العدد 4950 - السبت 26 مارس 2016م الموافق 17 جمادى الآخرة 1437هـ

تنويع الاقتصاد يتطلّب نهجاً مختلفاً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المؤتمر الدولي الخامس عشر لمنظمة اقتصاديي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي استضافه «معهد الدوحة للدراسات العليا» في قطر لمدة ثلاثة أيام (23 - 25 مارس/ آذار 2016) دعا دول المنطقة - في ظل التراجع الكبير في أسعار النفط - إلى إحداث التنويع الاقتصادي الذي طالما تحدثت عنه حكومات الدول ومستشاروها، وإنهاء ارتهان اقتصاداتها إلى تقلبات أسعار النفط، من أجل ضمان تنمية مستدامة.

كما حثوا دول المنطقة على الانتقال نحو «الاقتصاد المعرفي» القائم على الابتكار والإبداع، والتعليم المتطور، والمهارات الاستراتيجية التي يحتاج إليها أي اقتصاد يسعى إلى النمو في المرحلة الحالية والمقبلة.

الابتكار يتطلب توافر المبتكرين القادرين على استحداث وتنفيذ منتجات أو خدمات جديدة، أو محسَّنة بشكل كبير، أو تطوير عمليّات الإنتاج وتقديم الخدمات، أو استحداث طرق جديدة للتسويق، أو تطوير وتنفيذ أساليب تنظيميّة جديدة للممارسات التجاريّة وكل ما يتعلق بتنظيم مكان العمل، أو تطوير نظام العلاقات مع الآخرين، أو تطوير الإنتاجية بما ينافس ما هو مطروح في السوق العالمية.

من الجيد أنَّ الخليج بدأ يحتضن المؤتمرات النّوعية، وفي البحرين لدينا مؤتمرات تندرج في السياق ذاته، وقد صرح رئيس الاتحاد العالمي للعلوم الإنتاجيّة جون هيب بأنّ الاتحاد العالمي اختار البحرين لإقامة مؤتمر الإنتاجيّة العالميّة في (نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) ليكون الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (انظر عدد «الوسط» اليوم ص11).

وقد أشار هيب إلى أنّ الإبداع يقود إلى الانتاجية، أي أنه إذا لم يتوافر للشركات مبدعون، فإنّهم أيضاً لن يتمكنوا من تحقيق الإنتاجيّة التي تنافس عالميّاً على السعر والجودة وسرعة الوصول إلى السوق.

الإبداع يتوافر لدى كل البشر، لكن الموارد البشرية، ولكي تكون مبدعة، تحتاج إلى تدريب، وتعليم، ونمط إداري يلهم العاملين في المؤسسات. وحاليّاً، فإنه ينقصنا التدريب المتطور كما تنقصنا الإدارة المناسبة. فبحسب خبير الإنتاجيّة أكبر جعفري فإنّ «91 في المئة من الشركات في البحرين تستخدم أسلوب الإدارة القاسية، بينما تستخدم 9 في المئة من الشركات أسلوب الإدارة الإلهاميّة، فضلاً عن أنّ العديد من الإدارات لا تركز على الكفاءات».

كما أنّ من معوقات الاقتصاد المعرفي القائم على الابتكار هو انتشار التفكير النمطي، واستعداء كل ما هو جديد. ونرى حاليّاً، على سبيل المثال، كيف منعت وزارة شئون الإعلام الصحف من استخدام «يوتيوب» في البحرين، على رغم أنّ هذه الوسيلة تعتبر من «ألف باء» الأدوات التي تحتاج إليها القوى العاملة في كل مجال، على رأس ذلك مجال الإعلام، من أجل اللحاق بمبتكرات وتطورات العصر الذي نعيش فيه.

إنّنا بحاجة إلى إنهاء حالة الجمود والاعتماد على الأفكار التقليدية التي تمنعنا من اللحاق بالاقتصاد المعرفي، الذي يحرك العالم من حولنا، فنحن نعيش في عصر ما بعد النفط، وإذا امتنعنا عن مواكبة التطور، فإنّنا لن ننافس حتى على أقل المستويات.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4950 - السبت 26 مارس 2016م الموافق 17 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 6:37 م

      لا خير في كثير من لغونا إلا من أمر بفعل ما أمرنا به آل البيت عليهم السلام
      (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما)

    • زائر 9 | 5:45 ص

      الاقتصاد المعرفي

      اعتقد ان البحرين من أفضل الدول في المنطقه لتطبيق الاقتصاد المعرفي. لما تمتلكه من كفاءات علميه وفنيه.

    • زائر 8 | 3:49 ص

      شكرا دكتور يوجد حل للاقتصاد اخراج الفلوس السابقة من ارباح البترول من مخابيهم لاصلاح الاقتصاد

    • زائر 7 | 3:47 ص

      الادارة

      ان من دواعي التطور والإبداع هو تغيير النمط التقليدي ف الإدارة القائم ع أساس خوف الموظفين من المدير ف تقييم الأداء ف نهاية كل عام ولكن يجب أن يكون حب العمل ومن ثم يكون تقييم الأداء ع التطوير والإبداع.

    • زائر 4 | 1:53 ص

      يا دكتور هذا النهج لا يمكن تطبيقه في هذه المنطقة هذا النهج يتطلب الاعتراف بالاخر و مناخ يسوده العدالة وهذه الاسباب غير متوفرة هنا.

    • زائر 3 | 12:34 ص

      الانتقال إلى الجانب العملي

      نحن في البحرين منفتحين على المؤتمرات العلمية لكننا نحتاج إلى الانتقال إلى الجانب العملي حتى ننجز
      فالقوانين المقيدة لا تساعد على الإبداع ولا التطور

    • زائر 1 | 11:25 م

      أحسنت دكتور منصور! أصبت! صدقت! بارك الله بك! تعجبني مقالاتك صراحة! فعلا نحن بحاجة ماسة إلى إقتصاد معرفي! شاهد مثلا تطبيق جريدة الفاينانشال تايمز في الريل بلاير Financial Times !ستلاحظ روعة تطبيقهم وأنه أيضا يحتوي على فيديوات كثيرة ليتم نشرها مع العديد من مقالاتهم! أرجوا أن تكتب موضوع تناقش فيه ذلك أيضا وإن شاء الله تقومون بالتوكل على الله وتطوير تطبيقكم كي يكون مشابها إلى تطبيقهم أو حتى لو أن تأخذوا وكالة من جريدة الفاينانشال تايمز أن تكونوا فرعها العربي على سبيل المثال أو تكونوا وكالتهاالعربية

    • زائر 2 زائر 1 | 11:56 م

      يوجد أيضا تطبيقات لجرائد أخرى Washington Post و Huffington ! أغلبهم فيها فيها فيديو! ما أدري ليش جرايد البحرين ما تسمح للفيديوات! ما أحس مناسب! يملل!

    • زائر 5 زائر 1 | 1:58 ص

      أقصد التطبيقات مال الأندرويد على البلاي ستور إلى Financial Times / Huffington/ Washington Post وغيرهم

اقرأ ايضاً