العدد 523 - الثلثاء 10 فبراير 2004م الموافق 18 ذي الحجة 1424هـ

ما استحق أن يولد من عاش لنفسه!

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

«عيدكم مبارك»، «كل عام وأنتم بخير»، «متباركين بهالليلة»... كلها عبارات تتبادلها الألسن في مختلف المناسبات والأعياد الدينية فتضفي على النفس شعورا بالبهجة والفرح ورغبة في الإقبال على الحياة بسعادة ووجه جديد.

أجواء العيد ترتسم بالسرور البادي على وجوه الصغار قبل الكبار... فهنا طفلة فرحة بملابسها الجديدة، وهناك ابن يقبل رأس والده ويعايده، وهناك زوار مقبلون بابتساماتهم العريضة مهنئين ومباركين، وخلفهم غريب قريب لهته الدنيا عن أقربائه لكنها لم تنسه إياهم وقت العيد.

كلما تأملت هذه الأجواء حلقت بسؤالي بعيدا، نحو مكمن هذه السعادة وهذه البسمة... نحو هذا الشعور المشترك بين كل الخلق الذي لا يجعل للخلافات والأحقاد والنزاعات سبيلا للظهور في هذا اليوم، نحو هذه العيون التي غالبا ما تبلل بدموع الفرح كلما التقت شخصا عزيزا لم تعرف قلوبنا مكانته إلا في لحظة اللقاء.

هذه المشاركة هي سر السعادة في هذا اليوم... هذا التبادل والالتفاف بل والاتفاق على المعنى أو الطعم الذي يجب أن يصطبغ به هذا العيد هو الكامن وراء تلك الأحاسيس الجميلة التي كادت تلاهي الدنيا وروتينها تقتلها فينا فأبت التدفق والعلن إلا في العيد.

و«كشكول» هنا تطرق باب أهلها (قرائها الأفاضل) لتستأذنهم بدخول قلوبهم وعقولهم مهنئة بكل الأعياد أولا، وداعية إلى مشاركتها في إعادة بناء صفحاتها لتظهر في حلة قشيبة تتناسب وأجواء العيد وبما يتوافق ومصلحة الكل، وأولهم أصحاب الدار.

فـ «كشكول» وهي المولود من رحم أقلامكم الغراء وتواصلكم الدائم وحرصكم على بقائها لتحمل كل همومكم ومشكلاتكم وكذلك آرائكم، فتخرجها من حيز الكتمان إلى حيث يوجد صدى صوت يدون على صفحاتها، ترحب بآرائكم واقتراحاتكم وتصوراتكم للشكل والمضمون الأفضل اللذين بهما ستسعى معكم إلى تحقيق طموحاتكم وآمالكم، فأنتم أصحاب الدار ومن دونكم لا يكون للصفحة وجود ولا عنوان.

فهذه دعوة إلى المشاركة والتعاون معا من أجل جعل «كشكول» قبطان السفينة الذي يعبر بكل ما تختلج به قلوبنا جميعا إلى بر الحلول حيث الراحة والسعادة والأمان، وكما قلت: «كشكول» منكم وإليكم وبمشاركاتكم واقتراحاتكم النيرة بالإضافة إلى سعة الصدر سنستطيع أن نصل معا إلى كل ما نصبو إليه يدا بيد وقلبا على قلب، فهدفنا مصلحة الكل قبل الفرد، وما نطمح إلى تحقيقه أن يكون قلب الكل على الفرد الواحد منا وليس قلب الواحد على الكل فـ «ما استحق أن يولد من عاش لنفسه» فقط

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 523 - الثلثاء 10 فبراير 2004م الموافق 18 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً