العدد 4905 - الأربعاء 10 فبراير 2016م الموافق 02 جمادى الأولى 1437هـ

البحث عن «السعادة»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الآن وقد أعلنت الإمارات عن تعيين منصب وزاري للسعادة، فإنّ علينا أن نبحث عن معنى السعادة وكيفية تحصيلها. ففي العام 2012، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة تحديد 20 مارس/ آذار من كل عام يوماً عالمياً للسعادة، واعتبرت أن تحقيق السعادة هدف أساسي من أهداف حقوق الإنسان، وأن ذلك يتطلب اتّباع نهجٍ أكثر شمولاً وإنصافاً وتوازناً للنمو الاقتصادي.

وكانت مملكة بوتان (الواقعة شرق جبال الهملايا، وتحدُّها الهند من الجنوب والشرق والغرب، بينما تحدُّها الصين من الشمال) هي التي اقترحت تحديد هذا اليوم، وذلك بالاعتماد على بحوث ودراسات طوّرت من خلالها قياساً لما يسمى بـ «السعادة القومية الإجمالية» والذي يأخذ بعين الاعتبار متطلبات التنمية المستدامة المصحوبة بصون وتعزيز القيم الثقافية، المحافظة على البيئة الطبيعية، إقامة وتعزيز الحكم الصالح (الرشيد). وهذا يعني أن مؤشر دخل الفرد (الذي يقيس مستوى المعيشة) يجب أن تصحبه أسس الصحة الجسمية (بما في ذلك الخلو من أمراض السمنة والتدخين والاكتئاب والسكري وغيرها من الأمراض)، والصحة العقلية والروحية، والحيوية الاجتماعية والثقافية، إضافة إلى غياب الفساد وتحقيق الاستقرار الوظيفي أو التمكين الاقتصادي العادل والحَدّ من الفقر وتمكين المرأة والشباب، ومعدّلات الجريمة والقتل، ونوعية الحياة... إلخ.

وقد صدر أول تقرير بمؤشر السعادة العالمي في 2012، كما صدر لاحقاً استطلاع الرأي العالمي لمؤسسة غالوب عن السعادة في العالم. الاختلاف بين طريقة القياس واضحة؛ إذ إن المؤشر العالمي الأخير (صدر في 2015) وضع سويسرا في رأس القائمة (تحتل بنما المرتبة الـ 25)، بينما أشارت دراسة غالوب (العام 2015) إلى أن بنما تحتل المرتبة الأولى (وسويسرا تحتل المرتبة 4). الإمارات تصدّرت الدول العربية في المرتبة العشرين (الـ 21 بحسب غالوب)، بينما احتلت البحرين المرتبة 49 في مؤشر السعادة العالمي (والمرتبة 31 بحسب غالوب). تقارير أخرى تشير إلى أن الدنمارك تتصدَّر الدول الأكثر سعادة في العالم، إذا أضيف إلى المؤشر بند يتعلق بالحرية السياسية.

هذه الأرقام تحتاج إلى تثبيت وسائل لقياسها بصورة موضوعية ومقبولة، ولكن ومهما يكن، فإنّ رفع شعار «السعادة»، والتحدث عن الموضوع، يُعتبَر بحدِّ ذاته مؤشراً إيجابيّاً يدفع باتجاه الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى غير مستوى الدخل، تُنتج في نهايتها حلولاً مستدامة لسعادة الإنسان، وتُقلِّلُ التناقضات المخيفة في توزيع الثروة، وفي نيل الحقوق، وفي التمتع بنوعية حياة مناسبة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4905 - الأربعاء 10 فبراير 2016م الموافق 02 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً