العدد 5129 - الأربعاء 21 سبتمبر 2016م الموافق 19 ذي الحجة 1437هـ

ظاهرة دوتيرتي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي فاز بالرئاسة في (نهاية يونيو/ حزيران 2016)، وكان قبل ذلك عمدة لإحدى المدن لفترة طويلة جدّاً، وقد وصل إلى قمة الهرم لاستخدامه خطاباً ونهجاً قاسياً ضدَّ متعاطي المخدرات، وصل إلى حدِّ القتل الذي شمل أشخاصاً بتُهم صغيرة، وأطفالاً يجولون في الشوارع، وهو ما اعتبرته منظمات حقوق الإنسان قتلاً خارج القانون. وعليه، فقد كانت الانتقادات تنهال عليه من منظمات حقوق الإنسان، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وعددٍ من الحكومات الصديقة للفلبين. غير أنَّه يقابلها بلغة غير دبلوماسيَّة، ويعتبرها البعض غير مهذَّبة؛ لاحتوائها شتائم صريحة، وربما أنَّ أخفَّ الكلمات التي استخدمها للردِّ، مثلاً، على مجلس حقوق الإنسان قبل فترة، هي «فليذهب مجلس حقوق الإنسان للجحيم».

دوتيرتي صَعّد خطابه بعد تسلُّمه الرئاسة سعياً لانتهاج «سياسة خارجية مستقلة»، وبالتالي، فإنَّ ذلك بالنسبة إليه يعني استخدام لغة لم يعتدها الآخرون عند مخاطبة الحكومات الأخرى. فبالإضافة إلى شتمه الرئيس الأميركي، ردَّ قبل يومين على الاتحاد الأوروبي، مستخدماً أصبعه الوسطى: «قرأت إدانة الاتحاد الأوروبي ضدِّي، وأقول لهم ......»، ونطق بكلمة تتحاشى الكثير من الصحف كتابتها، وذلك بحسب ما أوردته مجلة «تايم» الأميركية، نقلاً عن صحيفة فلبينيَّة.

دوتيرتي يمثِّل عيِّنة من ظاهرة تنتشر حاليّاً في أماكن عديدة، وهي تنافس ظاهرة تصريحات القذافي في السابق. وما هو واضح أنَّ مثل هذه التصريحات تُكسبُ من يتبنَّاها أصواتاً شعبيَّة ضمن موجات محمومة يمرُّ بها العالم في أماكن عديدة. وهناك من يقارن بين تصريحات عدد من السياسيين الشعبويّين حاليّاً، من بينهم المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب والرئيس الفلبيني وقادة الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا.

هذه الظاهرة تنتشر بين فترة وأخرى في أماكن وأزمان مختلفة، لأسباب مُتعدِّدة، منها كسب الأصوات أو التأييد، أو لنشر فكرة تقول إنَّ من يطرح هذا الكلام هو الأفضل لتخليص الناس من مشاكل معقَّدة، أو أنَّهم يخافون من المستقبل، وبالتالي يلجأون إلى استخدام لغة عاطفيَّة، ربما تكون مصحوبة بالأحقاد والأوهام، من أجل جذب بعض من يعيش القلق من أمرٍ ما، على رغم اشمئزاز الآخرين من كُلِّ ذلك.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 5129 - الأربعاء 21 سبتمبر 2016م الموافق 19 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:21 م

      سبب تدخل العالم بمايحصل في الفلبين هو لأن السيناتور المسؤولة عن حقوق الانسان في الفلبين تم فضحها لنهب اموال وتحويل سجن مانيلا لمنتجع لتجار المخدرات وحماية التجار واقتسام ارباحهم منها ، فهي من تستمر برفع التقارير المغلوطة عن حرب المخدرات اطلعو على الوضع قبل ان تجهدو نفسكم في الكتابة عن البطل الفلبيني

    • زائر 5 | 2:41 ص

      والله أكثر جرأة من بعض الحكام العرب الخاضعين بشكل كامل للإمبريالية الأمريكية. كما يقال:«لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر النفاق، لا تبالغ في الصراحة حتى لا تسقط في وحل الوقاحة»، ينطبق الأول على الدول الغربية وبعض دول المنطقة، أما الثاني ينطبق على الرئيس الفلبيني. الشعب عندما ينتخب رئيساً كهذا لا يريد أنْ يرضخ للإملاءات الغربية ويجامل على حساب مصلحة البلد.

    • زائر 4 | 2:36 ص

      لكن لو ترى حال ليبيا اليوم تبكي على دقيقه من حكم القذافي الذي لن يعود كانت ليبيا شعبها غني مرتاح ماديا رخيص الحياة .. اليوم نؤى الانور واضح و تغير نفوس الشعوب لا يريد رغيف الديمقرتطية يريد رغيف الامن و رغيف الخبز و الحياة الماديه الجيده

    • زائر 3 | 1:16 ص

      الظاهرة هي بسبب تفاقم سياسات الدول الكبرى الانتهازية والمتلاعبة بالشعوب تجعل من هذه الشعوب تمتلئ حقدا وحنقا على بريطانيا والولايات المتحدة ثم يأتي من لديه الجرأة لكي يجاهر بمثل هذه الاصوات

    • زائر 2 | 11:57 م

      *****

      شكرا دكتور الجمري ، الأسطر الأخيره هي لب الموضوع ووصلت الفكره.. هذا هو الحال مثل تجار بازار "الهرار" البؤساء في وقتنا الحالي وفي وسطنا الآن.

    • زائر 1 | 9:35 م

      لدينا منهم استاذ.

اقرأ ايضاً