العدد 5194 - الجمعة 25 نوفمبر 2016م الموافق 25 صفر 1438هـ

«العفو الدولية» وسياساتها «الانتقائية وغير الدقيقة»!

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أثار تقرير منظمة العفو الدولية عن البحرين الصادر يوم الإثنين (21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، وذلك بالتزامن مع الذكرى الخامسة لإطلاق تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، حفيظة الجهات الرسمية، فكان الرد عليه مباشرة من قبل الأمانة العامة للتظلمات، ولاحقاً بأيام من قبل وزارة الخارجية (23 نوفمبر 2016).

وزارة الخارجية البحرينية أعربت عن رفضها ما تضمنه التقرير المعنون بـ «تجميل شكلي أم تغيير جذري؟ تقييم أداء هيئات الرقابة على حقوق الإنسان في البحرين»، قائلة إنه «اتسم بعدم دقة وانتقائية واجتراء يفضحه التناقض الواضح بين ما ذكره من ادعاءات، وإشارته، على سبيل المثال، إلى استقلالية الأمانة العامة للتظلمات».

كما انتقدت وزارة الخارجية تشكيك المنظمة الدولية في استقلالية المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان و«دورها الفاعل»، مستندة إلى «القانون الصادر بإنشائها والذي أكد على استقلاليتها، وكأن واضعي التقرير لم يقرأوا التقريرين الأول والثاني للمؤسسة».

منظمة العفو الدولية انتقدت بوضوح الأمانة العامة للتظلمات التي اعتبرتها تابعة إلى وزارة الداخلية، ووحدة التحقيق الخاصة التي اعتبرتها تابعة إلى النيابة العامة، وقالت إنها «وجدت أوجه قصور خطيرة في عمل مؤسستين تدعمهما بريطانيا، وتستشهد السلطات البحرينية والبريطانية بعملهما كدليل على التقدم في مجال احترام حقوق الإنسان» (ذلك بحسب ما ورد في تقرير المنظمة).

ولكن هل صحيح أن منظمة العفو الدولية استندت في تقييمها أداء هيئات الرقابة على حقوق الإنسان في البحرين على آراء أحادية مثلاً، أو أنها لم تكن دقيقة ولا منصفة، أم أنها انتقائية؟

بالعودة إلى رد وزارة الخارجية، فإنها استشهدت بالمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان وتقريريها (الأول والثاني) لإثبات استقلاليتها، ومن خلال ذلك الاستشهاد، سننطلق في رؤية الحقيقة.

منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 حتى يومنا هذا، كل المسئولين في البلاد لا يتحدثون إلا عن النموذج الديمقراطي للبلاد، والنقلة النوعية التي حققتها على صعيد حقوق الإنسان، حتى طلب من العالم بأسره «التعلم» من التجربة البحرينية.

لتقرير المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان الأول لعام 2013، وهو «تقرير رسمي» بحسب وصف رئيس المؤسسة الذي أكد أن «المؤسسة جهة رسمية مستقلة»، وجهة نظر مختلفة بشأن وحدة التحقيق الخاصة، إذ رأى أنها «لا ترقى إلى الاستقلالية والحياد المنشودين بما يضمن القيام بتحقيقات فاعلة».

وبيَّن التقرير أن «إسناد التحقيق في مزاعم التعذيب وغيرها من سائر ضروب سوء المعاملة إلى النيابة العامة، قد لا يتناغم مع كونها جهة تباشر التحقيق مع فرد يجمع بين صفة «المتهم» بارتكاب أفعال مجرمة قانوناً، وبين صفة «المجني عليه» كضحية تعرض للتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة».

ما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية، لم يكن يختلف كثيراً عما سبقته إليه المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، بل أرى أن تقرير المؤسسة كان أشد انتقاداً من تقرير «العفو الدولية»، وخصوصاً أنه وجه نقداً لاذعاً إلى السلطة التنفيذية والقضائية، بشأن وحدة التحقيق الخاصة، ومتسائلة وبشكل غير مباشر «كيف يمكن أن يكون التحقيق من قبل طرف هو الخصم والحكم في آن واحد»!

بخصوص محاكمات المسئولين عن التعذيب، فإن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في تقريرها الاول، ذهبت إلى ما ذهبت إليه تقارير معتمدة رسميا أكدت أنه «لم يتم التحقيق على نحو كاف في حالات التعذيب والوفاة تحت التعذيب، ولم يحاكم المسئولون عن ذلك على نحو كافٍ. ولم يكن هناك سوى محاكمتين وإدانة واحدة والتي جاءت ضئيلة جدًا جدًا ومتواضعة جدًا»، وهو تقريباً ذات الحديث الذي أعادته منظمة العفو الدولية» حديثاً .

أما بخصوص الأمانة العامة للتظلمات، فلم يكن تشكيك «العفو الدولية» في استقلاليتها حالة فريدة من نوعها، بل أيضاً سبقتها كذلك المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان التي تشهد وزارة الخارجية بـ«استقلاليتها»، إذ أكد التقرير الأول لتلك المؤسسة (الفقرة 17 الصفحة 45) أن «أداة التعيين في الأمانة العامة للتظلمات لا تحقق الاستقلالية المطلوبة، لمغبة الوقوع في أي تعارض للمصالح بين الجهة المعنية بحماية الحق في السلامة الجسدية والمعنوية وبين المشكو ضدهم»، بل رأت المؤسسة «ضرورة العمل على اتخاذ الإجراءات التي تضمن الاستقلالية الفاعلة في الأمانة العامة للتظلمات بوزارة الداخلية.

الحديث عن عدم «دقة» أو «انتقائية» في تقرير «العفو الدولية» واتهامه بـ«التناقض»... لا ينسجم مع ما تعتقده المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، والتي سيكون لنا حديث بشأنها هي الأخرى قريباً.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 5194 - الجمعة 25 نوفمبر 2016م الموافق 25 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 4:27 ص

      كل المنظمات كاذبه وانتم الصادقين اختفاء الشباب لمدة 30 يوم وهم تحت التعذيب فى مركز التحقيقات العدليه وبعد تعذيبهم افلاتهم فى الحوض الجاف ممكن نعرف ليش التعذيب هل الاسلام امركم بالتعذيب لو الشيطان راكبكم المشتكى لله لاناس لايخافون الله ولايخافون من يوم القيامه وعذاب الله الشديد

    • زائر 34 | 3:23 ص

      عن أي نقلة نوعية !؟؟؟!. وعن اي نموذج ديمقراطي يتحدثون ؟؟!! وهناك أكثر من 4 آلاف مواطن بريئ خلف القضبان..

    • زائر 29 | 2:45 ص

      اي حقوق إنسان في مجتمعات تؤمن للذكر مثل حق الأنثيين ، تضحكون علينا

    • زائر 28 | 2:37 ص

      البحرين تمثل قمة الديمقراطية في الوطن العربي بل في العالم بأسره وهي مهد الديمقراطية والعدالة والنزاهة والمدرسة التي يتعلم منها جميع الشعوب والدول الأخرى حقوق الإنسان والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. شاء من شاء وأبى من أبى.

    • زائر 26 | 12:55 ص

      المنظمات الحقوقية الدولية كلها تفتقد للمصداقية و تقاريرها تجانب الحقيقة و الواقع المعاش تتكلمون عن الفساد و هذه المنظمات تمارس الفساد بعينه ..... ما يؤلمني حقا هذا الكم من الكراهية و الحقد الذي يعبر عنه بعض القراء ... ... اللي الوضع لا يعجبه خليه ياتي بحلول و ليس الاتهامات الغير صادقة .... حبو البحرين تحبكم.

    • زائر 44 زائر 26 | 2:00 ص

      لولا الحب للبحرين ما كان احد تعب روحه و عرض نفسه لخطر الاعتقال و السجن أو حتى الموت.
      الحب للبحرين و تراب البحرين موجود و لكن ماذا تفعل في المتنفذين الذين لا يحبون الا انفسهم؟ كيف تغير هذا الوضع ليكون أكثر عدالة و أمنا للجميع؟ قل لي من المستفيد من العمالة السائبة (الفري فيزا) و تبعاتها الأخطر و هي التجنيس الذي قصم ظهر البلد؟ لماذا؟ تدمر البلد ثقافيا و أمنيا و اقتصاديا فقط م؟؟؟؟

    • زائر 24 | 12:40 ص

      والله لين باجر تهجرنا مثل الليبين والسوريين والعراقيين لا بتفيدنا منظمة العفو ولا حقوق الانسان ، وكلها لعبات سياسية تديرها قوى كبرى بالضحك على الذقون وتمزيق الاوطان والشعوب والدول ، هذه أمامنا اسرائيل تفتك بالشعب الفلسطيني وجوانتينامو يسمع حسنا، حل الخلافات داخليا أفضل الحلول ، ولو صار دينارنا اربع أنأت وعشنا في مخيمات محد بيعطيك كنبل .

    • زائر 23 | 12:39 ص

      اذا كذبت وفبركت صارت انتقائية وحقانية ومنصفة واذا قالت الصج ماعجبتكم . ناس تمشي عكس السير

    • زائر 21 | 12:31 ص

      ماعندك سالفه

    • زائر 19 | 12:00 ص

      هذه..مثلها كالبرلمان الشكلي الذي اصبح مطّ لنكات المواطنين اذا ارادوا الترفيه عن نفسهم

    • زائر 18 | 11:44 م

      هي بقيت مؤسسة في الديرة تستطيع ان تتحدّث عن الواقع بصراحة؟
      والله لو أن هذه المؤسسة غير معيّنة وتتحدث بشيء من الحقيقة لاعتقل كل اعضائها وسجنوا مثل الباقين

    • زائر 17 | 11:42 م

      نموذج الديمقراطية البحرينية !!! يا جماعة صدق في البحرين في ديمقراطية؟ يمكن انا حلمان خبروني

    • زائر 16 | 11:23 م

      همّه تكذيب المنظّمات الحقوقية ولم يهتموا لحقوق المواطن وشعور المواطن ومعاناة المواطن .

    • زائر 15 | 11:21 م

      شعب البحرين كذّاب وواقع السجون كذب ولا يوجد معتقلون ولا مهجّرون ومطرودون والمنظمات الحقوقية كلها كذّابة والعالم كله كذّاب.
      بس التقارير الرسمية هي الصحيحة فلا يوجد فساد ولا ظلم ولا اضطهاد ولا تعد على حقوق الناس ولا شهداء تحت التعذيب.
      شعب البحرين شعب يتبلّى على حكومته

    • زائر 14 | 11:15 م

      طيب اذا يقولون صادقين فليسمحوا لمقرّر التعذيب ان يدخل البحرين

    • زائر 25 زائر 14 | 12:44 ص

      مستحيل هههههههه

    • زائر 13 | 11:14 م

      مؤسسة هي من ضمن المؤسسات التي شملها تقارير الفساد في البحرين فهل يمكن الاعتماد على تقاريرها خارجيا وهي مؤسسة اعضاؤها معينين من قبل السلطة

    • زائر 12 | 11:12 م

      اذا كان .... خرج على الناس وكذّب ما تراه أعينهم وما يعيشونه من حصار يومي ظالم فهل ننتظر من هذه ...ان تنصف انسانا او حتى حيوانا

    • زائر 11 | 11:10 م

      ما تسمّى با..... بعيدة كل البعد عن حقوق المواطنين وانما هي مؤسسة تجميلية شكلية أثبت تقارير الفساد انها أحدى مؤسسات الفساد المستشري في البلد وأن رئيسها اثبت عدم مصداقيته وتزلّفّه في نكران واقع ملموس معاش يوميا

    • زائر 10 | 11:09 م

      مؤسسات رسمية أنشأت لدر الرماد في العيون مثلها مثل شركات العلاقات العامة تمتص الكثير من ميزانية الدولة و هذه الأموال لو صرفت في أوجهها الحقيقية لإرضاء الداخل و عدم النظر إلى إرضاء الخارج لحققت نوع من الرضا الداخلي و الخارجي و لكن كما في الأمثال؛ لا حضت برجيلها و لا أخذت سيدعلي ( عدم رضا من الداخل و الخارج)

    • زائر 9 | 10:55 م

      استمر
      وهم سيستمرون

    • زائر 8 | 10:49 م

      هاني ولاء العفو الدولية لإيران.........كل شي يعتمد ع الولاء فكيف لي ولاء لبلدي وانا عاطل فيه من عشر سنوات احمل شهادة عليا جدا بتخصص فريد لا أعيش الاطمئنان والراحة النفسية وما سعيد فيه يولع لسانه يقولك الشماعة إيران كل فعل وعمل ونقد لا يروم لهم قالوا إيران إيران ويعرفون ولائنا للمصلحة لكن الكبرياء طاغي بوسيلة العاجز عن علاج مرضه يعلق شماعة مصحته ع الآخرين هاي سمة المتكبر الذي علا في الكون وقال انا والطوفان من بعدي

    • زائر 7 | 10:47 م

      مشكلة البحرين انها خلقت أزمة فعلية ولما حست بالضغط الدولي اختلفت مؤسسات شكلية لإسكات المجتمع الدولي. ولهذا فالمسئولين البحرينيين لا يقرأون ولا يعترفون لا بتصريحات هذه المؤسسات ولا تقاريرها، ولكن يتوقعون أن يعتمدها المجتمع الدولي ويعترف بها.

    • زائر 6 | 10:45 م

      مايهمنا العفو الدولية الله يخلي السعودية لنا ودول الخليج العربي

    • زائر 20 زائر 6 | 12:03 ص

      بكرة بعد امام الله هم بدافعون عنا و إذا أمر الله بنا إلى النار لظلمنا الآخرين سيقفون بوجهه سبحانه و سينجونا. بئس التفكير البائس.
      غدا لن تنفع شركات علاقات عامة و لا مؤسسات صورية و لا دول عظمى. وقفوهم إنهم مسؤولون.

    • زائر 5 | 10:15 م

      الله يوفق البحرين ويحفظها من كل شر

    • زائر 4 | 9:57 م

      انجان ما يغلقون المؤسسة الا تكلمت عنها بتهمة ازدراء مؤسسات رسمية

    • زائر 3 | 9:56 م

      الانتقاد من الداخل يختلف عن الانتقاد من الخارج، حلو بارد علينا من ينتقدنا واحنا نعرفه بس نرفض انتقاد الاخرين من الخارج

    • زائر 2 | 9:56 م

      ما شاء الله عليك صاير ليهم چنك غزِل اسرائيلي ما يفوته شي صايدنهم صايدنهم.

    • زائر 22 زائر 2 | 12:32 ص

      ياعزيزي ابولين لوماانت تتكلم كلام الصدق مافي غيرك يدافع عن الشعب ويقول الحقيقة ويوضح الأمور الي المسئولين يكذبون فيها الله يخليك ويسلم ايديك إلى تكتب

    • زائر 1 | 9:55 م

      كالعادة متألق في ما تقول، بالدليل الذي يقولون عنه في مصر ما يخر منه الميه

اقرأ ايضاً