العدد 5157 - الأربعاء 19 أكتوبر 2016م الموافق 18 محرم 1438هـ

منهجيّة الإقصاء والتوحُّش

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يرصد عبدالباري عطوان في كتابه «الدولة الإسلامية، الجذور، التوحُّش، المستقبل» استراتيجية التوحُّش التي نفذها تنظيم «داعش» في سورية والعراق ومناطق أخرى، وكيف تمكّن من خلال ذلك السيطرة على ثاني مدينة في العراق، الموصل، من دون قتال تقريباً. هذه الاستراتيجية كانت قد طرحها أحد مُنظِّري «القاعدة» أبوبكر ناجي، في دراسة نُشرت العام 2004 تحت عنوان «إدارة التوحُّش». وعلى رغم أن كاتب الدراسة قُتل في ضربة جوّية أميركية في وزيرستان العام 2008، إلا أن الفكرة التقطها فرع التنظيم في العراق، والذي تحوّل بعد ذلك إلى «داعش».

أطروحة ناجي ترى أن استعادة دولة الخلافة الإسلامية يجب أن تمر عبر مرحلة دمويّة وعنف وحشيّ مُبالَغ فيه من أجل تحقيق المرحلة الأولى وهي «شوكة النكاية والإنهاك». وبعدها تأتي المرحلة الثانية وهي «إدارة التوحُّش» التي تخضع لمنطق الغاب بصورة بدائية، وأن هذا يؤدي إلى انهيار أو ضعف الجيوش النظامية. بعد ذلك يتم تأسيس دولة الخلافة، وأيّة جهة تعارض قيامها يتم التعامل معها على النمط الذي طبّقته «داعش».

هذا التوحُّش - بحسب النظرية أعلاه - يتطلب فكراً وإعلاماً مسانداً، وهذا أصبح أكثر قوة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. المساندة الإعلامية والفكرية تسعى إلى نزع الصفة الإنسانية (تصوير الآخرين كبهائم تستحق ما يصيبها) أو نزع صفة الإسلام وتحليل سفك دمهم، أو إلصاق تُهَم الخيانة والغدر بهم، ومن ثم نشر الأكاذيب والدعايات من أجل تبرير الجرائم والتجاوزات ضد من يتم استهدافهم.

إن الدراسة التي نُشرت قبل تأسيس «داعش» تُعبِّر عن توجُّهات إقصائية لا تعترف بوجود الآخر، ومثل هذه التوجُّهات نشهد لها نماذج عديدة، وهي تتغذى من أفكار وممارسات منهجيّة تدفع نحو الإقصاء والتوحُّش.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 5157 - الأربعاء 19 أكتوبر 2016م الموافق 18 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 12:24 م

      معركة الموصل ستؤدي الى تغيير شامل في المنطقة العربية لان بعد هروب الاف الدواعش الى سوريا سوف تدمر سوريا بالكامل و يتم وضع حاكم داعشي عليها و بعدها سيتجه السفياني مره ثانية الى العراق لعمل المجازر الفظيعة و هذا من علامات اخر الزمان حيث لا شيء الا التوحش الدموي .. بالسلاح الحديث

    • زائر 23 | 12:21 م

      استراتيجية داعش هي فكرة غربية صهيونية نفذت ب ايدي الوحوش من البشر للقتل باساليب بشعة و نشر الخوف و الهلع و الاستيلاء على الاراضي و الثروات و خطف النساء و سبيهن و هذه الادارة الوحشية التي حصلت على دعم دائم حصدت الالاف من الشباب و هناك ملايين من اليتامى ..

    • زائر 22 | 12:17 م

      التوحش بدأ بعد تفجيرات البرجين او احداث سبتمبر و ظهور التنظيمات الارهابية الخاصة بالقتل و التفجير و الخطف و النحر و بعد الثورات العربية بلغ التوحش200% في موجات قتل المتظاهرين و التوحش زاد باستهداف و تدمير الدول العربية و الجيوش النظامية و بعد داعش..

    • زائر 21 | 12:13 م

      ماذا اقول لك يا دكتور منصور باختصار التاريخ الاسلامي كله توحش و اقصاء و جرائم و قتل و تصفيات من زمن الخوارج الى الدولة الاموية و العباسية و البرامكة و الحروب الصليبية و اجتياح هولاكو للعراق و مرحلة ما قبل و بعد صدام المجرم و ما قبل و بعد حرب الخليج .. يتبع

    • زائر 20 | 11:26 ص

      من مجريات ما يجري حاليا أستاذ منصور في الموصل ومن منطلق تجربة حصلت في مناطق سابقة
      من الواضح انه سيتم طرد داعش لا القضاء عليه لا فكرا ولا ميدانيا لان استمراره من مصلحة مخابرات الدول العظمى التي تسعى لتفكيك العراق وسوريا على أسس مذهبية وعرقية ونشر الفوضى الخلاقة والتناحر والاقتتال في العالم النامي المتخلف ليزداد تخلٌفا على تخلٌف

    • زائر 19 | 6:45 ص

      14

      هم الذين ذكرهم الدكتور في المقال ، هم الذين يهللون وينشرون أكاذيبهم ودعاياتهم وتتم التغطية والدفدفة عليهم والقلم مرفوع عنهم ، ويصورون الآخرين المختلفين معهم بهائم ويستحق ما يصيبهم وإلصاق تهم التخوين بهم وتصنيف ولائهم إلى ولاء مزدوج ومكعب ومربع والخ..

    • زائر 17 | 2:26 ص

      إِنّ اللّبيبَ مِنَ الإشارةِ يَفهمُ.........

    • زائر 14 | 1:32 ص

      سوءالي دكتور من هم الإقصائيون والمتوحشون.

    • زائر 13 | 12:53 ص

      ان الاقصاء والتوحش ليس فقط علي العقيدة والدين والمذهب والعرق واللون بل ذهب الى شتى مناحي الحياة اليومية بحجة انت لست معي يعني انت ضدي فقد اصبحت بيئة ((العمل)) الطاردة وتوزيع الحقوق اشرسها و اخطرها علي المجتمع والامة فقد رأينا مع كل يوم جديد هناك قوانين وتشريعات لا انزل لها الله من سلطان تحد من حرية الفرد والمجتمع ندعوا الله العزيز الجبار ان يغير ما في قلوب ....من خصام الى محبة واخاء كي تنعم بلاد المسلمين بالعدل والمساواة والانصاف فقط علي اساس ان الناس سواسية امام القانون

    • زائر 12 | 12:46 ص

      تزوّج الفكر التكفيري (الذي نسب للاسلام زورا) تلاقح مع الأطماع والجشع الغربي فولد لنا القاعدة وداعش والنصرة وكل انواع الإرهاب فكان الدمار والخراب وانهار الدماء هي حصيلة ذلك الزواج والتلاقح الغربي مع الفكر التكفيري، حيث وجد الاثنان هذا الزواج الناجح وهذه الذريّة الخبيثة التي انتجت للعالم ارهاب يصعب عليه القضاء عليه .. مبروك لدول الارهاب نجاحهم في تصدير الارهاب

    • زائر 11 | 12:43 ص

      من المؤسف أن تجد منهجية الإقصاء والقمع مطبقة أيضاً لدى حكومات وأنظمة ضد معارضتها وضد أي تحرك إصلاحي لانتزاع حقوق الناس.

    • زائر 9 | 12:29 ص

      أجهزة المخابرات في العالم تعتبر بشر بلا أدنى مستوى من الأخلاق والقيم وعلى رأسهم المخابرات الدول الكبرى وبعض الدول التابعة لهاتين الدولتين.
      أجهزة المخابرات هذه أهدافها الأساسية كلها ارهاب واجرام و كل خبيث مسموح لها لذلك فحين تنشئ داعش او القاعدة او النصرة فهي تعتبر ذلك نجاحا لها وتحقيقا للهدف ، وكلما كثرت الدماء والقتل والدمار فإن ذلك يعتبر بلوغ الهدف الأكبر لهذه الأجهزة.
      لا قيم لا أخلاق لا دين لا انسانية

    • زائر 6 | 11:20 م

      باختصار شديد اخطر سياسة الإقصاء هو لما تقصي الأصيل ....

    • زائر 5 | 11:16 م

      في المدا س مثل هالمفكر الاقصائي يدرس في مدا س دول وتوزع كتب تكفر ...

اقرأ ايضاً