئية، ويطرح عدد من أفراد المجتمع المحلي سؤالاً مهماً، وماذا بعد؟

السؤال في جوهر معانيه بعيد المرامي الاستراتيجية لمفهوم الشراكة في العمل الاهلي، وينبغي على المؤسسات الأهلية المعنية الإجابة على السؤال بمبادرة عملية تجسد مقاصده وغاياته.

إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"

العدد 4870 - الأربعاء 06 يناير 2016م الموافق 26 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً