العدد 4888 - الأحد 24 يناير 2016م الموافق 14 ربيع الثاني 1437هـ

هل بمقدور نواب إسقاط وزيرين؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يترقب جمهور غفير من الشارع البحريني، نتيجة وعيد بعض النواب، بـ«إسقاط وزيرين»، إثر قرار الحكومة رفع أسعار البنزين، ودخوله حيز التنفيذ دون علم مجلس النواب أو حتى التنسيق معهم.

منسق استجوابي وزيري المالية والطاقة النائب أحمد قراطة «أكد» أن «النواب عازمون على طرح الثقة في الوزيرين ما لم تتراجع الحكومة عن قرارها برفع أسعار البنزين»، ذلك «العزم» النيابي تحدٍ كبير وخطير جداً إذا ما أكدنا وجزمنا أن الحكومة قررت ونفذت توجهها في رفع أسعار البنزين ولن تتراجع عنه أبداً كون الظروف المالية أكبر من أي تراجع أو تنازل.

تهديد ووعيد بعض النواب للحكومة، ظاهره «جدي»، وما هو معروف عنه لدى الناس لن يخرج عن كونه «إعلامي»، فلا الحكومة ستتراجع عن قرار رفع الدعم عن البنزين، ولا النواب قادرون على المضي في قرار الاستجواب فضلاً عن طرح الثقة في وزيرين أحدهما وزير المالية.

لو عدنا قليلاً للوراء، لأعدنا مشهداً سابقاً، حول استجواب وزير الصحة، إذ كان ذلك الحديث عن الاستجواب نهايته متوقعة وغير دراماتيكية، في (5 مايو/ أيار 2015) إذ سقطت أول محاولة استجوابٍ لوزيرٍ من قبل «نواب 2014»، وخامس استجواب منذ «نواب 2011».

سبق الحديث عن استجواب وزير الصحة (السابق) صادق الشهابي، موقف آخر شهدته أروقة مجلس النواب، إذ نظمت وزارة الصحة يوماً صحياً في ردهات مجلس النواب تحت شعار «أستطيع أن أقلع عن التبغ»، وجاء ذلك تزامناً مع تصويت النواب لاستجواب وزير الصحة والذي سقط لعدم حصوله على الغالبية اللازمة (27 صوتاً بحسب اللائحة الجديدة لمجلس النواب)، إذ تناقل الكثيرون صور ذلك اليوم الصحي للنواب تزامناً مع استجواب الوزير!

الغريب أن النائب عادل العسومي «سخر» بحسب الصحف المحلية من نتيجة التصويت (23 نائباً مع الاستجواب، 3 رفضوه، و9 فضلوا الصمت والامتناع) بقوله: «إذا وزير الصحة ما تستجوبونه، فمن ستستجوبون؟!»، واليوم يتحدثون عن طرح الثقة في وزيري المالية والطاقة.

سؤال منطقي من نائب مخضرم في مجلس النواب، وهو أن وزير الصحة السابق لم يستطع «نواب 2014» استجوابه، فهل بإمكانهم مثلاً استجواب وزراء وزارات سيادية؟!

من بين السخريات القدرية أيضاً أن بعض النواب الذين سخروا من نتيجة التصويت على استجواب وزير الصحة السابق، والذين كانوا يعلمون سلفاً أنه «ساقط» لصعوبة حصول أي طلب استجواب على إجماع 27 نائباً، كانوا من أشد المؤيدين والداعمين لقرار تعديل اللائحة الداخلية لمجلس النواب، وبالخصوص المادة 145 الخاصة بالاستجواب، والتي تشترط موافقة ثلثي أعضاء المجلس بدلاً من الأغلبية والتصويت على جدية الاستجواب دون نقاش، مؤكداً أن ذلك «يخدم العمل النيابي»، لمنع تحركات نيابية تستخدم أداة الاستجواب من أجل الإساءة إلى كفاءات وشخوص وطنية.

فلا أعلم، لماذا سخر بعض النواب من موقف النواب الرافضين لطلب استجواب وزير الصحة السابق أو الممتنعين من التصويت عليه، فلربما ذلك نتيجة حسهم الوطني العالي والمقدر لوجود «أداة إساءة» يحركها البعض للمساس بشخصية الوزير الوطنية التي لا يمكن لنائب أن يشكك فيها أيضاً أو حتى في كفاءته.

في مجلس النواب الحالي، فإن سقوط أي استجواب أمرٌ محتومٌ، لوجود نواب يعتقدون أن من يحرك ذلك الاستجواب «أداة للإساءة» وكانوا يريدون التلاعب بالأداة النيابية واستغلالها «سياسياً» والإساءة لشخوص وكفاءات وطنية.

نتمنى من بعض أعضاء مجلس النواب أن لا يجعلوا من أنفسهم أضحوكة لدى الجماهير العامة، فالناس باتت تستمتع بقراءة نكات بعض النواب، وتنشدّ لصراخهم وعويلهم، وبكائهم من أجل الإمتاع والتسلية، لا أكثر من ذلك ولا أقل، في ظل معرفة الجميع سواء نواباً أو شعباً بإمكانيات «نواب» عاجزين وضعفاء عن فعل أي شيء أو حتى محاسبة «فراش» وزارة، وليس استجواب وزير.

سبق الحديث عن استجواب وزير الصحة، أحاديث أخرى مماثلة كانت بحق مضحكة جداً، إحداها عندما خرج منسق استجوابي وزيري المالية والطاقة النائب أحمد قراطة محتجاً، ومنسحباً، في (21 يناير/ كانون الثاني 2014) بعد أن صرخ لقد «سرقوا استجوابي».

انسحب النائب قراطة احتجاجاً في تلك الجلسة بعد عدم حصوله على إجابة لسؤاله من «سرق طلب استجواب وزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة عندما كنت في الحمام؟»!.

ما هو غير مستغرب، ما صرح به النائب قراطة في اليوم الثاني من الحادثة (23 يناير 2014) عندما كشف أن من سرق طلب الاستجواب نائب برلماني، بل مزق الطلب وذلك «خشية افتضاح أمر شطب بعض النواب أسماءهم من الورقة، وخوفاً من ظهورها في الصحافة»، وذلك بعد أن تقلّص عدد موقعي الطلب من 18 نائباً، وفي غضون نصف ساعة، إلى 9 فقط!

تلك الحادثة تؤكد حقيقة ومصير أي استجواب قد يقدم عليه النواب حالياً مع أنباء بدء تخلي نواب عن الاستمرار في عملية الاستجواب.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4888 - الأحد 24 يناير 2016م الموافق 14 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 2:31 م

      النواب مو كفؤ يسقطون حتى بواب مو وزير

    • زائر 28 | 11:15 ص

      إذا حجت البقر على قرونها

    • زائر 27 | 10:33 ص

      محرقية

      يا اخ هاني نعترف وبكل حسرة اننا نحن صوتنا لهم ونحن من اوصلناهم ونحن الآن نندم حظنا العاثر ونعض علي أصابعنا ندم علي ما اقترفته أيادينا وعلي كل حال هو درس قاسي لنا لا يمكن ان ننساه والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين والا كان مغفل نعترف اننا خدعنا من قبل مجموعة ....لا يهمها مصلحة الوطن ولا ترد جميل من أوصلهم وإنما همهم مصالحهم وبس . خلاص انكشف ما كان مستور وأيقن الناس انه لا فائدة ترجي منهم فقد ماتت ضمائرهم ( الله المستعان وعليه التكلان) .

    • زائر 25 | 4:06 ص

      بصوتك تقدر

    • زائر 23 | 1:01 ص

      راحت رجالا

      وجتنا رجال ...

    • زائر 21 | 12:58 ص

      ليش يسقطون الوزيرين ليش مايسقطون قروض الناس البنكية وزيادة رواتب الخاص والعام

    • زائر 19 | 12:20 ص

      لا هم نوّاب ولا مجلسهم مجلس

    • زائر 18 | 12:17 ص

      ويش نقول مالت علينا وعلى حالنا وديمخراطيتنا

    • زائر 17 | 12:16 ص

      عشم ابليس في الجنّة : عجز عنها فارس الفرسان وتولاها ابو الحصين

    • زائر 20 زائر 17 | 12:37 ص

      لعلمهم أنهم ليسوا خيار الشعب و غير مدعومين منه و إنما تسابقوا لأجل المناصب و لعلمهم أن الحكومةو الشعب لايقيمون لهم وزناً فلذلك هم يصدرون فقاقيع فقط .

    • زائر 15 | 12:07 ص

      انتهى الأمر ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) وسقط الأستجواب لأنهم ( قولومعي قول الشيخة مي ) والسلام .

    • زائر 12 | 11:46 م

      عباس الماضي وجلال كاظم ،، أقروا بعدم جدية الأستجواب !!!
      يالله تعليقاتكم ؟!؟!

    • زائر 22 زائر 12 | 12:59 ص

      ويش يعني

      متسلقين مثلهم مثل غيرهم

    • زائر 11 | 11:30 م

      وش بتسوون

      عمركم ما تقرون حتى اتغيرون حرف واتحداكم اذا تقدرون اتغيرون او اتشيلون وزير لانكم اخرطي بس امقعدين على كراسي

    • زائر 10 | 11:29 م

      ستراوي

      ولا ناطور

    • زائر 9 | 11:24 م

      نعجة ولو طارت

      حتى لو تم الاستجواب وتم سحب الثقة المزعومة بعد بنقول عنها مطبوخة بين الحكومة والنواب لأن نوابنا على قولة الشيخة مي مو بريايل ههههه.

    • زائر 8 | 11:09 م

      لن يكون استجواب...هو ضحك عالذقون...مسرحية بين النواب والحكومة...يمتصون فيها غضب الشارع وتضييع الوقت للقبول بالوضع الراهن...
      النواب اقل من ان يخدموا الشعب ... هم موظفون للحكومة...قبلوا بسحق حقوق الشعب وسحب الجنسية وتجنيس الاجانب وتدهور البلد وقراءة تقرير الرقابة وعجزوا عن محاسبة المفسدين...
      البحرين الى ازمات والله يستر ويفرج

    • زائر 7 | 10:59 م

      لا تعبون روحكم وتفشلونا

      ترى انتون سمانديقه حاطتنكم الحكومه مثل المزهريات .. أقول ستروا على روحكم ترى ما بقى الا يومين وينزل الراتب

    • زائر 6 | 10:18 م

      الله يهديكم وهل استطع نواب الوفاق في السابق من اسقاط وزير واحد

    • زائر 16 زائر 6 | 12:15 ص

      نواب الوفاق؟

      يالحبيب ربع خلوا نواب الوفاق تسوي شئ وهم في كل موضوع واقفين ليهم مثل العضم بالبلعوم وابسط مثال قضية التجنيس نوابك يالحبيب كانوا يدافعون عن الحكومة مو عن المواطنين وطبعا كان يعطلون أي شئ مفيذ للشعب لأنهم يمثلون الأكثرية في التصويت. .والآن تأتي للوفاق وانت تشوف بعينك الآن رئيس الوفاق في وين الآن بينما نوابك في وين؟
      بسك هرج ومرج

    • زائر 5 | 10:14 م

      ولاناطور وزير يستطيعون يسقطونه من ناطوريته بعد مو وزير من وزارته.

    • زائر 4 | 10:03 م

      حاميها حاميها نواب آخر زمن
      قعدي لولدش! !!

    • زائر 3 | 9:52 م

      والله كلمة رجال كبيرة عليهم

      هؤلاء باعوا القسم براتب مغري وسيارة فارهة وامتيازات خاصة
      وليذهب المواطن الى الجحيم
      ومن اوصل هؤلاء الجهلة الى قبة البرلمان مسؤل ايضا امام الله عما تسبب في اذية المواطنين بوجود مثل هؤلاء في البرلمان

    • زائر 1 | 7:19 م

      خرطي .... خرطي ... خرطي
      لا تعورون راسكم وياهم
      قالتها الشيخة مي ....

اقرأ ايضاً