العدد 5242 - الخميس 12 يناير 2017م الموافق 14 ربيع الثاني 1438هـ

أميركا... الاعتراف بأبوّة «داعش»!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يعترف اليوم الجمهوريون والديمقراطيون في الولايات المتحدة الأميركية، بأن بلادهم هي الأب الشرعي لما يُسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق، والمعروف دلالاً باسم «داعش».

من قبل، اعترفت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون، وفي جلسة استجواب أمام الكونغرس الأميركي، بأنهم هم الذين أوجدوا هذا الوحش «داعش»، ورعوه وربّوه وفتحوا له أبواب التمويل والتعزيز والتمكين في الأرض. ولا ننسى أن هذه الوزيرة السابقة، كانت مرشحة الديمقراطيين قبل شهرين فقط للوصول إلى منصب الرئاسة، وكانت أغلب النخب السياسية والإعلامية ترجّح فوزها، رغم كثرة خيباتها وإخفاقاتها أثناء وزارتها.

واليوم يثنّي على كلامها، منافسها الجمهوري، الرئيس الجديد دونالد ترامب، بأن إدارة بلاده هي التي أوجدت «داعش»، ليس بالعمل المخابراتي والخطط السرية والتلاعب بخيوط اللعبة العسكرية بالمنطقة فحسب، كما نعتقد نحن أبناء الشرق الأوسط، وإنّما من خلال الانسحاب من العراق في الوقت الخطأ، ما ترك فراغاً أتاح لـ«داعش» الظهور. وهو اعترافٌ مهمٌ، وإن كانت الحجة معكوسةً، لأنه يوماً ما على الغزاة أن يغادروا البلد الذي احتلوه، حتى لو كان ترامب هو الرئيس، وساعتها سيظهر هذا الوحش.

هذا الاضطراب يعكس التناقضات التي تواجهها السياسة الأميركية، التي تجلّت بوضوح هذا الأسبوع، عبر خطاب الرئيسين الراحل والقادم. فباراك أوباما في آخر خطابٍ له، قال أمام عشرين ألفاً من مناصريه، إن أميركا أصبحت اليوم أقوى من قبل! واستعرض عدداً من «الإنجازات الكبيرة» التي يستخف بها ترامب جملةً وتفصيلاً. ففي أول مؤتمر صحافي يستفتح به عهده، قال ترامب إن أميركا اليوم هي في أضعف حالاتها، ووعد باستعادة مجدها وقوتها، وهي الوعود التي بسببها منحه الأميركيون أصواتهم.

إحدى نقاط الاضطراب في الولايات المتحدة، التلاعب بجهاز المخابرات الأميركية، الذي يمثل أداةً مهمةً في السياسة الخارجية الأميركية منذ سبعين عاماً، حيث استخدمته كعصا غليظة ضد معارضيها، باغتيال رؤساء تكرههم أميركا، وتثبيت رؤساء تكرههم شعوبهم؛ ولكن أميركا تحبهم. وهذا الجهاز يسيء الطرفان استخدامه، كلٌّ بطريقته. فالديمقراطيون حاولوا أن يجيّروها في التشكيك بفوز ترامب، بادعاء أن الروس نجحوا في إحداث اختراقات أثّرت على نتائج الانتخابات الرئاسية. وهي دعوى سخيفة ومسيئة لهذا المؤسسة الضخمة، وإهانة لتاريخها، ردّ عليها ترامب بأن نشر معلومات كاذبة وملفقة باسم المخابرات أمر مشين. ومن المؤكد أنه سيتخلص في أقرب فرصة، من كلّ من يعمل بالجهاز، خصوصاً القيادات العليا التي تورّطت في «فبركة» هذه التقارير، والإتيان بعناصر جديدة تماماً.

ما يحدث في أميركا هذه الأيام، أكبر من انتخابات رئاسية، أو استبدال رئيسٍ منتهٍ برئيس جديد، فهناك خلافٌ كبيرٌ في مجمل السياسات، الداخلية والخارجية، يتخذ طابع التحدّي الصبياني والتهديد بتخريب أو عرقلة عمل الآخرين! فأوباما استبق مجيء ترامب بطرد الدبلوماسيين الروس من أجل تعقيد عمله، فيما ردّ عليه ترامب، بالتهديد بنسف ما كان يفاخر به من قانون للضمان الصحي، والإتيان بآخر أفضل منه!

إن أهم ما عرفناه نحن الشرق أوسطيين، في كلّ هذه الفوضى الخلاقة، التي تمس مستقبلنا جميعاً، اعتراف الأميركيين بأبوّتهم لهذا التنظيم اللقيط «داعش»، الذي كنّا نظن أنهم «ثوار عشائر عربية»! والأهم أنه اعترافٌ جاء في الوقت الذي أخذ يتبرّأ منه كلّ من شارك في إجراءات التلقيح الصناعي وضمان عملية الحمل والتوليد!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5242 - الخميس 12 يناير 2017م الموافق 14 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 7:37 م

      السؤال الذي يسدح نفسها طولا و عرضا:
      لماذا يقومون بانشاء هذه الحركات المتطرفة و اعطائها اسما اسلاميا؟
      و عندما تتعرض بلدانهم للأذى فانهم يلومون الاسسلام بدل ان يلوموا انفسهم.

    • زائر 30 | 7:46 ص

      داعش اغلبهم (..) مشكله (..) المشاكل الي تطلع منهم وفيهم يحطونها على غيرهم

    • زائر 27 | 6:53 ص

      الفساد الذي فاحت ريحته ، معا ضد التعتيم و الظلام و اعداء الشفافية
      قول وزارة (..) هههة في ردها على (..) بان المدارس الخاصة لايوجد لديها نظام مركزي موحد لاسئلة الامتحانات و التصحيح هو قول يكشف عن جهل (..) لان نظام البكالوريا العليا الدولية هو نظام عالمي و ليس على مستوى البحرين فقط .

      فالاسئلة موحدة و التصحيح مركزي و يتم في سويسرا.

    • زائر 23 | 4:18 ص

      ما ينعرف إشلون نفهم هم يا سيد تعبت روحك

    • زائر 17 | 1:18 ص

      خيرا فعلت يا سيد وكما يقول المثل اذا أردت ان تعرف أمّ الولد فقط اضرب ولدها او تعرّض له وسيأتيك الصياح وها نحن نقرأ تعليقاتهم محاولين التنصّل من داعش نسبا لكنهم يدعمونها في الواقع

    • زائر 16 | 1:04 ص

      الأمّ التي قالت عن داعش ثوّار العراق حين دخلوا العراق محتلّين وطبّلوا لهم
      الأمّ هي من دعم الدواعش في سوريا بالمال والبنين تحت غطاء تصدير الثورة لسوريا لأن نظام بشار ديكتاتوري.
      الأمّ هي التي مولّت الجماعات الارهابية وسخّرت لهم كل الطاقات المادية والاعلامية والعسكرية
      الأمّ هي التي جنّدت اعلام الفتن والحروب وجيشت غرف المغردين لتشويه صورة سوريا والعراق وغيرها وفي كل معركة
      مع الدواعش قالوا انقدوا اهل الفلّوجة وأهل الموصل واهل حلب

    • زائر 15 | 12:59 ص

      يا سيد ويش سوّيت؟ زعّلت إخوان داعش فأيقظتهم من النوم بكير لكي يلحقوا يعلقوا على مقالك ويزجّوا باسم ايران في السالفة.
      ينتمون لداعش ويدعمونها لكن حينما يتطرق العالم لنسب داعش لهم يحاولون التبرؤ منها ورميها على ايران هكذا عهدناهم وعرفناهم يفعلون الجرائم والارهاب ثم يحاولون القاء تبعاته على الآخرين وكون عقولهم قاصرة يرون العالم كأنفسهم يصدّق كل ترهاتهم

    • زائر 13 | 12:53 ص

      رقم 32 لا وانت الكاذب الأمّ معروفة لكل العالم والاعلام العالمي كله يتحدّث عن الأم لداعش ويمهّد لمحاصرتها شيئا فشيء وسنذكّرك

    • زائر 12 | 12:52 ص

      معروفة من هي الام

    • زائر 10 | 12:44 ص

      أمريكا واعترفت بأبوتها لداعش، طيب وهل تعترف الأمّ بولدها؟

    • زائر 9 | 12:40 ص

      الحين بعد في كتائب ومليشيات وجماعات إرهابية تتخابر مع دول ثانية الله يحفظ البحرين من كل شر

    • زائر 8 | 12:20 ص

      قلنا لكم الاب الشرعي امريكا والام الشرعية ايران ما صدقتونا

    • زائر 7 | 12:12 ص

      .......و حلفاؤه هم من يصنعون هذه التتنظيمات بدءا من الفاعدة و داعشش و الننصرة و ذلك ليتم هدم الاسلام باسم الاسلام.
      \nو لقيام الدولة الكبررى الغاصبة من النهر الى النهر (النيل-الفرات).
      \nانتهى.

    • زائر 4 | 11:40 م

      جزاك الله خيرا على هذه المعلومات المفيدة واعترافات رؤساء امريكا بانهم هم الذين اوجدوا داعش ولكن هناك احزاب وميليشيات افظع وابشع من داعش موجدة في دول تدعي انها تحارب داعش ولكن هي تقتل ابنائها بلا هوادة او رحمة ولكن افعالهم مغطى باعلام غير منصف بالمرة داعش تحرق وتقتل وتلك تستعمل البراميل الحارقة داعش تقتل عشرة وتلك تقتل بالمئات من اطفال ونساء وشيوخ فاذا الاثنين اخس من بعض والتركيز فقط على داعش

    • زائر 5 زائر 4 | 11:53 م

      ما رحنا ولا جينا.
      يعني انت مصر على ان داعش ثوار عشائر عربية.

    • زائر 20 زائر 5 | 2:30 ص

      المثل العربي يقول: " نعجةٌ وإن طارت ". ورغم اعتراف أمريكا وكشف الكثير من البراهين في أرض المعركة نفسها تبقى نعجة وإن طارت، ومناقشة أصحاب هذا المستوى نوعٌ من العبث.

    • زائر 3 | 11:33 م

      "كنا نظن أنهم "عشائر .."

      لسن من الهمج الرعاع لنكون ضمن من ضنوا ...
      كانوا يدعون و يمثلون و يروجون لهذا ولكن ما أرادوه واضح لكل بصير

    • زائر 2 | 11:05 م

      منبع الإرهاب

      مع إحترامي لإستاذنا قاسم ؛؛....!!! الأب والأم والجد والجده والخوال والعمام وكل أبناء العيله هم بقربك جدا جدا ولا تروح حق الأمريكان ولا البنغال ولا الهنود الحمر ، ، الواضح وضوح الشمس هو الفكر هنا والتمويل هنا والإعلام هنا والعنصر البشري الإرهابي هنا وووو

    • زائر 1 | 10:00 م

      ما دام يا سيد عرف الأب الشرعي فمن هي أمه ياترى؟

    • زائر 11 زائر 1 | 12:48 ص

      الأم هي الدول التي موَّلت داعش...

اقرأ ايضاً