العدد 4968 - الأربعاء 13 أبريل 2016م الموافق 06 رجب 1437هـ

غرفة التجارة في عقدها الثامن

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

غرفة تجارة وصناعة البحرين أصبحت في نهاية عقدها الثامن، وكانت أول غرفة من نوعها في الخليج العربي. حينذاك كانت المنامة تمثل أهم مركز تجاري بالنسبة لدول الخليج، وكان تجّار المنامة يمثلون قوة اقتصادية واجتماعية كبيرة جداً. قبل الغرفة، كان للتجّار تشكيل يُسمّى «المجلس العرفي» (قبل عصر النفط) وكانوا يحتكمون إليه في الخلافات.

في ثلاثينات القرن العشرين تغيّر الاقتصاد مع دخول البحرين عصر النفط، ونمت طبقة عاملة وموظفين، وارتفع المستوى المعيشي، وزاد شراء البضائع، وتعقدت المعاملات التجارية. وعليه انتظم التجّار في العام 1939 في تشكيل جديد أطلق عليه اسم «جمعية التجّار العموميين». حينها كانت اللغة الإنجليزية هي المستخدمة في أوراق ومحاضر الجمعية، وكانت مفتوحة لكُلِّ تجّار المنامة من مختلف الجنسيات. في العام 1950 تغيّر اسم الجمعية إلى «غرفة تجارة البحرين»، وأصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسميّة فيها. وفي العام 1968 تطوّرت الغرفة في نشاطها، مع تطوُّر القطاع الصناعي، وتمّ تغيير الاسم إلى «غرفة تجارة وصناعة البحرين»، واقتصرت العضويّة على البحرينيين فقط.

في العام 2012، صدر مرسوم بقانون رقم (48) لسنة 2012 بشأن غرفة تجارة وصناعة البحرين، وهو أول قانون يحكم الغرفة؛ إذ كانت الغرفة في السابق تحتكم إلى لوائحها الداخلية، وإلى العرف الذي كان يسود بين التجّار. القانون الجديد حدّد طريقة جديدة لانتخاب مجلس الإدارة، كما أدخل بُعداً جديداً يتمثل في فرض إشراف وزير الصناعة والتجارة على قرارات الغرفة.

تغيير الحالة القانونية جاء في وقت تغيّرت فيه تركيبة الاقتصاد البحريني عن ما كان عليه في ستينات القرن العشرين (آخر تغيير سابق)، والغرفة أصبحت بحاجة إلى إعادة صياغة لتلائم المُستجدّات. غير أنها وقعت في بحر متلاطم من الجهات المتضاربة في طموحها وإمكانيّاتها، ووصلت إلى أن يتقدّم رئيس مجلس إدارتها خالد المؤيد باستقالته بعد تغييرات في المكتب التنفيذي للغرفة.

الأزمة الحالية هي الأولى من نوعها، وهي تحدث لأقدم غرفة تجاريّة في الخليج، ويبدو أن المجلس الجديد (انتُخب في 2014) لا يستطيع الاستمرار بعد أن ازدادت الخلافات وظهرت على السطح، وشهد اجتماع الجمعية العمومية «هوشة» نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي إلى كُلِّ مكان. كان الناس في الماضي يلجأون إلى تجّار البحرين للتحكيم في خلافاتهم، واليوم أصاب الغرفة داء الخلافات والمشاحنات العلنية، وهي بحاجة إلى العودة إلى جذورها واعتماد الكفاءة، بدلاً من المحاصصات التي قد تقضي على كُلِّ إنجازاتها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4968 - الأربعاء 13 أبريل 2016م الموافق 06 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 9:10 ص

      مشاكل البنوك ورأس المال اليوم!
      ليس بسر ولكن بحسرة زيادة رؤوس الأموال لا تجعل من الناس وجهاء إلّا أن البعض ف غرف التجارة قد يضن أن زيادة حسابه أو رصيده في البنك قد يعلي من شأنه. فكلما زاد رأس المال "الرصيد البنكي" زادة حسرة صاحب المال أنه سيتركه للورثة الذين لا يعرف من سيكونو! أمن أبناء زمردة أو من بنات سبائك الذهب؟؟؟

    • زائر 6 | 9:06 ص

      من أللا معقول الى المعقول من / في أمور البشر، فمن التجار الشطار وتأتي الشطارة هنا ليست في التجارة وإنما كيف تكسب وتربح دون أن تخسر!. فقد كان أبو لهب يجمع المال أما اليوم في غرفة التجارة أي التجار مجموعة أبو لهب. فهل اتجار اليوم منأهل السعير أو من أصحاب أبو لهب مع البنوك والنكرز بالإنجليزية؟؟؟

    • زائر 4 | 3:07 ص

      الله يرحم الوالد على بن يوسف فخروا كان مثال الرجل المخلص

    • زائر 3 | 11:22 م

      فرق كبير

      فرق كبير بين اداء و عطاء الغرفة في الدورات السابقة و هذه الدورة.

    • زائر 2 | 10:43 م

      مقال تاريخي و وصفي للواقع. ما هي أسباب هذا التدهور و التغيير؟ الا يمكن دراستها لأجل التفادى في المستقبل و زيادة التجربة؟

    • زائر 1 | 10:01 م

      الكاسر

      هكذا يفعل التميز

اقرأ ايضاً