العدد 5181 - السبت 12 نوفمبر 2016م الموافق 12 صفر 1438هـ

أفكار تبقى داخل النّفس!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كم فكرة تحدّثت بها مع نفسك ولم تخرج إلى النّور؟! لماذا هذه الأفكار تبقى داخل النّفس ولا تخرج؟! هل هي أفكار ضارّة بالمجتمع أم هي أفكار محرجة لو خرجت أم هي أفكار لا تناسب المجتمع؟!

قد تتحدّث مع نفسك عن صاحبك الذي هجرك، وتعاتبه بينك وبين نفسك، ولكن هذه الأفكار لا تخرج، تبقى في الدّاخل، فخروجها معناه بأنّك أعلنت الحرب على هذا الصّاحب، وأنت لا تستطيع الوصول إليه، والبعض سيوصله حتماً بطريقة خاطئة، فيزيد الهجر والعتاب، وقد ينقطع الوصل.

أيضاً قد تصل في الحديث مع نفسك الى أبعد الحدود عن ذلك المسئول الذي لم يضعك موضع ثقة على رغم عملك الدؤوب المتفاني، وليس خوفاً منه وإنّما حبّاً فيه أنت تُبقي الأفكار في الداخل ولا تخرجها أبداً.

وكذلك تتحدّث مع نفسك كثيراً وكثيراً، مليّاً ومليّاً، عندما تحب أحدهم ولا تستطيع البوح بحبّه، فقد تكون العلاقة من طرف واحد، ولا تريد إحراج نفسك وإحراج من تحبّه، فتبقى أفكارك داخل النّفس، ولا تصل إلى من تحب.

أمورٌ كثيرة نتحدّث بها مع أنفسنا، تارة أفكار غضب وتارة أفكار حزن وتارة أخرى أفكار فرح، جميع أنواع الأفكار، ولا أحد يدري ما موجود بالدّاخل، إلَّا نحن ونفوسنا، وهذا بالطبّع من عظمة الخالق، فلو وضحت الأفكار التي نتحدّث بها مع النفس وانكشفت، لوجدنا كثيراً من المشكلات مع من نحبّهم ونودّهم.

والسؤال: هل الحديث مع النّفس يصل إلى الآخرين عن طريق التخاطر؟! فهناك دراسات تفضي إلى أنّ التفكير في أحدهم أو الحديث مع النّفس عن أحدهم تصل إليهم فيفكّرون فيك، سواء بطريقة سلبية أو بطريقة إيجابية، من يصدّق هذا يا تُرى؟! وتذكّر بأنّك في بعض الأحيان تفكّر في أحدهم وتحدّث النفس عنهم، وفجأة يتم التواصل من قبلهم؟! هذه أيضاً جزئية لابد من التفكّر فيها.

وهل من الطبيعي الحديث مع النّفس أم لا؟! نعم هو أمرٌ طبيعي جدّاً، وفي بعض الأحيان تتمنّى أن يصل ما تقوله عن أحدهم في نفسك، فقد تكون كلمة طيّبة تعدّل علاقة انتهت، أو تكون كلمة غاضبة تعدّل وضعاً تدمّر من خلال المصارحة والمكاشفة، أو قد تكون كلمة حزينة تنبع من القلب فتصل إلى القلوب وتلأمها.

مهما كانت الأفكار ومهما كان حديث النّفس، فإنّه ليس هناك أجمل من حديث النّفس عن الأوطان، عندما تتكلّم مع نفسك وتقول لها متى تتوقّف الصراعات بيننا، ومتى نبدأ الحوار فيما بيننا، ومتى نبدأ البناء والتقدّم؟! والأجمل عندما يصل حديث النّفس إلى من يهمّه الأمر فيقوم بتعديل الوضع في الوطن الغالي على نفسك. فكم واحداً منّا تحدّث مع نفسه في هذا الأمر بالذّات؟! ننتظر الإجابة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5181 - السبت 12 نوفمبر 2016م الموافق 12 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:12 ص

      افكار كثيرة موجودة عندي و عند غيري و لكن محتاجين للفلوس و المشكلة ان تجارنا المتمكنين من تحويل الافكار الى الحقيقة ليس عندهم حب الوطن و المواطن و باستطاعتهم توطين بعض الصناعات الخفيفة في البحرين مثل تعليب الاغذية و مزارع الدواجن و الاسماك و الزراعة بالتقنيات الحديثة و لكنهم مشغولين فقط في بناء البنايات و الشقق و توظيف حارس بنغالي للصيانة و جمع الايجارات

    • زائر 2 | 4:23 ص

      الى الجهات المختصة و الى اختي الفاضلة مريم نرجوا النشر.

      هل احد المسؤلين شاهد عدد الاجانب في مركز التدريب السياقة كم هم يتدربون يومياً ! فهذا الشيء يكون عاتقا على وطننا و تكون فوضا من عدد السيارات ، نريد منكي يا اخت مريم تكتبين في احد مقالاتج عن هذا المشكلة .

    • زائر 4 زائر 2 | 10:47 م

      لا احد يستطيع ان يتربع علي عرشك انتي محترمه وتستحقين الااحترام ياستاده مريم

اقرأ ايضاً