العدد 4900 - الجمعة 05 فبراير 2016م الموافق 26 ربيع الثاني 1437هـ

مرضى السرطان... نعم تستطيعون

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لم يعد اليوم كالأمس بالنسبة لمرضى السرطان وأهاليهم، فقد باتت التوعية اليوم بالمرض وأسبابه وطرق مقاومته وعلاجه والوقاية منه أمراً منتشراً على نطاق واسع في وسائل الإعلام وعلى الشوارع ضمن الحملات الدعائية التي تتباناها الدول والشركات الكبرى في إطار مسئوليتها الاجتماعية. كما أصبحت ردود فعل المجتمع مختلفة تجاه هذا المرض والمصابين به؛ إذ لم يعد نطقه يشكل شبحاً يخشى أن يصيب من نطقه، ولم يعد يخاف من مخالطة مرضاه كما في السابق وذلك بفضل الحملات التوعوية الكثيرة التي تطلق على مدار العام، والتي كانت آخرها ما انطلقت يوم الاثنين الماضي ضمن فعاليات الأسبوع الخليجي للتوعية بالسرطان في نسخته الأولى التي تدشن في إطار الحملة الخليجية الموحدة للتوعية بالمرض تحت شعار «40 في المئة حماية 40 في المئة شفاء» بهدف توحيد الرسائل الإعلامية في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي.

وتهدف الحملة التي تنطلق في الأول من فبراير/ شباط من كل عام تزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة السرطان، لرفع مستوى الوعي الصحي بشأن عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بالسرطان، وتشجيع اتباع نمط غذائي صحي وممارسة النشاط الرياضي، إضافة إلى تشجيع حماية البيئة والصحة العامة والمهنية ورفع مستوى الوعي الصحي بشأن طرق الكشف المبكر عن السرطان وأهميتها في تحسين فرص الشفاء، بالإضافة لتفعيل البرامج الوطنية لمكافحة السرطان كمسئولية مشتركة بين القطاعات الحكومية وغير الحكومية، كما أوضح القائمون على الحملة.

وتتمحور رؤية الحملة في تعزيز الوعي الصحي وحماية المجتمع الخليجي من أخطار السرطان، لا سيما أن 40 في المئة من حالات السرطان يمكن الوقاية منها في حالة اتباع نمط حياة صحي، وأن 40 في المئة منها يمكن أيضاً الشفاء منها إذا تم اكتشافها مبكراً.

وقد أثبتت تجارب الكثيرين ممن أصيبوا بالمرض هذه النظرية، بل إن بعضهم تفوّقوا عليها حين استطاعوا الشفاء تماماً من هذا المرض الذي باتت مقاومته ممكنة في ظل وعي المجتمع بأهمية ذلك، وإمكانية التغلب عليه بعد أن كان مجرد النطق باسمه يمثل كابوساً لدى كثيرين كما ذكر أعلاه.

نحن بحاجة اليوم لتكثيف التوعية بضرورة اتباع أنظمة صحية وتجنب كثير من الوجبات والأطعمة التي تدخل كثيراً من المواد الكيميائية والصناعية في إعدادها، وبرغم معرفتنا بما تحتويه إلا أننا مازلنا نتناولها ونطلبها لأطفالنا الذين صاروا لا يستغنون عنها. توعية غذائية تكون بداية تقنين انتشار هذا المرض، لتتلوها توعية بطرق المقاومة والعلاج والتهيئة النفسية للمرضى وذويهم، كي نصل لمجتمع واعٍ يعرف كيف يتعامل مع مرضاه ومع نفسه في أقسى الظروف ويعي الخيارات المتعددة أمامه للشفاء من مرض طالما ظن كثيرون أنه عصي على الهزيمة.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4900 - الجمعة 05 فبراير 2016م الموافق 26 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً