العدد 5087 - الأربعاء 10 أغسطس 2016م الموافق 07 ذي القعدة 1437هـ

أبناء البحرينية...

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هل أصبح أبناء المواطنة البحرينية لا يُقبلون في عمل، وليس لديهم حقوق إلا النزر اليسير منها، ومكبّلون إلى أبعد الحدود إلاّ ما رحم الله. هل هذا ما نريده لمن تربّى وترعرع في كنف البحرين؟

قابلنا كثيرين منهم، وأغلبهم لا يريدون العيش في وطن الأب مع أنّ أغلبهم من دول خليجية، دول خليجية غنيّة وسيرتاحون بها، لأنّهم وببساطة يشعرون بأنّ البحرين هي وطنهم، وكيف لا وهم تربّوا في فرجانها وترعرعوا بين ربوعها، وعلى رغم صغرها إلاّ أن البحرين غير!

البحرين غير، نسمع هذه المقولة تتردّد على أبناء البحرينيات، وبالفعل البحرين غير لأنّ ناسها بسطاء، لا يعرفون التكلّف ولا الخبث، بل تغلب عليهم الطيبة وحسن المعشر، وعلى رغم الحر المناخي والسياسي والاقتصادي والاكتظاظ السكّاني من قبل الأجانب والوافدين وتزاحم السكّان الأصليين والجدد، إلاّ أنّها والحمد لله، مازالت تحمل بصماتها التي لم تذهب مع تشوّه الزمن.

ورجوعاً إلى موضوعنا الرئيسي، فلقد تكلّمنا عن المواطن القطري الذي كان ينتظر العمل في أي مكان، وطلبنا من سفارة قطر احتواء ملفّه لأنّه لا يستطيع ترك أمّه لوحدها، ولكن لم نشهد أي تجاوب مع هذه القضيّة، ومازال المواطن ينتظر.

أيضاً كتبنا عن ابن المواطنة البحرينية الذي ليس لديه هويّة، وتواصل معنا الأخوة في إدارة الهجرة والجوازات ولم يقصّروا، ولكن هو الآخر ما زال ينتظر الحصول على الجواز البحريني عن طريق أمّه البحرينية.

آخر قضيّة سمعناها عن الأم البحرينية المتزوّجة من مواطن سعودي، وكانت تعيش معه في بيوت الحطب، وبعد الذهاب والإياب كتب لهم الله البيت، ولكن ليس باسمها ولكن باسم والدة الزوج، وهي بحرينية أيضاً، إلاّ أن الأم البحرينية تعاني الأمرّين، لا يستطيع زوجها الحصول على قرض إسكان لبناء بيت، ولا يستطيع الأبناء العمل لأنّهم ليسوا بحرينيين، ناهيك عن الأمور الأخرى التي تكلّمنا عنها سابقاً! فهو لا يُعامل كالبحريني، لا في المستشفيات ولا في المرافق العامّة، لأنّ النظام الالكتروني لم يُفعّل بعد!

لا يمكن أن نكون دولة متقدّمة ونعاني من صغائر الأمور، وهذا الأمر أيضاً لم نجد له إجابةً، فالجهاز المركزي للإحصاء أو الحكومة الالكترونية لم يردّا بإجابة تُقنع المواطن أو المقيم الخليجي.

متى سنحل قضيّة أبناء البحرينية؟ ومتى ستتسهّل أمورهم؟ وكيف لنا مساعدتهم والأبواب مُغلقة؟ كثير منهم يعيش في جحيم مع أنّه ابن البلد، على الأقل هذا ما يشعر به، ولا يريد غير البحرين موطناً! أليس هو أحق من الآخرين بأن يكون بحريني الجواز والهويّة؟ يكفينا بأنّ أمّه بنت البحرين، وأيّاً كانت ظروفها للعيش في البحرين فهي أرضعته حب هذا الوطن الغالي.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5087 - الأربعاء 10 أغسطس 2016م الموافق 07 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 5:45 ص

      عجبتني عبارة ( لا يمكن أن نكون دولة متقدمة ) .... يا استاذة مريم احنه متخلفين عن ركب الأمم بملايين السنوات الضوئية أي دولة متقدمة اللي تتكلمين عنها ؟!!

    • زائر 5 | 2:54 ص

      الغريب أن بعض المسئولين ينادون ليل نهار بضرورة القضاء على "كافة" أشكال التمييز ضد المرأة! أليس منع الجنسية البحرينية عن أبناء المواطنة البحرينية تمييزاً صريحاً بينها وبين المواطن الرجل؟!
      نطالب بإعطاء الجنسية البحرينية لكل من تكون أمه بحرينية بغض النظر عن جنسية والده

    • زائر 4 | 2:27 ص

      أبناء البحرينية بل عامي أبناء البطة السودة؟!

    • زائر 3 | 1:06 ص

      بلادي ... بلادي و ان جارت عليّ عزيزة..

    • زائر 2 | 11:22 م

      سيدتي الفاضلة.. البلدة هذه بها قانون يحتكم اليه الأفراد والمؤسسات. فليتجه صاحب الحق الى القاضي ليحكم له أو عليه. ثم أن الاحصاء لن يصدر له هوية ما لم تثبت له الهجرة والجوازات جنسية. حسب القانون سيدتي.

اقرأ ايضاً