العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ

موانا... الشجاعة تغلب القوة

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

دائما ما يدعو اختصاصيو التربية وعلم النفس والاجتماع إلى أهمية وضرورة غرس الثقة في نفوس الأطفال، وتعليمهم أن استخدام أدمغتهم في التفكير يساعد في التغلب على أي صعابٍ مهما كانت كبيرة.

فيلم «موانا» الأميركي الذي حمل الرقم 56 من ديزني. وأنتج في هذا العام من إخراج «رون كليمنتس» و»جون موسكر». يعزز هذا الأمر في نفوس الأطفال، وهم الجمهور المستهدف له، فهو يستند إلى شخصياتٍ من الأساطير البولينيزية. وتدور أحداثه بشأن «موانا» البحّارة شديدة الحماس والابنة الوحيدة لقائد الملاحين. إذ تصبح عائلتها فجأة بحاجة إلى مساعدتها فتقرر الخروج في رحلة ملحمية، تواجه من خلالها الأرواح العالقة والآلهة.

الفيلم كوميدي غنائي درامي، يطوف بالمُشاهِد منذ بداية حياة «موانا» الطفلة التي تساعد إحدى السلاحف، فتهبها «الآلهة» شرف تخليص عائلتها من القحط عن طريق رسائل توجهها لها مياه البحار والمحيطات التي تحرسها في كل خطواتها وتساعدها.

وعلى رغم من استناد الفيلم على أساطير كثيرة بشكلٍ أساس، إلا أن أهميته تكمن في تعليم الأطفال ضرورة التحلي بالشجاعة والإقدام، إلى جانب الإيثار وحب الآخرين من خلال سلوك «موانا» تارة ومن خلال حديثها وحواراتها مع «موي» الذي يساعدها في رحلتها بعد أن يشعر بالإحراج من إقدامها وجرأتها وشجاعتها مقابل خوفه على نفسه ومنجله الذي وهبته له الآلهة ذات بطولة.

خرجت «موانا» في رحلة بحث عن «موي» الذي يجب أن يعيد قلب أحد الآلهة مكانه بعد أن أخذه منه في الماضي، بحسب الرواية التي روتها لها جدتها التي كانت تمتلك علاقة خاصة بالبحر، والتي كانت تعرف أن البحار اختارت «موانا» لتخليص شعبها من محنتهم، لكنها تفاجأ أن «موي» يرفض الانضمام إليها لولا أن استخدمت عقلها لتجبره على مرافقتها.

في الفيلم الكثير من المواقف التي تعزز عدداً من الرسائل الي طالما أردنا تعزيزها لدى أطفالنا، سيقت إليهم في إطار كوميدي مشوق أو عن طريق أغنية هادفة تجعلهم يتأكدون أن باستطاعة أي طفل أن يكون ما هو مقرر له أن يكونه، متى ما أراد ذلك وسعى إليه متخطّيا كل المصاعب وكل العثرات التي ستواجهه. فيه يعيش المشاهد يأس الأبطال النادر كما أملهم الغالب، ينتقل معهم في الحوادث بشكل سلس وجذاب، فيجوب البحار والمحيطات ويتخطى الحمم البركانية والكائنات البحرية العملاقة.

كل رسائل الفيلم كانت سهلة الالتقاط بالنسبة للأطفال، وهو ما لمسته من خلال نقاشي مع طفليّ بعد العرض؛ بهدف معرفة ما إذا وصلتهم الرسائل أم لا، ولكني فوجئت برسالة لم تخطر على بالي طرحتها إحدى طبيبات التجميل لدينا في البحرين وأردتُ نقلها، وهي أن بطلة الفيلم هذه المرة كانت مختلفة أيضاً، فلا هي ممشوقة القامة، فارعة الطول ولا بيضاء البشرة أو طويلة الأنف كما هو الدارج في أكثر الأفلام، بل هي فتاة سمراء قصيرة بأنف أفطس وشعر مجعد. وعلى رغم أن هناك بعض البطلات كذلك في بعض أفلام الأطفال إلا أنها قليلة جداً مقارنة بالسائد. وهنا يعطي الفيلم رسالة أخرى وهي أن الجمال أمر نسبي، وخصوصاً إذا ما قورن بجمال الأخلاق والجمال الروحي الذي تمتعت به بطلة الفيلم «موانا».

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 5227 - الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 28 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً