العدد 5088 - الخميس 11 أغسطس 2016م الموافق 08 ذي القعدة 1437هـ

الحد المدينة الشمّاء

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

مدينتي مدينة الحد الشمّاء، جميعنا نعتزّ بها، فلقد تربّينا على الفخر بما تقدّمه للجميع، لأهل البحرين ولأهل الخليج، فلقد خرّجت رجالاً عظماء، تحدّث عنهم التاريخ بأوسع أبوابه، في العلم والصناعة والتجارة والاقتصاد والثقافة، فكانت الحد سبّاقة دائماً إلى التقدّم والنهضة بالدولة.

ولكن الحد بدأت تتراجع منذ الألفية عمّا كانت عليه، فازداد عدد السكّان الوافدين عليها حتى انخنقنا، وازدادت القمامة ومشكلاتها، ومجاري الصرف الصحّي التي تعاني هي الأخرى من تكدّس العلب وحفّاظات الأطفال، لتسد المجاري وتفيض بسبب الأوساخ، ناهيك عن سكن العزّاب، وازدياد أعمدة الهواتف اللاسلكية فوق البيوت والعمارات بسبب البعض. وأيضاً اجتياح العمارات داخل المناطق السكنية، وبعد أن كانت من أنظف المدن البحرينية أصبحت تعاني، ولتروا الشاهد على ذلك، مرّوا بسيّاراتكم عند المغرب لتنظروا إلى مستوى النظافة بين الفرجان والشوارع!

مشكلات كثيرة وكبيرة تعانيها الحد القديمة بالذّات، الحد التي كانت (أم القباقب) ومعروفة ببحرها الجميل الرائع وعيونها الخلابة العذبة، كل ذلك ذهب أدراج الرياح. وحتّى العلاقات هي الأخرى لم تسلم من الاجتياح، فأصبحت العلاقات باردة، ولا ننسى بعد أحداث 2011، الموجة الكبيرة التي اجتاحت الحد في تغذية الطائفية من قبل المطأفنين، فدائماً نسمع شعارات الكراهية المنبثقة من القلوب الحاقدة، ونعلم بأنّ أهل الحد الأصيلين ليسوا كذلك!

للأسف ها هي مشكلة أخرى تطفو على الساحة، مشكلة كلب الحد الذي عضّ أحد أطفال الحد، وبالطّبع لأنّ المنطقة منغلقة وبها متزمّتون، فإنّ الكلاب لا تجوز تربيتها ولا التعاطف معها، وكالعادة أيضاً الأخذ بجزء من السيرة النبوية وإخفاء الجزء الآخر!

الجزء الأوّل من السيرة النبوية بأنّ المصطفى محمّد بن عبدالله (ص) كان راعي غنم، ولكن الجزء الثاني من السيرة لم يتم التطرّق له، هل كان المصطفى (ص) راعي غنم من دون كلب؟ هل سمعتم عن راعي غنم لا يصاحب كلباً حتى يستطيع ملاحقة القطيع الفار؟ نشك في ذلك، فبعد البحث والتدقيق وجدنا المتزمّتين يخفون عنّا كثيراً من الأمور، فلقد بدأوا بالمسباح، وأخبرونا بأنّه بدعة من بدع الصوفية، وبعد الألفية وجدناهم أحرص الناس على المسابيح الغالية الثمن. وأخبرونا بأنّ الكاميرا حرام، وأصبحت الكاميرا تدور في معاقلهم بعد أن حلّلوها عليهم! وغيرها كثير من الأمور التي لو تطرّقنا لها لشاب الرأس منها!

ومناسبة الحديث عن الكلب وعن المتزمّتين، هي الحملة الشعواء المطالبة بإعدام كلب الحد لأنّه عضّ الطفل، ولم تتطرّق الحملة عن سبب العض ولا عن مالكة الكلب ومعاناتها من بعض أطفال الحد الذين يرمون الكلب بالحجارة كلّما مرّوا بجانبه، فلماذا لا يقولون بأنّ ردة فعل الكلب طبيعية بسبب الأذيّة التي يتجرّعها من بعض الأطفال؟

نعم لا نقبل بإيذاء طفل، ولا نعترض على خطورة الموقف، ولكن ألا يكفي تعهّد صاحبة الكلب، وألا يكفي وجوده داخل البيت؟ لا نعتقد بأنّه يكفي بالنسبة لهم، فماذا يكفي حتّى لا تفقد صاحبة الكلب كلبها؟

سبحان الله! حتى كلاب الحد تتداخل بها الأمور! سبحان الله! حتى كلاب الحد لا تسلم من بعض أهل الحد! ما العمل في هذا الموقف؟ نتمنّى من القائمين على المعضلة الموجودة حالياً حلّها، فالمتأزّمون حصلوا على قصّة جديدة ولن يسكتوا عنها! وجمعة مباركة!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5088 - الخميس 11 أغسطس 2016م الموافق 08 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 12:41 م

      تحياتي الى اهل الحد الاصلين

    • زائر 16 | 8:57 ص

      الحين ماتكتبين في آخر المقال تذكير أين ذهبت أموال النفط على قولت المعاودة هههه . الله يحفضش وخليش

    • زائر 15 | 8:35 ص

      ونعم فيكم أهل الحد أهل الكرم والطيب ....

    • زائر 10 | 2:47 ص

      وين الحد و اهلها اختي ما بقى فيها الا الاسم صارت بنايات تجاريه و مصانع و السكان و احد في المئه يتكلم بحريني

    • زائر 9 | 2:14 ص

      النبي محمد صلي الله عليه وآله وسلم وليس ص .اهل الحد الاصليين والنعم فيهم وفي كل من يحمل وداً وحبً لهذا الوطن وأهله الطيبين.

    • زائر 7 | 12:29 ص

      والله والنعم في اهل الحد

    • زائر 8 زائر 7 | 1:42 ص

      بو احمد

      اهل الحد .طيب واخلاق وكرم

    • زائر 11 زائر 7 | 2:58 ص

      أهل الحد اﻻصليين الطيبين الي تعرفه من لقبه اذا قالوا من عائلة فﻻن تعرفه من الحد. ...اﻻول تغير.

    • زائر 3 | 11:30 م

      آيه على الحد التي كنت اذهب لها على دراجتي واتجول بين بيوتاتها في طمأنينة من أهلها الطيبين الأصليين....

    • زائر 2 | 10:45 م

      الكاسر
      هههههه
      قاتل الله الجهل

    • زائر 1 | 9:57 م

      الله يرحم عبدالوهاب فرج القاسمي صاحب تسجيلات مها.
      المفروض أستاذة مريم تكتبيين مقالة عن هذا الإنسان المتواضع ابن الحد. رحمة الله عليه.

اقرأ ايضاً