العدد 4949 - الجمعة 25 مارس 2016م الموافق 16 جمادى الآخرة 1437هـ

من هم تحت القانون؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أكثر العبارات استخداماً خلال السنوات الخمس الماضية «لا أحد فوق القانون»، عبارة توحي بسيادة القانون والمساواة والعدالة والإنصاف، وهي عبارة أطلقها أيضاً الرئيس الأميركي السابق روزفلت عندما قال: «لا أحد فوق القانون، ولا أحد أقل منه، ولا نحتاج أن نطلب إذن أحدٍ عند تطبيقه».

«لا أحد فوق القانون»، عبارة نص عليها الدستور عندما أكد أن الجميع سواسية أمام القانون، فلا فرق بين عربي أو أعجمي، ولا مواطن أو أجنبي، ولا شيعي أو سني، ولا معارض أو «موالٍ».

«لا أحد فوق القانون»، عبارة تطبع وتكتب وتنشر في بيانات المسئولين كل يوم، وكلما جدَّت قضية مثيرة للجدل، يرى فيها الشارع ظلماً وتعسفاً، خرج المسئولون بعبارتهم الشهيرة «لا أحد فوق القانون».

عندما نتحدث عن تطبيق القانون في الدولة من دون تمييز وبعدالة بين جميع المواطنين والمقيمين، يخرج البعض من المرضى النفسيين لتكرار أسطوانة مشروخة، وكما يقال بالعامية «مأكول خيرها»، لماذا تنتقد عدم تطبيق القانون في جانب معين، ولا تتحدث عن ظواهر سلبية في مجتمعنا كحرق الإطارات وإغلاق الطرقات وتعطيل مصالح الناس وغيرها؟

نعلم أن هناك كثيرين لا يقرأون، وإن قرأوا فهم لا يفهمون، وإن فهموا فهم لا يستوعبون، وإن استوعبوا، فإن الله قد ختم على قلوبهم وعقولهم «غشاوة»، فهم لا يريدون أن يروا الأمر بوضوح لجهل وعناد على رغم بيان الحق في ذلك.

محاكم البحرين وسجونها مليئة بالمتهمين بحرق الإطارات وإغلاق الطرقات وحتى نوايا الاعتداء على رجال الأمن وغيرها من القضايا الأمنية والتي تأخذ في ذاتها الطابع السياسي نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد منذ سنوات، ولذلك لا يمكن لأحد أن يتكلم أو يتذرع بعدم تطبيق القانون على تلك الفئة من المجتمع، بل إن الأحكام التي تصدر بحقهم جلها مشددة بل بلغت لحد إسقاط حق المواطنة وسحب الجنسيات.

ما نثيره دائماً، هو أن القانون في هذا الجانب أخذ حيزه الكامل من التنفيذ وطال الكثيرين، بل يراه البعض قد تعسف أيضاً بعقوبات مشددة، فيما لم يطل القانون ذاته آخرين يخالفونه أيضاً وتجاوزوه، وكسروا شوكته.

هناك من يتجاهر بكسر القانون، وهناك من يعلن مخالفته له، وهناك من يدافع عن تلك المخالفات، وهناك من يؤيد ذلك، وكل ذلك يمكن وضعه في إطار تهمة «التحريض على كسر القوانين»، وهي تهمة وجهت للكثير من المعارضين، ولم توجه لآخرين، لماذا؟

لا علاقة للقانون وتطبيقه بين المواطنين بسواسية، كون الجاني من هذه الفئة أو تلك، ولا علاقة لتطبيق القانون بأن الجاني ومخالفته محب للوطن أو له حلم بوطن أفضل، ولا علاقة لتطبيق القانون ببعد هذا وقرب ذلك، وإلا فإننا لا نعيش في دولة تسمى دولة «المؤسسات والقانون»، فهذا النوع من الدول، يكون فيها القانون فوق الجميع بلا استثناء.

ما هو موجود حالياً، القانون بـ «استثناء»، غليظ على فئة، ورحيم رؤوف على فئة أخرى، مع وجود فئة تشجع وتؤيد ذلك التوجه في الغلظة والرأفة، في مشهد يقسم البلد لقسمين من هم تحت القانون، ومن هم فوق القانون.

وعلى رغم كل ذلك الحديث عن أنه «لا أحد فوق القانون» سنجد أيضاً أن هناك عبارة يتلمسها الشارع العام ويتداولها ويتناقلها تتناقض مع عبارات المسئولين وهي «خط أحمر» الذي لا يمكن تجاوزه، وهو اللون الأحمر الذي يعتلي القانون ويوقفه، عند أقرب «تقاطع» للمصالح والأولويات والحسابات وفق الأجندات.

أكثر ما في بلدنا هي خطوطه الحمراء، والأكثر من ذلك هو الحديث عن «القانون» وتطبيقه، وسواسيته على الجميع، إلا «الخطوط الحمراء» التي وضعوها تجبر حتى القانون على الوقوف أمام تلك الإشارة.

في بلدنا يصل القانون سريعاً لمن يريد له الوصول، سياسيين، نشطاء، مغردين حتى وإن كانوا مجهولين، لوجود أجهزة قوية قادرة على التعقب والملاحقة والرصد والمتابعة لمن تريد متابعتهم ورصدهم وملاحقتهم.

وفي بلدنا «خطوط حمراء» لا يمكن الوصول لها حتى ولو كانت معروفة ومعلومة للجميع، وإن ارتكبت جرماً يعاقب عليه القانون، وإن تجمهرت في المنامة المحظور التجمهر فيها، وإن أعلنوا ذلك صراحة بأنه يحق لهم كسر القوانين.

عندما يتحدّث وزير في تصريح رسمي ويقول: «ليس لدينا من تحميه أية خطوط حمراء مصطنعة من تطبيق القانون عليه وعلى غيره، القانون على الجميع»... فلم نشهد محاسبة من كسر شوكة القانون وتجمهر في المنامة!

«لا أحد فوق القانون»، بصدق هي عبارة بلا طعم وبلا لون عندما يكسر القانون علانية بحجج واهية وفي مقدمتها «حب الوطن»، وهل حب الوطن والدفاع عنه يكون بكسر قوانينه، وعدم تطبيقها على مخالفيه؟!

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4949 - الجمعة 25 مارس 2016م الموافق 16 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 45 | 4:04 م

      .. سلمت فِكراً وقلماً .. لا عدمناك

    • زائر 42 | 12:11 م

      يطبق القانون فقط على الحقانيين الي يحبون مصلحة البلد وهم موجودون فى السجون المشتكى لله وشكرا هانى

    • زائر 43 زائر 42 | 12:41 م

      تطبيق القانون على الجميع في البحرين مجرد كلام

    • زائر 40 | 11:32 ص

      مقال اكثر من رائع

      يحكي الواقع المؤلم بالبلد ... الله المستعان بكل الامور

    • زائر 34 | 8:14 ص

      لو كان القانون يُطبّق على الجميع،لما بقى( النواب) الذين تسللوا خِلسةً لسوريا لتهريب الأموال والسلاح للارهابيين يوماً واحداً في بيوتهم. إنهم احرار طُلقاء بسبب الدوس على القانون

    • زائر 29 | 6:50 ص

      من امر بهدم المساجد

      الى هذه اللحظه لم يُكتشف من امر بهدم بيوت الله حتى يُحاسب
      خطوط حمراء

    • زائر 28 | 5:42 ص

      سلمت اخي هاني

      علمائنا وشبابنا عندما يتكلمون في مظلوميت الناس والمطالب بحقوق الي الجميع دون استثناء يستدعون لتحقيق معهم لأنهم تحتالخطوط الحمراء اما الطرف الاخر علمائهم يشتمون ومن يصطادون في الماء العكر يهيلون التهم ولا يتم استدعائهم لأنهم فوق الخطوط الحمراء

    • زائر 27 | 5:14 ص

      ..

      في فئة يطبق عليها القانون (القانون الاصلي و المشدد) و في فئة يطبق عليها فقط الغانون ( غ ) الذي يطبق و تكون احدى العينين مغلقة!!

    • زائر 26 | 4:46 ص

      هناك تحايل والتفاف على المنظمات والمؤسسات الدولية بأنها تعلن عن اجراء محاكمات لل..... وسرعان ما تنتهي الأحكام بالبراءة بعد استنفاذ التسويق الاعلامي من الحديث عن محاكمة ا.................. #هنا_البحرين
      #طمبورها

    • زائر 24 | 3:11 ص

      تمييز

      في أحداث التسعينات أحد المعتقلين يروي أنه كان ينهي اجراءات الافراج عنه عند مكتب الضابط، هذا الضابط رفض الافراج وقرر تمديد اعتقاله لسبب تافه جدا، في نفس غرفة الضابط يوجد منظر مكتوب عليه بالخط العريض " العفو عند المقدرة " المعتقل أشار للضابط وسأله ليش ما تطبق المكتوب عليّ ؟ رد عليه الضابط ، هذا الكلام ما ينطبق عليكم !!

    • زائر 32 زائر 24 | 8:01 ص

      من جذي الناس تضج

    • زائر 23 | 3:00 ص

      إيي والله

      قالوها ..........!!!

    • زائر 22 | 2:52 ص

      حبّ الوطن مصطلح مثله مثل غيره من المصطلحات التي تلاعبوا بها وملأوا جيوبهم وحساباتهم فالزمن ليس زمن الاخلاص والصدق انما هو زمن المتملّقين والمتزلّفين

    • زائر 21 | 2:47 ص

      اصبح القانون مثل الشخص المنافق والمراوغ والكذاب وأبو وجهين كما نقول

    • زائر 19 | 1:48 ص

      السب

      من لا يزال يسب طائفة معينة ولم يحاسب ....ولكن من يذكر التاريخ للطائفة الأخرى فهو في السجن مغيب

    • زائر 39 زائر 19 | 11:26 ص

      هامان

      في السجن .... لمجرد تجادله في موضوع معين اذكر في سنة 2011 واحد من السجناء كان خط وتعبيره حلو كان يكتب الی بقية السجناء الطلبات لمقابلة ضابط او ادخال فلوس كتب ملابس جا الضابط وصرخ في العمبر وين كاتب الوحي وطلعوه وقال ليه اي ايد تكتب فيها لهم وسحب يد الرجال وكسرها ولمی اشتكی عليه عند مدير السجن السابق اكتفی بنقله من جو الی التحقيقات يعني كلش الحين عاقبه

    • زائر 18 | 1:13 ص

      كما في عمود احد الكتاب هناك يخرقون القانون عيني عينك.
      صور تبث في كل اجهزة الاعلام لمعتقلين تحت التحقيق بينما آخرون تعقد جلسات محاكمتهم سرية للغاية ولا تنشر لهم صور وهم ينتمون لداعش

    • زائر 17 | 1:11 ص

      عشنا وشفنا ناس يشهّر بها وهي في التحقيق تئن
      وآخرين جلسات محاكماتهم سريّة لكي لا يفضحوا في اجهزة الاعلام وكله برسم القانون

    • زائر 16 | 1:09 ص

      قانون يده قصيرة عن ناس وطويلة على آخرين ولم يعد هذا سرا بل اصبحت هذه الكلمات تقال على عينك يا تاجر

    • زائر 15 | 1:05 ص

      مخالفة القوانين والتلاعب بها ربما يحصل أحيانا في أي دولة لكننا لم نكن نتوقع ان نسمع هذه الكلمة من مسؤول يقول لنا ان هناك احد فوق القانون.

    • زائر 14 | 12:46 ص

      (القوانين موضوعة لكي تخترق) بمعنى انها موجودة لكي تطبق على ناس معينين والا فمن وضعها فهو محصّن ضدها

    • زائر 13 | 12:40 ص

      تسلم على الكلام السليم

      أخ هاني عساك على القوة اليوم سوف يتم استدعائك بحجة الإساءة لوزارة الداخلية لأن لسانك طويل هههههههههه قصدي لأنك تفبرك المواضيع وتستقي المعلومات من جهات غير رسمية.
      الله المستعان في هذا البل

    • زائر 12 | 12:39 ص

      القرآن: قبل ان نتكلم عن قانون او دستورـ تعالوا الى كتاب الله الذي يؤمن به المسلمون ويقدسونه ويعتبرونه الثقل الأكبر وهو يتلى آناء الليل وأطراف النهار، لكن ماذا عن أفعال المسلمين؟ هل تتطابق مع القرآن؟ هل معاملات المسلمين وفق أوامر ونهي القرآن؟ كلّا وألف كلّا لذلك سيأتي النبي صلى الله عليه وآله شاكيا منهم يوم القيام (يا ربّ ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) كيف يشكو النبي من هجران القرآن وهو يتلى في الليل والنهار؟ الهجر هو هجر العمل بأحكامه

    • زائر 11 | 12:38 ص

      من

      من الي اعتصم في العاصمة؟

    • زائر 25 زائر 11 | 4:06 ص

      اللي تضامنوا مع ....لما استدعته النيابة للتحقيق في شكوى مقدمة ضده من ..

    • زائر 10 | 12:38 ص

      الكاسر

      قانون البلد صمم ويطبق على فئة فقط من فئات المجتمع لازلنا نتعاطى بنفس طائفي

    • زائر 9 | 12:34 ص

      استاذ هاني: هذه عبارات تصاغ وتقال وتردد بل ربما تبروز وتوضع في المكاتب لكنها على أرض الواقع غير موجودة.
      القوانين الدستورية تخترق وقت الحاجة فما بالك بمقولة هنا او هناك

    • زائر 8 | 11:55 م

      التعليق لا تعليق

      لا تعليق لأن الأمور واضحة وضوح الشمس

    • زائر 7 | 11:29 م

      القانون به فوق وتحت
      فوق للذين لا يطالهم
      وتحت للدين هم من حلاتنا
      تسلم ايدك ايه الشجاع

    • زائر 6 | 11:28 م

      ولا تنسى اللي قال القانون ما يطبق عليكم في الفيديو الشهير

    • زائر 5 | 11:28 م

      صباح الخير يا لد الفردان
      قلمة لوحده انتصار

    • زائر 4 | 11:17 م

      على الطريقه الفردانيه ( هاني الفردان ) ؛

      بتاريخ 7 سبتمبر 2014 البحرين ترد على الأمم المتحدة (لا أحد فوق القانون ) !! وتقول لا نحاسب الناس على هوياتهم ،، لقاء رئيس الأمن العام خلال لقاء جمعه مع بيتر غرومان المنسق المقيم للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البحرين.. تساؤل هل هذا هو بالفعل ؟

    • زائر 3 | 11:07 م

      بل هي أكثر ؛؛

      مثلا يوجد عبارة " أنا فوق القانون " و " أنا القانون " و بل حتى قيل " القانون مب عليكم " ! ،،،، من يحافظ على حرمة القانون وهيبة القانون هو الذي خذل القانون وهم كثر ، ونحن نعامل الشريف على أنه غبي والمرتشي على أنه عبقري فمعظمنا إن لم نقل كلنا خذلنا القانون.

    • زائر 2 | 10:56 م

      عام

      انا او انت بس تحت القانون ابن ستره او ابن كرزكان اوبن المحرق وباقي الهوامير لا في العسل فوق القانون

    • زائر 1 | 10:15 م

      صح اللسانك يا ولد الفردان طلعت الي بخاطري

      للأسف نحن في بلد يسمى دولة القانون والحريات وكل مبادئة فقط على الورق ولا يطبق على أرض الواقع إلا على الأبرياء الذين يهمشون ويجردون من كل شيء بسبب دفاعهم عن مطالبهم وحقوقهم المشروعة. أما أصحاب النفاق والفتن والفساد فالقانون يتجاوزهم بكل أريحية ولا عقاب لهم أي كل شيء أصبح مباح للحرامي والسارق والمفسد وأصحاب الفتن ما داموا يطبلون ويصفقون للسراق والمفسدين أمثالهم بأسم (الوطنية وحب الوطن ) هذا هو هم الوطن اليوم وهذا هو سبب ما وصلنا إليه من عجز في كل شيء. لا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل.

    • زائر 35 زائر 1 | 8:30 ص

      الشخص الوحيد الذي فوق القانون هو...

      بابا زابط

اقرأ ايضاً