العدد 5194 - الجمعة 25 نوفمبر 2016م الموافق 25 صفر 1438هـ

الإعلام الاجتماعي العربي

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

استضافتني مؤخراً قناة «الغد» المصرية للحديث عن مواقع الإعلام الاجتماعي في الوطن العربي وفي ريادة الأعمال تحديداً.

إن وسائل الإعلام الاجتماعي تقدم لرواد الإعمال فرصة لإطلاق مشاريعهم بالكامل عبرها، أو الاستفادة من تلك الوسائل في الترويج لمشاريعهم، والاستفادة من هذه الوسائل التي تساهم اليوم بشكل كبير في حفز الابتكار، وبناء شراكات وفرص العمل، وخلق سوق عمل افتراضية جديدة، وأسهمت في ترسيخ مفاهيم ريادة الأعمال ودعم مبادرات الاقتصاد الاجتماعي، وأتاحت مشاركة جميع قطاعات المجتمع في التنمية بمختلف عناصرها.

وصحيح أن معظم المشروعات الموجودة على الساحة اليوم هي في مجال التكنولوجيا، ولكن الطموح هو الدخول في مجالات أخرى، من بينها النفط والأمن الغذائي، وهذه كلها مجالات يلعب الإعلام الاجتماعي دوراً كبيراً في إنجاحها.

وإن وسائل الإعلام الاجتماعية تملك قدرة كبيرة على القيام بدور مهم في تعزيز قاعدة المواهب، وتوسيع نطاق فرص العمل، ودعم ريادة الأعمال في الوطن العربي، ولقد باتت وسائل الإعلام الاجتماعي أداة أساسية للشركات الناشئة في العالم العربي، وتساهم بفعالية في نجاح الأعمال بما توفره من إمكانات تسويقية متعددة، والقدرة على الاستفادة من الأسواق الأوسع نطاقاً، وخيارات مشاركة الزبائن، ورفع مستوى الوعي العام، وغرس ثقافة ريادة الأعمال.

لكن هناك تحديات في هذا المجال، من بينها غياب البيئة التنظيمية، وشعور رواد الأعمال والشركات بعدم الأمان والحماية في ظل غياب قوانين ملائمة بشأن الملكية الفكرية، والخصوصية وحقوق النشر.

في الخليج العربي قصص نجاح كثيرة لرواد أعمال تمكنوا من إطلاق مشاريع تجارية ناجحة جدّاً من خلال وسائل الإعلام الاجتماعي، وفي البحرين أيضاً هناك قصص نجاح عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي لرواد بحرينيين حققوا نجاحات مختلفة في استثماراهم لوسائل الإعلام الاجتماعي، حتى أننا في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي خصصنا منتدى رواد الإعلام الاجتماعي الثالث 2015 الذي أقيم على مدى يومين مطلع العام الماضي للحديث عن ريادة الأعمال، وكان شعار المنتدى: «الإعلام الاجتماعي وريادة الأعمال».

واعتقد أنه من المفيد هنا أن أُذكّر بنتائج مسح إقليمي أجراه برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، وشمل 8 بلدان لقياس التطورات السائدة تناول أثر استخدام الإعلام الاجتماعي على التمكين الاقتصادي وريادة الأعمال في كل من البحرين ومصر الأردن والكويت ولبنان وسلطنة عمان والسعودية والإمارات، ومن أبرز النقاط التي وردت في المسح أن 86 في المئة يعتقدون أن الإعلام الاجتماعي يساهم في تمكين الرواد من خلال روح الابتكار والريادة في المؤسسة، و84 في المئة يعتقدون أنه يمكن للطلاب الاستفادة من الإعلام الاجتماعي لتعزيز المهارات الريادية، فيما 81 في المئة اتفقوا أن وضع الحكومات لسياسات وأنظمة تتعلق بالإعلام الاجتماعي من شأنه تسهيل استخدامه في العمل.

وحقيقة ليس هناك مؤشر واضح صادر عن جهة موثوقة يرصد أي الدول العربية هي الأكثر تقدماً في مجال استخدام مواقع الإعلام الاجتماعي على صعيد الأعمال.

لكن يمكن القول إن نظرة عامة تظهر لنا مدى التقدم الذي تشهده دول الخليج العربي في هذا المجال، وخاصة المملكة العربية السعودية، ويمكن أن أسرد الكثير من القصص لرواد أعمال سعوديين تمكنوا من تحقيق نجاحات باهرة لمشروعاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في مصر أيضاً نشهد قصص نجاح كبيرة، على صعيد الأعمال والتطوع والمبادرات الجماعية.

ما نحتاجه هو الاستفادة من بعضنا البعض كعرب، فنحن لدينا لغة واحدة وثقافة واحدة، وأمور مشتركة من بينها ارتفاع عدد المستخدمين الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي، ومواجهة تحديات البطالة.

فإذا كانت قصة رائد أعمال نجح في استثمار مواقع التواصل الاجتماعي في تونس أو قطر، يمكن الاستفادة منها في الكويت أو البحرين مثلاً، والعكس صحيح.

إن استخدام مواقع الإعلام الاجتماعي أحدث تغييرات جوهرية على مستوى الوطن العربي، سياسية واقتصادية واجتماعية، ليست خافية على أحد، وهي تغييرات لا يسعنا الحديث هنا عن تفصيلها.

ما أريد التركيز عليه هو تعميم تجربتنا في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي على مستوى الوطن العربي، فنحن ندرب الناس على استثمار وسائل الإعلام الاجتماعي بالطريقة الأمثل، الطريقة التي تعود عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم بالخير، وليس هدر الوقت على تلك الوسائل، أو استخدامها في أمور ضارة هدامة.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 5194 - الجمعة 25 نوفمبر 2016م الموافق 25 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً