العدد 4921 - الجمعة 26 فبراير 2016م الموافق 18 جمادى الأولى 1437هـ

فليتوقف القتل في سورية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لقد أشار الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية مايكل هايدن، في مقابلة مع «سي إن إن»، إلى أن الأوقات الحالية تشهد تغييرات تشبه الزلازل، وحذّر من انهيار القانون الدولي والاتفاقيات التي أبرمت بين الدول بعد الحرب العالمية الثانية، ويصاحب ذلك انهيار في الحدود التي تم ترسيمها في معاهدات فيرساي وسايكس بيكو... وذهب إلى القول: «يمكنني القول إن سورية لم تعُد موجودة، والعراق لم يعُد موجودًا، ولن يعود كلاهما أبدًا، ولبنان يفقد الترابط وليبيا ذهبت منذ مدة».

وعليه، فإن مجلس الأمن الدولي، وبرعاية كل من واشنطن وموسكو، أمام اختبار كبير هذا اليوم (السبت 27 فبراير/ شباط 2016) لتثبيت وقف القتال في سورية، بين الحكومة وفصائل المعارضة السورية، والتأكد من أن كل الأطراف التي ينطبق عليها وقف العمليات القتالية تفي بتعهداتها، كما أنَّ هذا الأمر يعد اختبارًا لكل الدول، التي تمتلك نفوذًا لدى أطراف القتال في سورية، في أن تثبت قدرتها بتأكيد الوفاء بتلك التعهُّدات، ودعم الجهود الرامية إلى تهيئة الظروف من أجل وقف دائم لإطلاق النار.

وفيما لو تحقق ذلك، سيبقى القتال فقط مع تنظيم «داعش» وجبهة النصرة التابعة إلى تنظيم «القاعدة»، ومن المفترض ألا يتعذر أي طرف بأي شيء لتسهيل استمرار أعمالهما؛ وذلك لأن وضع نهاية حقيقية للقتال لن يتحقق من دون هزيمة التنظيمات الإرهابية التي لا تعترف بأية قيمة دينية أو إنسانية للبشر أو الحجر. وفي هذه الأثناء، فإن من المؤمل أن تستأنف مباحثات السلام بين الحكومة السورية وأطراف المعارضة برعاية الأمم المتحدة في (7 مارس/ آذار المقبل) في جنيف.

من المفترض أن تشمل هذه الهدنة وقف القصف الجوي والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين، والجميع سيراقب الحكومة السورية ونحو مئة فصيل معارض تجاه التزاماتهم بوقف القتال لمدة أسبوعين.

هناك عوامل مهمة لتأسيس هدنة دائمة، من بينها القدرة على نزع الغطاء الديني أو السياسي، الذي يتخفى تحته أولئك الذين يكفّرون الآخرين، أو أولئك الذين يوصمون هذه الجماعة أو تلك، بصفات محددة لشرعنة الأعمال البشعة ضدهم. كما أن على الدول الإقليمية أن تؤمن بأن مصلحتها لا تتحقق إذا استمرَّ تحرك الأحداث بالاتجاه الذي ساهم في إيصال الوضع السوري إلى ما نشاهده حاليًّا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4921 - الجمعة 26 فبراير 2016م الموافق 18 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • sabah.fardan | 12:46 م

      اعتقد ان داعش سينتصر في سوريا بمباركة الدول الداعمة له

      مسرحيات ذكية اوصلتنا الى المرحلة الخطيرة التي نحن فيها ..هذا ما نخاف منه في الوقت الحالي حيث الثعالب او الذئاب اتموا مكرهم و روسيا اعتبرها لاعب سلبي

    • sabah.fardan | 12:39 م

      كلام مايكل هايدن صحيح هناك تغييرات تشبه الزلزال

      مستر مايكل كلامه صحيح فدخول داعش الى المنطقة في يونيو 2014 احدث شيئا مثل الزلزال المدمر في العراق و سوريا و المناطق المجاورة و هناك تغييرات مزلزلة قادمة قريبا في هذه الاوقات ستؤدي الى انهيار الحدود وانهيار اتفاقيات فيرساي و سايكس بيكو والهدنة هدفها تدخل عسكري في سوريا كما ان ليبيا بعد القذافي اصبحت دويلات ممزقة ولبنان هناك مخطط يرسم له للتدمير طبعا.

    • sabah.fardan | 12:31 م

      المعارضة السورية المتوحشة و معهم داعش سينتهزون الهدنة لتحقيق انتصاراتهم وهذا ما يريده العدو

      وترى الصحيفة أنه من الطبيعي في هذه الحالة التشكك في وقف إطلاق النار لأن الهدنة بحاجة إلى ثقة وعلى الرغم من تعهد الولايات المتحدة وروسيا بضمان استمرار الهدنة فإنه لا يوجد احتمال كبير أن تؤدي إلى سلام مستدام
      وتضيف إن من أكبر الثغرات في اتفاق الهدنة السماح للقوات الروسية باستمرار حملتها ضد المعارضة المسلحة( المعتدلة) بذريعة مهاجمة الإرهابيين
      وتستدرك قائلة إنه على الرغم من ذلك كله فإن الهدنة تعطي بارقة أمل

    • sabah.fardan | 12:25 م

      هناك خدعة كبيرة لماذا وقف الاقتتال الان بعد انتصار الجيش السوري ولماذا تصريح رئيس الاستخبارات الامريكي السابق الآن

      من صحيفة التايمز (( بعنوان وقف إطلاق النار على روسيا إنقاذ السوريين وضرب داعش لا حماية الأسد))
      وتقول الصحيفة إن القوات الحكومية السورية حلقت على ارتفاع منخفض بالأمس فوق عدد من أكثر المناطق تضررا بالقتال لإسقاط منشورات تطالب مقاتلي المعارضة بالمغادرة على الفور حتى لا تتم إبادتهم على الفور
      وتقول ايضا إن هذه ليست لغة سلام

    • زائر 8 | 3:35 ص

      حواضن الارهاب

      لو كانت هناك إرادة دولية حقيقة لمحاربة بدعة الارهاب لكانت البداية في محاصرة حاضنة الاهارب وتفتيت تلك الفنته من المهد الا ان المصالح تثبت غير ذلك فهناك دولا كانت ولا زالت تدعم وتدرب وتسلح تلك الجماعات بمباركة المجتمع الدولي

    • زائر 6 | 1:18 ص

      لم يفهمو مقالك

      للاسف لم يفهم البعض مقالك . لم يفهموا ان السلام و المحبة هو ما يحفظ البلاد و العباد. الله يهدي الجميع

    • زائر 4 | 12:10 ص

      الدماء لا قيمة لها امام الدولار
      البشر لا قيمة لهم الا كوقود للحروب
      والبلاد العربية لم يعد لها أي اهمية ويجب ان تفتت وتدمّر كلها

    • زائر 3 | 11:56 م

      اضيف الى ماقلته يادكتور بالاضافة الى داعش وجيش النصرة يجب ازاحتهم من عالمنا كذلك ميليشيات حزب االله والحرس الثوري الايراني لانهم كداعش وجيش النصرة ليس هناك فرق

    • زائر 1 | 11:25 م

      من يعبث في امن واستقرار الدول العربية عليه ان يتوقف لانه عاصفة الحزم ورعد الشمال راح تطهر الدول العربية من المليشيات الطائفية

اقرأ ايضاً