العدد 5278 - الجمعة 17 فبراير 2017م الموافق 20 جمادى الأولى 1438هـ

المطر... كشف المستور

حسين الدرازي Hussain.Rashid [at] alwasatnews.com

.

دائماً ما كان المثل الشعبي القديم المشهور «إذا طق المطر... ينكشف المستور» مثلاً واقعياً ويكشف بالفعل الصورة الحقيقية لما هو حاصل، وتكون الأمور مكشوفة وواضحة للجميع، وهو بالضبط ما حصل هذه المرة من خلال أمطار الغزيرة التي هطلت على المملكة، وبالتالي لم تُقم مباريات الجولة الحادية عشرة من دوري فيفا لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم، بالإضافة لمباريات الفئات العمرية.

الأمر الأول هو انكشاف عدم قدرة الاتحاد البحريني لكرة القدم على التعامل المُسبق مع الأمر، فكل التوقعات كانت تُشير إلى أن منطقتنا ستشهد هطول كمية أمطار ربما تكون غير مسبوقة، وفق ما أكدته توقعات الأرصاد الجوية بالإضافة لبعض المواقع المتخصصة، ويكفي الآن ضغطة زر واحدة في الأجهزة الذكية لتتعرف على أحوال الطقس بشكل شبه دقيق، وطبعاً في البداية والنهاية العلم عند الله سبحانه وتعالى.

وبما أن الاتحاد كان يعرف تماماً ما ستمر به البحرين، كان من الأجدى إصدار قرار مُسبق بالتأجيل لأننا في النهاية لا نتحدث فقط عن صلاحية ملعب من عدمه فقط، بل نتحدث عن أن الدولة كلها تمر بحالة أشبه بالطوارئ لأننا غير متعودين على مثل هذه الأمطار أو بالأحرى غير مهيئين لاستقبالها، إذ إن الشوارع كلها «فاضت» بالمياه، وأنا أتكلم عن تجربة شخصية أثناء محاولة وصولي لملعب مدينة خليفة الرياضية أمس الأول، كانت الشوارع المُحيطة بالملعب أشبه بالبحيرات وأحمد الله أن سيارتي لم تتعطل، وفي الوقت نفسه كنت أتحسر على رؤية البعض ممن تعطلوا في الشارع، فما بالكم بتجربة لاعبي الفرق الأربعة «المحرق والأهلي والرفاع الشرقي والحد» في كيفية الوصول للملعب بالإضافة للمنظمين وبعض الجماهير والأجهزة الفنية والإدارية، إذ إن هذه «البحيرات» كانت موجودة منذ خروجهم من المنازل لحين الوصول للملعب، والصور واللقطات التي انتشرت هذين اليومين كافية عن أي كلام! وفي الحقيقة جميع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم لم يتواجدوا في الملعب لمتابعة الوضع، بينما تركوا الآخرين يُصارعون الأمرين في كيفية الوصول للملعب، وكأن الموضوع لا يعني أعضاء الاتحاد.

الأمر الآخر هو عدم عمل نظام تصريف المياه بالشكل المطلوب في الملعب، ومن الأسباب الرئيسية وراء ذلك تجمع «الأوساخ» داخل قنوات التصريف، وهذا الأمر يعني وجود «تقصير» في العمل من الجهة المسئولة عن المنشآت بوزارة شئون الشباب والرياضة، التي كانت يجب أن تضع خطة للطوارئ قبل الحدث والتأكد من صلاحية نظام التصريف، وصحيح أن الوكيل المساعد خالد الحاج يستحق الشكر والتقدير لتواجده في الملعب، لكن نحن نتحدث عن استعدادات مسبقة كانت يجب أن تتواجد، لا أن نعتمد على اجتهادات شخصية ومحاولة نزف المياه عبر أوعية كبيرة، أو كما يُقال «سطل» بالمصطلح العامي وهو الذي جعل هذه اللقطات تنتشر بسرعة البرق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاجهزة الذكية داخل وخارج البحرين! وأصبحنا مثاراً للضحك والسخرية!.

وأيضاً التعامل الإعلامي من قناة البحرين الرياضية لم يكن في مستوى الحدث، إذ كانت الجماهير في المنازل وكذلك المتابعين ينتظرون الأخبار القادمة من ملعب مدينة خليفة الرياضية، وكانوا يعتمدون على ذلك من خلال بعض المواقع والحسابات التي اجتهدت لتغطية الأمر، وبما أن طاقم القناة كان جاهزاً لنقل المباريات المُقررة والمعدات جاهزة، فلماذا لم تخرج القناة بين الحين والآخر بلقطات مباشرة توضح الأمر الحاصل في الملعب، وخصوصاً أن البعض كان يترقب إقامة المباراة الثانية من عدمها بعد تأجيل المباراة الأولى، فمن غير المعقول أن تتابع الجماهير الأوضاع الحاصلة في الملعب عبر المباشر لحساب «سيد الملاعب» للزميل سيدحسين في «انستغرام لايف» وله الشكر والتقدير على ذلك، بينما القناة لم تقسم بأبسط الأمور في مثل هذه الحالات!.

الأمر الأخير هو اتحاد الكرة خرج علينا بقرار ظهر أمس يعنى بتأجيل مباريات أمس واليوم في دوري الكبار والفئات العمرية، وهذا أتى من باب «أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي»، وهذا القرار قوبل بالمعارضة من البعض بعد أن نشر خالد الحاج صورتين عن صلاحية الملعب الوطني وملعب مدينة خليفة، لكن في رأيي أن التأجيل كان صحيحاً، وأعيد وأكرر أننا لسنا في مسألة صلاحية ملعب من عدمه، بل في حالة «الطوارئ» بالمملكة في كيفية التعامل مع بحيرات الأمطار.

إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"

العدد 5278 - الجمعة 17 فبراير 2017م الموافق 20 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً