العدد 5272 - السبت 11 فبراير 2017م الموافق 14 جمادى الأولى 1438هـ

كيف نُقنع الجميع بأهمّية التوافق؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

حدث ما حدث، ومات من مات، واستشهد من استشهد، وقُتل من قُتِل، وسافر من سافر، وسُجن من سُجن، وابتعد عن السياسة من ابتعد، وحوكِم من حوكِم، ثمّ ماذا؟ هل انتهت الأزمة البحرينية أم مازالت مستمرة؟ وهل سنستمر على ما نحن عليه أم ستكون هناك جسور للتوافق والحوار؟

البعض يعتقد بأنّ الأزمة ستستمر، فلا المعارضة ولا الحكومة يتفاهمان، والمعارضة في أوج ضعفها، لأنّ قياداتها في السجون! البعض الآخر يعتقد بأنّ الحال يجب أن يستمر على ما هو عليه، فالمصالحة مع الخونة والمجرمين والقتلة لا تجوز، وأنّ البحرين بخير من دونهم! وهناك فئة تعتقد بأنّه مازال هناك أمل في التوافق عن طريق الحوار البنّاء، الذي سيُعجّل من المصالحة الوطنية بين الأطراف المتنازعة.

المهم... الشعب البحريني مع مَن؟ الشعب البحريني مع وطنه بالتأكيد، ويذهب مع ما فيه مصلحة وطنه، وأثبتَ التاريخ بأنّ الحوار والمصالحة الوطنية بين الجميع هي الأسس الراسخة من أجل بناء الدولة، فالعنف والعنف المضاد وإسالة الدماء، ما هي إلاّ سبب في زعزعة الأمن، وهي أيضاً سبب في ضعف الدولة.

نُذكّر الجميع دائماً بالمصالحة الوطنية والتوافق، يا تُرى لماذا؟ هل لأنّها سهلة، أم لأنّها تدل على ضعف، أم لأنّها السبيل الوحيد من أجل النهوض بالوطن، فالشعوب ليست كالسابق والحكومات أيضاً ليست كالسابق!

الشعب البحريني طيّب بفطرته، ويتجاوز الكثير من الآلام، وقادر على التكيّف مع الأوضاع، ويتحمّل الكثير من المآسي في سبيل الوطن، وشعب كالشعب البحريني ساعد حكومته حتّى أيّام الفقر، فكانت الدولة تفرض رسوماً على سفن الغوص، وكان الشعب يتقبّل ويدفع رغم الحال الصعب آنذاك، إبان الدولة القديمة.

وبعد اكتشاف النفط ساهم الشعب نفسه في النهوض والتقدّم لهذه الدولة، وعند استقلال البحرين لا أحد ينسى دور المجلس التأسيسي وصياغة الدستور والحفاظ على المكتسبات الوطنية.

لا يفهم معنى التوافق إلا الذي فقد وطنه أو الذي عنده فراسة (وهم قلّة)، فبالتوافق تُحل الأمور، ومن دونه تُعقّد، وبالعمل بعد التوافق تهدأ الأمور وتمشي في مسارها الصحيح، ومن خلال هذا التوافق نتجاوز الكثير من الأزمات وأهمّها الأزمة الاقتصادية.

فلنرجع إلى ابن خلدون، ولنمحّص التاريخ جيّداً، حتى نُدرك أهمّية وجود الشعوب المتحرّكة والمتغيّرة، والذكاء هو التعامل معها ومع المتغيّرات، لأنّ الخلود لله وحده، والشعوب والدول تتغيّر، ولكن بالتوافق بين الجميع تستمر الدول وتنهض.

كيف نُقنع الجميع يا تُرى بأهمّية التوافق الوطني؟ فهو ليس قيمة تُكتب على الورق، بل هو سلاح قوي جدّاً من أجل تجاوز الأزمات. وصدّقونا بالتوافق ومن غير التوافق ناموس الحياة مستمر، مع الاختلاف الكبير بين التوافق وعدمه!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5272 - السبت 11 فبراير 2017م الموافق 14 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 75 | 1:06 ص

      بارك الله فيش يا بنت الشروقي!
      والله كل ما أطالع حالنا أسأل: وين اللي يخافون على البلد؟؟
      يا ريت عندنا مسؤول يحمل حس المسؤولية ولا يخاف على مصالحه ويقول رأيه بصراحه وياخذ بزمام الحوار.

      الخوف على حال البلد ليس مجرد كلام بل فعل!!

    • زائر 70 | 1:15 م

      اي والله اي والله، صدقت و أصبت كبد الحقيقة يا زائر 48

    • زائر 61 | 5:13 ص

      قانون الله هو الحل للبلد..... اللهم فرج عن الشعب البحرين الطيب

    • زائر 60 | 5:10 ص

      بالنسبة للكثير التوافق يعني المساواة و اختيار الاكفأ و بالتالي ضياع الفرص و الامتيازات

    • زائر 57 | 5:04 ص

      صح السانك

      هذا باختصار ماكتبه زائر 4 اختي بنت الشروقي

    • زائر 56 | 5:03 ص

      التوافق مهم وضروري بين أبناء البلد الواحد وميثاق العمل الوطني هي الوثيقة الوحيده التي وحدت هذا شعب البحرين ب98.4% وهي اللبنه التي وضع أساسها قيادتنا الرشيده قبل 2011.

    • زائر 55 | 5:02 ص

      زائر 49 والله وثم والله لويبتعدون رجال الدين عن المسئلة لن تنفرج وانه اتحداك

    • زائر 51 | 4:28 ص

      والله أبن خلدون لو يدري أنه الحوار سيكون مع من يحرق ويخرب ويرهب الناس ورجال الأمن كان كفر بمنهجه. لا حوار في غياب الإلتزام بالقانون والنظام.

    • زائر 49 | 3:26 ص

      ابعد رجال الدين عن السياسة تنفرج الأزمة

    • زائر 46 | 2:51 ص

      خلهم يوفرون حقنا وظايف ممتازة ويعطونا بيوت ويعيشونا في امان بعدها ما نحتاج الى حوار ولا غيره

    • زائر 38 | 1:21 ص

      أقنعهم انت بذلك أولا ..
      وأرفض تسمية خليجنا العربي بصراحة بالخليج الفارسي
      اعلن براءتك من كل التدخلات الإيرانية الصريحة واخرج بمسيرات وتصريحات واضحة ترفضها.
      تبرأ من كل من يهاجم البحرين من ايران والعراق والعنهم كما يفعل كل الاحرار والوطنيون.
      اعلن براءتك من كل ما جرى في 2011
      اثبت لنا حبك لقيادتك بالعمل قبل القول وعارض من يقومون بتخريب البلد وحرق الشوارع وقطع الطرقات.

    • زائر 37 | 12:56 ص

      الحوار يكون في بيت الشعب البرلمان فقط فنحن في دولة القانون والمؤسسات الدستورية.

    • زائر 48 زائر 37 | 3:03 ص

      وهل فعل البرلمان لنا شيء لنتحاور به الآن!؟

    • زائر 35 | 12:51 ص

      الحوار عين العقل ورأي سديد لكن أينكم من حوار ولي العهد وحوار التوافق الوطني؟ هل فقدتم الحكمة حينها وأخذتكم العزه بالإثم.

    • زائر 34 | 12:48 ص

      حوار في ظل حرق للشارع ورمي الملتوف على رجال الأمن لا يسمى حوار. الحوار فقط عندما يفرض الأمن ويقبض على المخربين

    • زائر 32 | 12:36 ص

      حوار الطرشان لا ينفع ولا يغني من جوع، نعم لضبط الأمن وحماية المكتسبات ومن يريد حوار فأبواب البرلمان مفتوحه مثل ما طلعتوا رجعوا فالوطن لم ولن يغلق بابه لمواصلة نهج الديمقراطية والمدنية.

    • زائر 31 | 12:34 ص

      امر سهل وهو بيد السلطة عليه كبح جماح الاعلام ومنابر الفتنه وهى معروفه .

    • زائر 28 | 12:29 ص

      الوضع الحالي نفهمه من التصريحات الرسمية أنه لن تتكلم السلطة مع من يختلف معها...وسيتم أستمرار نعتهم بال.... وال....وال..... إلخ..
      وعلى هذا الأساس لن نصل إلى أي توافق أو تفاهم....بسبب أننا لا نريد أن نسمع غير صدى صوتنا....

    • زائر 27 | 12:27 ص

      الجرح جداً عميق فمن المستحيل يحصل توافق مادام هناك من يزيد النار حطب ببث الفتن و الكراهيه من على منابر المساجد وهم تحت حماية الحكومة

    • زائر 26 | 12:22 ص

      مقال وطني بامتياز أشكرك عليه.
      الحوار الذي يفضي إلى المواطنة المتساوية وتلبية المطالب العادلة بالمشاركة السياسية ورفع التمييز هو حوار مطلوب عند كل وطني وعاقل حريص على أمن واستقرار البلد في حاضره ومستقبله.

    • زائر 25 | 12:21 ص

      لو افترضنا أن لإنسان ما زوجتين و أبناء من كليهما فهل يسعده التفريق و أن ينشب العداء بين الزوجتين أو أبنائهما؟
      الإدعاء بوجود التعيش على الورق أو في أبواق الإعلام لا تفيد إن كان الواقع هو السعي لنشر التفرق و التشردم بين الأبناء فلا رب الأسرة سيعيش سعيدا و لا أبناء الأسرة سيعيشون سعداء بل سيتنبه الأبناء أن هذا الأب هو من يسعى للتفريق بينهم و التفريق من جانب الآباء هو شأن غريب لا يفعله عاقل لذلك أمور التعايش و التوافق مطلوبة و هي من شأن العقلاء

    • زائر 23 | 12:20 ص

      هل من خطوات جدية مقبولة من المواطنين وهل للمواطن رأي لكي يدلي بدلوه؟
      انا طرحت مقترحين اساسيين للبدء في عملية التقريب فهل يوجد من يكترث لرأينا كمواطنين

    • زائر 16 | 11:37 م

      انت تسألي :كيف نُقنع الجميع يا تُرى بأهمّية التوافق الوطني؟ أنا كمواطن اجيبك:
      1-على السلطة او نظام الحكم تغيير حالة اعلامه الرسمي والذي يفشي البغضاء والفتنة والتحريض على الطائفة الأخرى وبدل من ذلك استخدام مصطلحات تقرّب ولا تبعّد وبالطبع لن يتقبّل المرجفون ذلك في البداية.
      2-المعارضة ايضا تقوم بتبريد وتلطيف الجوّ وهذا حاصل ويمكن زيادة وتيرته فمعظم علمائنا يدعون ويواصلون الدعوة للحوار، يبقى هناك امران متلازمان تهذيب الاعلام الرسمي مع تهذيب شعارات المعارضة لا بد من التزامن في البدء

    • زائر 15 | 11:17 م

      الوضع الحالي بقرة حلوب للبعض وهذا البعض لا يهتم الا لما يحصل عليه ولا يهمّه مستقبل البلد فليبقى البلد يعاني لسنوات وعقود لا يهمّ

    • زائر 14 | 11:16 م

      طالما توجد دول تربح من وضع البحرين سيستمر الوضع
      طالما يوجد ناس تربح من التأزيم سيستمر وضع البحرين
      طالما توجد بطانة فاسدة ترى في كسبها للمال اهم من استقرار البلد سيستمر وضع البحرين
      طالما يوجد بشر تحبّ دسّ انفها فيما لا يخصها بين شعب وحكومته سيستر وضع البحرين

    • زائر 11 | 11:08 م

      انت اول اقنعيهم بأننا لسنا صفويين وعملاء وخونة وشيلي من عقليتهم كلمة (ايران) وضعي بدل منها مطالب مواطنة عادلة ، مساواة كرامة لا تمييز ، لا اكثر ولا اقل .
      اقنعيهم بأن الله خلق البشر متساوون في الكرامة والحقوق والواجبات
      اذا اقتنعوا بهذا الكلام بعدين ناقشي موضوع التوافق

    • زائر 18 زائر 11 | 11:39 م

      لايك وبقوة

    • زائر 10 | 11:03 م

      نحن كشعب لسنا في اوج ضعفنا وهذه الأفعال التي حصلت وتحصل وسيحصل المزيد منها زادتنا قناعة بسلامة موقفنا فوطن يكون الأمن فيه متجزئ والخير فيه لناس وناس والمعاملة الكريمة لناس وناس لا يمكن القبول بهذا الوضع مهما بلغت قسوة القمع وانتم ترون الشارع لا ولن يتوقف

    • زائر 4 | 10:25 م

      مقالاتك وقلمك النظيف يابنت البحرين الاصول.هذا هو الصوت الحق وهاكذا من همهم علي وطنهم ومواطنيهم.
      لك كل التحية والاحترام

    • زائر 2 | 9:07 م

      عزيزتى مريم:لقد قلتيها بأن البعض يقول بأنه لا توافق مع ال..... و..... و..... و.... ومع الاسف هؤلاء هم من يستمع لهم من بيده الحل والربط. فكيف يكون التوافق؟

اقرأ ايضاً