العدد 5218 - الإثنين 19 ديسمبر 2016م الموافق 19 ربيع الاول 1438هـ

مدرسة خالد بن أحمد في الإعلام الاجتماعي

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

أمسية رائعة نظمها «لقاء الخميس»، في فندق السوفوتيل الأسبوع الماضي استمعنا خلالها إلى قصة ملهمة لقامة سياسية ودبلوماسية بحرينية نفخر بها.

إنه وزير الخارجية، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، والذي استعرض خلال اللقاء جوانب من حياته الحافلة بالتجارب والسفر والأحداث، منذ نشأته في الرفاع الغربي مروراً بدراسته في البحرين ثم الأردن ثم أميركا وعودته للبحرين للعمل في وزارة الخارجية، وانتقاله بعدها أولاً للسفارة البحرينية في واشنطن، ثم لندن، ليعود بعدها وزيراً للخارجية، وبين ثنايا هذه الرحلة تفاصيل ملهمة أنصت الحضور من البحرين والسعودية لها بشغف.

من حضر هذا اللقاء أدرك مدى تواضع وقرب وزير الخارجية من الناس، لقد سرد بكل تواضع كيف نشأ في مدينة صغيرة كانت آنذاك اسمها الرفاع الغربي، وكيف أن صف الأول الثانوي الذي درس فيه في مدرسة حكومية بمدينة عيسى كان يضم طلاباً من مختلف مدن وقرى البحرين، وكيف كان متفوقاً في الابتدائية لكن مستواه تراجع في الثانوية حتى أنه رسب في الصف الثاني الثانوي، لينتقل بعدها للدراسة في الِأردن حيث كان مصروفه الأسبوعي من أهله ديناراً واحداً أصبح دينارين في آخر سنة دراسية كما قال.

أما وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد والإعلام الاجتماعي فهي قصة أخرى أخذت حيزاً واسعاً من اللقاء، وكم شعرت بالغبطة والأخوة عندما ذكرني معالي وزير الخارجية بالاسم كخبير إعلام اجتماعي خلال اللقاء، وقال إننا على تواصل دائم حول شئون وشجون الإعلام الاجتماعي في البحرين.

سأقصر حديثي في هذا المقال على ما أتى وزير الخارجية على ذكره خلال اللقاء عن علاقته بالإعلام الاجتماعي، وموقع «تويتر» تحديداً، خاصة وأن أغلب الأسئلة التي أعقبت المحاضرة دارت حول «تويتر معالي الوزير».

قال الوزير إن علاقته مع وسائل الإعلام الاجتماعي بدأت بـ «الفيسبوك» وسرعان ما تحول إلى «تويتر»، واستعرض عدداً من قصص السجالات التي أثارها نشره لتغريدة ما حول قضية ما، وكيف أن بعض المغردين أطلقوا هاشتاقات خاصة بتلك النقاشات، مضيفاً أنه لا يستخدم زر «البلوك» إلا لشخص أساء الأدب أو حرض على الفتن.

وأكد ضرورة استخدام مواقع الإعلام الاجتماعي في نشر الخير وضرورة الابتعاد عن كل ما يثير القلاقل، وأوضح أن متابعيه لا يستطيعون الفصل تماماً بين (خالد بن أحمد كوزير خارجية) و(خالد بن أحمد كشخص) فحسابه خليط بين هذا وذاك، كما قال.

عندما نستمع إلى هذه التجربة وهذه النصائح، من شخص حائز على أفضل شخصية سياسية عربية في الإعلام الاجتماعي، والتي منحت له خلال قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دبي بالإمارات العربية المتحدة الشقيقة بمشاركة أكثر من 1500 مشارك من كبار المؤثرين والخبراء في وسائل التواصل الاجتماعي في العام 2015، فهذا يعني أنه علينا أن نتخذ تلك النصائح والتجارب منهجاً في استخدامنا الأمثل للإعلام الاجتماعي.

واقتبس هنا تصريح لوزير الخارجية عند فوزه بتلك الجائزة عندما قال «إن هذه الجائزة تحمل وتؤكد على رسالة مهمة وهي أن مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت ملمحاً مهماً من ملامح العصر الذي تلاشت فيه الحدود وأزيلت منه القيود، يجب أن تقوم بدور أقوى في عملية التنمية الشاملة وأن تساعد بنصيب أكبر في التقارب بين الشعوب العربية من خلال تشجيع الممارسات الإيجابية المفيدة وإبراز الرواد والمؤثرين والمتميزين ليكونوا قدوة لباقي أفراد المجتمع كي يحذوا حذوهم ويسيروا على نهجهم في تحمل المسئولية تجاه المجتمع في كل ما يتم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكاله، بما يؤدي في النهاية إلى تغييرات إيجابية في المجتمعات العربية».

وأضاف: «الإعلام الاجتماعي بات منبراً فائق الأهمية فيما يقوم به من دور حياتي، مذهل السرعة فيما يشهده من تطور نوعي، كما وفر مساحة شاسعة لإظهار القدرات والمواهب والتعبير عن الآراء والأفكار وطرح المقترحات والمبادرات، وذلك يفرض ضرورة استثمار هذا الفضاء في كل ما هو إيجابي ومفيد وتعزيز التلاقي والتواصل بين المؤثرين والفاعلين بما يصب في خدمة المجتمعات وتطورها في جميع المجالات».

قريباً من ميدان الإعلام الاجتماعي اختتم الوزير حديثه خلال أمسية «لقاء الخميس» بتقديم ثلاث نصائح لجيل الشباب هي: إياك أن تعتقد أنك نجحت، دع الناس يحكموا على ذلك واستمر بالعمل، و لا تتوقف عن القراءة والاطلاع، وأحرص على التواصل مع الأصدقاء ومختلف الناس.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 5218 - الإثنين 19 ديسمبر 2016م الموافق 19 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:45 ص

      وأكد ضرورة استخدام مواقع الإعلام الاجتماعي في نشر الخير وضرورة الابتعاد عن كل ما يثير القلاقل،
      مقال جميل و شكرا للكاتب على التوضيح و نشر الوعي

اقرأ ايضاً