العدد 4916 - الأحد 21 فبراير 2016م الموافق 13 جمادى الأولى 1437هـ

لسنا وحدنا ولكن...

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لسنا وحدنا في هذه الحياة، هكذا ببساطة اكتشفنا أن هنالك غيرنا يسكنون هذه الأرض، لكن بشكل مختلف عنا تماماً، وإن تشابهت بعض القشور.

اكتشفنا هذا بعد أن وصلنا أن هنالك شيئاً ما يدعى قنوات فضائية وانترنت ومواقع للتواصل الاجتماعي واعلام إلكتروني وتفاعلي وغيرها من الوسائل التي جعلت من العالم بالفعل قرية صغيرة كما تُوِقع له أن يكون. قرية يسهل التنقل في أرجائها بواسطة ضغطة زر واحدة، وكلمة واحدة؛ بل وأحيانا بهمسة واحدة في مواقع البحث باستخدام الأجهزة الذكية.

هذه المعرفة وهذا الاكتشاف لم يكن آباؤنا وأجدادنا على معرفة به، وبالتالي فلم تكن لديهم تفاصيل عن هذه الشعوب التي تسكن دولاً وقاراتٍ أخرى لم يعرفوا عنها إلا ما تعلموه في المدارس، إن كانوا ممن ارتادوها في زمن كان لا يولى للتعليم أهمية كبرى خصوصا بالنسبة إلى المرأة التي حرمت منه باعتبارها «حرمة» يجب ألا تتعلم كي لا تفسد!

ولهذا علمونا أننا مركز هذا الكون وقلبه، كيف لا ونحن الأمة التي نزل عليها محمد (ًص) والقرآن الكريم؟ ونحن أبناء كل هذا المجد العربي وذاك المجد الاسلامي، ونحن من صدّر العلوم إلى الغرب الذي لم يعرفوا منه غير اسمه وعداوته للعرب!

اليوم ونحن نكتشف الآخر المختلف نرى ما وصل إليه من إنجازات لنصاب بالحسرة، فالآخر اليوم لم يعد فقط ذاك الذي يتحدث بلغة أخرى ويدين بدين مختلف، بل باتت الدول القريبة منا هي الأخرى تمثل دور ذاك الغريب بما وصلت إليه من إنجازات مختلفة، بتنا نسمع عنها ونبتسم فرحًا أحياناً وغبطة أحياناً!

تسمع عن منجزات على نطاق التنمية السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والإدارية، ونفتش في صحافتنا عما يمكن أن يسكت الشهقة التي تتملكنا ونحن نحاول الجري وراء ما وصل إليه أولئك من دون جدوى، مع علمنا أن ما وصلوا إليه لا يعد قطرة في بحر ما وصلت إليه الدول الأخرى التي نستورد منها كل ما تنتج، ثم ندعو عليها بالهلاك؛ لأنها سبب كل مصائبنا من غير الالتفات إلى ضرورة البحث عن بدائل تجعل منا لقمة مرّة لها إن صحّت نظرية المؤامرة التي طالما تباكينا بها على حالنا.

نسمع ونرى أن هناك آخر، لكننا لا نحاول تقليده ولو بشكل مبدئي في نجاحاته، لنتمكن في يوم ما من سباقه والتفوق عليه وتصدير نجاحاتنا إليه بكل فخر من غير أن يعتبرنا سوقاً لتصدير ما ينتجه هو من معلومات وأفكار وسلع ومنتجات وخدمات مختلفة.

أن نسعى لكي ننجز بعض ما أنجزوه، نبتكر ما لم يصلوا إليه على جميع الأصعدة التعليمية والصحية والأمنية والسياسية، ولنعود كما كنا الشعلة التي أنارت (دول الخليج) بعلمها وثقافتها وتقدمها وتطورها.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4916 - الأحد 21 فبراير 2016م الموافق 13 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً