العدد 5152 - الجمعة 14 أكتوبر 2016م الموافق 13 محرم 1438هـ

تمكين الشباب البحريني

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

انفتاح المجتمع، والقرب من السوق السعودي، وتطور البنية التحتية، والقوانين والتشريعات، مزايا جذب كبيرة في الاقتصاد البحريني، تتوِّجها ميزة هي الأكثر أهمية على الإطلاق: توفر قوى عاملة محلية على درجة عالية من التعليم والتأهيل والالتزام.

وفي ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، الناجمة عن العديد من العوامل على رأسها تهاوي أسعار النفط، تتعزز أهمية الالتفات إلى هذه الميزة التي تتفرد بها البحرين على صعيد الإقليم، وهي ضرورة الاستثمار أكثر في الفرد البحريني، رجل وامرأة، والانتقال بالجيل الناشئ خاصة من جيل يتعلم ويتفوق ليحظى بوظيفة مرموقة إلى جيل يتعلم ويتفوق ويتدرب حتى يصبح منتجاً.

الطالب الذي ينافس أقرانه على المركز الأول في الدراسة جدير بالتقدير والاهتمام، وهو سيصبح طبيباً أو مهندساً مفيداً لأهله ومجتمعه ووطنه بلا شك، لكن الطالب الذي يفكر كيف يمكن أن يكون رائد عمل، موّلداً للأفكار، مطلقاً للمشاريع، جريئاً، مغامراً، قادراً على إقامة مشروع يوظف فيه نفسه، ثم الآخرين، هو ما نحتاجه أكثر.

فبعد أن أشبع سوق العمل بالمهن التقليدية، كالطب والهندسة والمحاماة، علينا البحث عن مجالات جديدة لتوظيف طاقات الشباب تواكب تطور الاقتصاد العالمي، المجال الرياضي يوفر فرصاً هائلة، وكذلك الفنون، والجودة، وطبعاً الإعلام الرقمي، فالدراسات تشير إلى أن 45 في المئة من الانفاق على الحملات الإعلانية وحتى الإعلامية في الولايات المتحدة الأميركية يذهب للإعلام الرقمي، فكيف يمكننا مواكبة ذلك إذا لم يصبح لدينا وعي مجتمعي بالإعلام الرقمي أولاً، وإذا لم نجهز كوادر قادرة على اللحاق بالتطور العالمي ثانياً؟

أقول هذا كاختصاصي تسويق رقمي وإعلام اجتماعي، وأقوله أيضاً كخبير ومدرب على احتكاك دائم بالشباب البحريني، وأقول بثقة إنني التقي يوميا بشباب مبدع يثير إعجابي بما لديه من أفكار واطلاع واسع وشغف للانجاز، لكنه، وفي الوقت ذاته، يثير حزني واستيائي عندما يتحدث عن قلة الدعم ومصادر التمويل والتدريب.

نحن في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي عملنا منذ أكثر من خمس سنوات على توفير فرص تأهيل وتدريب مجانية لمئات الشباب البحريني، وتطوعنا للالتقاء بهم في برامج وورش عمل وفعاليات كثيرة جداً وتحت اسماء ومحاور مختلفة، وكم أشعر بالسعادة عندما التقي بشاب تمكن من إيجاد فرصة عمل عبر شهادة حصل عليها عن طريق النادي بدعم من تمكين، وكم أشعر بالفخر عندما أرى شاباً وقد طبَّق عمليا في عمله ما زودناه به من معلومات وخبرات في النادي.

الكرة الآن في ملعب المؤسسات نفسها، في القطاعين الحكومي والخاص، والتي يترتب عليها أن تبادر للبحث عن هؤلاء البحرينيين الخلاقين المبدعين، وأن تسند إليهم وظائف فيها الكثير من التطور والتحدي، وتترك أمامهم مساحة واسعة للإبداع، والسماح لهم بالتجريب وحتى الفشل، قبل أن يتمكنوا من النجاح، لأن نجاحهم سيكون مبهراً، وينقلنا بثقة إلى المستقبل الذي ننشده جميعاً.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 5152 - الجمعة 14 أكتوبر 2016م الموافق 13 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:12 م

      ضروري جداً !
      مع الأسف، هذا أمر طبيعي جداً، أن يكون الشباب البحريني، ميادين العمل و الإبداع المختلفة .. بدلاً من العمل بـ "أنانية" جمع الأموال (القطاع العام و الخاص)، وعدم الإهتمام للإنسان البحريني .. الكنز الغير مُقدَّر، في هذا الزمن القاسي !

اقرأ ايضاً