العدد 500 - الأحد 18 يناير 2004م الموافق 25 ذي القعدة 1424هـ

حوار مع الأساتذة

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

مضطر أن آتي بحكاية ساذجة يعرفها الجميع حتى أدخل في الموضوع. يقال أن أحد كبار الفنانين التشكيليين أقام معرضا كبيرا وقد ضم بين لوحاته لوحة رسم عليها وردة حولها مجموعة من الأغصان ورسم طائرا يجلس على واحد منها وأراد أن يختبر بها قدرات المثقفين ورصد جائزة كبيرة لمن يكتشف الخطأ في تلك اللوحة، وجرب الكثيرون منهم حظه للتعرف على الخطأ فعجزوا عن ذلك، ومر أحد الفلاحين بالمصادفة فوجد جمعا من الناس يدخلون ويخرجون فسأل هل مسموح لي الدخول؟ فقيل: المعرض للجميع وهناك لوحة بها خطأ وقد رُصدت جائزة مالية مغرية لمن يتعرف عليه، وفشل كثير من عشاق الفن والمثقفين التعرف على الخطأ المذكور. وسأل الفلاح بسذاجة مرة أخرى فهل مسموح لمثلي أن يجرب حظه؟ قيل له تفضل، فلما وقف أمام اللوحة ورأى الطائر جالسا على الغصن من دون أن ينزل عن مستواه الطبيعي قال: كيف يجلس طائر بهذا الثقل على غصن خفيف كهذا من دون أن ينزل أو ينحني؟ فقال صاحب المعرض لقد فاز بالجائزة هذا الرجل، وهذا هو الخطأ الذي لم ينتبه إليه عشرات من عشاق الفن وخيرة المثقفين.

وأنا أعتبر نفسي ذلك الفلاح الساذج البسيط لأنني أتحاور مع مجموعة ممن أجلهم وأعتز بهم وأعترف بأستاذيتهم وكمناضلين لا أشك لحظة في أن كل ما يفعلونه هو من أجل رفعة شأن هذا الوطن وإنهاء أزماته ومن منطلق المصلحة العامة، فأنا ممن يعتزون برئيس جمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان ونائبه حسن مشيمع، كما أعتز بأخي وصديقي عبدالرحمن النعيمي وكل زملائه ولا أشك لحظة في أن هؤلاء واجهة وطنية مشرفة، ومادامت القلوب عند بعضها فأعتقد أنهم يحسون بمودتي تجاههم.

وليتركوا لتلميذ لهم المجال ليبدي رأيه فيما حدث بالنسبة إلى انتخابات نقابة العمال التي هي مكسب وطني كبير للشعب البحريني، غير أنني أود أن أقول كم كنت أتمنى أن تبتعد هذه النقابة عن التسييس، لأن ذلك لن يصب في صالح العمال مثلما كنت أنادي بضرورة عدم تسييس جمعية حقوق الإنسان البحرينية وما كان الخلاف الذي حدث في الأخيرة إلا نتيجة لعملية التسييس التي جعلت الكثيرين يعزفون عن مواصلة البقاء معهم، وخوفي أن يحدث في النقابات ما جرى لجمعية حقوق الإنسان، كم كنت أتمنى أن تبقى جمعيات ومراكز حقوق الإنسان ومعها نقابة العمال بعيدة عن الصراع الأيديولوجي والسياسي، وما يؤسفني أن أقولها وكلي ألم أنهم بتلك العملية سيفرّحون مَن مِن صالحه أن يشب هذا الصراع ليضحك من مثقفينا ويشمت فيهم. اللهم لا تدع أعداءنا يشمتون بنا حتى لا يكرروا ما يردده خطباء الجوامع ضد أعداء الأمة (اللهم اجعل بأسهم بينهم)

العدد 500 - الأحد 18 يناير 2004م الموافق 25 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً