العدد 5194 - الجمعة 25 نوفمبر 2016م الموافق 25 صفر 1438هـ

في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة... نبحث عن ثقافة تحدّه

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، هو يومٌ للتضامن مع المرأة المعنفة، أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1999 القرار (54/134) بعد مطالبات نسوية، وذلك باعتبار 25 نوفمبر/ تشرين الثاني اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، حيث دعت الأمم المتحدة الحكومات، والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، إلى تنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس بشأن مدى حجم المشكلة في هذه الاحتفالية الدولية.

لقد جاء اختيار 25 نوفمبر، لأنه يصادف حادثة اغتيال الأخوات ميرابال العام 1960 في عهد الدكتاتور رافاييل تروخيلو رئيس جمهورية الدومنيكان الواقعة في البحر الكاريبي على مشارف كوبا، لتمثل تلك الحادثة نقطة انطلاق لقضايا مناهضة العنف ضد المرأة.

يعود ظهور مفهوم العنف ضد المرأة إلى مؤتمر المرأة العالمي الثاني المنعقد في «كوبنهاغن» العام 1980 حيث وضع المؤتمر وثيقة تعد أول وثيقة رسمية للأمم المتحدة تناولت العنف ضد المرأة، ودعت إلى وضع برامج للقضاء على العنف ضد النساء والأطفال وحماية المرأة من الاعتداء البدني والعقلي. وتلته عدة مؤتمرات تعزز هذا الجانب، وفي العام 1992 أصدرت لجنة (السيداو) توصية بعنوان: «العنف ضد المرأة» نصت في الفقرة السادسة منها على أن: «العنف ضد المرأة شكل من أشكال التمييز القائم على أساس الجنس». وفي العام التالي اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، ومعه أصبح مفهوم العنف ضد المرأة من مسائل حقوق الإنسان، وتبعاً لذلك قررت لجنة حقوق الإنسان العام 1994 مقرراً خاصاً بشأن العنف ضد المرأة، وربط القضاء على العنف بالالتزام بتطبيق السيداو، في العام 1998 صدر نظام روما الأساسي للمحكمة الدولية، إذ اعتبر العنف القائم على الجنس جريمة بمقتضى القانون الجنائي الدولي. وفي العام 1999 أعلنت الأمم المتحدة أن يوم 25 نوفمبر هو اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة.

العنف ضد المرأة بوصفه انتهاكاً لحقوق الإنسان، تراه الأمم المتحدة أنه وباء عالمي تعاني منه أكثر من 70 في المئة من النساء في العالم، لذا دشن الأمين العام للأمم المتحدة 2008، حملة اتخذت عنواناً (اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة)، على أن تستمر إلى العام 2015 وهو يمثل مسعى متعدد السنوات يهدف إلى منع العنف ضد المرأة والفتاة في جميع أنحاء العالم، وفي العام السابق وهو موعد انتهاء الحملة التي من المفترض أتت أكلها، أطلق الأمين العام مبادرة «العالم برتقالي» لتعزيز الجهود العالمية الداعية إلى وضع حد لهذا العنف، الذي تتضرر منه واحدة من كل ثلاث في جميع أنحاء العالم.

العنف في حد ذاته كما يعرّفه الكثير من المهتمين، هو فعل إنساني يتسم بالقوة والإكراه والعدوانية، صادر عن طرف قد يكون فرداً أو جماعة أو دولة، وموجه ضد الآخر بهدف إخضاعه واستغلاله في إطار علاقة قوة غير متكافئة، ما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية لفرد أو جماعة. وحينما تقع المرأة ضحية هذا العنف يصبح عنفاً مضاعفاً، لأنها الأضعف في كل الأحوال.

نحن اليوم بحاجة إلى ثورة تأصيل المفاهيم الحقيقية التي تجعل من العنف عملاً شاذاً إن لم يكن محرماً إذا لم ينتج عن عقوبة، هي ثقافة تبنى في مجتمع يعطي للعنف مبرراً أكثر من ازدرائه، نبحث عن تغيير يلعبه المؤثرون في المفهوم والسلوك قبل القانون، مجتمع يبتعد عن عنف المرأة معنويّاً وماديّاً، فكما استطاع أهل البحرين تغيير الفهم المتخلف بشأن تعليم البنات قبل خمسين سنة، حتى أصبح تعليم البنات في مجتمعنا نوعاً من المسلمات؛ بل الضرورة وأصبح الأب يجري في تعليم بناته بعدما كان يرى أن إمساكهن قلماً يعد عيباً، هو الأمر نفسه للعنف الذي ينبغي أن ينتهي، ومعه يكون يوم مناهضة العنف يوماً لا تبحث فيه تلك المرأة عن حق، بقدر ما تبحث فيه عن دور.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 5194 - الجمعة 25 نوفمبر 2016م الموافق 25 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً