العدد 5238 - الأحد 08 يناير 2017م الموافق 10 ربيع الثاني 1438هـ

عن مبادرات القراءة والرهان عليها

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

كل مبادرات القراءة هنا تظل في حدود الجهود الفردية، تلك التي تتبناها تجمعات من الشباب اتفقوا فيما بينهم على تعزيز تلك القيمة الكبرى والمهمة لدى أي شعب وأمة تنشد الرفعة، وتتطلّع إلى التميز والارتقاء. حتى الآن لا توجد جهة حكومية وضعت كل ثقلها في هذا المشروع، ونعني هذا المشروع تحديداً، بما يتطلبه من تنظيم وحوافز وفعاليات قد تبدأ محلية لتأخذ في مرحلة ثانية مداها الإقليمي على أقل تقدير. لكن علينا أن نبدأ من هنا.

يمكن لتلك المبادرات الفردية والشبابية أن تسهم في المشروع فيما لو قدّر له أن يرى النور، ويمكن للجهات الحكومية أن تبدي اهتمامها بمثل تلك التجمعات، عبر تقديم شكلٍ ولو بسيط من أشكال الدعم والتحفيز، إذا لم يكن في نيتها تبنِّي ذلك المشروع بحيث يتمتع بضوابط ومنهجيات سيكون مردودها كبيراً على مملكة البحرين.

يمكن لمنهجة تلك المبادرة، ومن خلال المحفزات المرافقة لها، أن تخرج كثيرين من حال عدمية وعبثية، ويمكن لها أن تكون رافداً ودافعاً لاستيعاب المناهج، شريطة ألا تنفصل تلك المبادرة عن المنهجة والضبط. المناهج المدرسية وبعض الجامعية التي باتت سبباً إما للنفور، وإما سبباً في خلق مواطن يبدأ تعلمه بالتلقين، وينهيه بالتلقين.

واحدة من فوائد القراءة تخليص الوفي لها من ذلك العوار، وصياغة شخصيته، وانفتاحه على الفنون والمعارف والآداب، ما يسهم بالضرورة في تشكيل شخصيته المسئولة والواعية والمدركة لما يدور من حولها، وهو الأمر الذي لم تستطع مراحل التعليم جميعها أن توجدها فيه.

لماذا على المواطن هنا أن يُترك لوحده في مبادراته المهمة والخلاقة، دون التفاتٍ إلى قيمة ما يتم إنجازه وتحقيقه في هذا الصدد؟ مثل تلك المبادرات لم تأتِ إلا لأن فراغاً كبيراً تم استشعاره، حتى بعض وسائل الإعلام من صحف وغيرها من منابر لا تعنيها مثل تلك المبادرات من قريب أو بعيد، وكأنها تدور في كوكب آخر لا ينتمي إلى مجموعتنا. وحين نتساءل عن عدم اكتراث الجهات الرسمية بقيام مشاريع تتولى رعايتها والانفاق عليها، وإيجاد الحوافز لها، ندرك أن الوضع على الأرض يشير إلى ذلك، ولم يتم إبداء نوع من الأبوَّة في تقديم أدنى أشكال الدعم لتلك الملتقيات والمبادرات الفردية.

وطوال فترة عمل هذه المجموعات الفردية هل خسرنا شيئاً بالرهان على المواطن؟ وهل سنخسر شيئاً بالرهان على جدوى وأهمية مثل تلك المبادرات الفردية، التي أخذت شكل ملتقيات أسبوعية، يتم فيها تحطيم أرقام لم نعهدها ذات بال، قراءة، وتنويعاً في تلك القراءة، ومحصلات بالضرورة ستنتج عنها.

لا يمكن للرهان أن يخسر حين يتعلق الأمر بما يبني المجتمعات، ويعلي من شأنها، ويأخذ بها إلى مراتب تستحقها، وخصوصاً إذا ما عرفنا أن البحرين كان الرائدة في معظم المجالات، بالذات في مجال الانفتاح على المعرفة منذ بدايات تأسيسها، علاوةً على أن هذه الأرض تظل صاحبة الكثير من الأسماء، من العلماء والأدباء والمفكرين والشعراء.

فلنراهن على هؤلاء الفتية الذين لن يخذلونا، لأنهم في تحدٍّ دائم لا يتم الالتفات إليه، ولن يتراجع عمّا توجه إليه قراءة واستيعاباً ومراجعة في تلك الملتقيات، سواء جاء الدعم أو اتضح التجاهل.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 5238 - الأحد 08 يناير 2017م الموافق 10 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً