العدد 5291 - الخميس 02 مارس 2017م الموافق 03 جمادى الآخرة 1438هـ

الوسيط

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

الوسيط هو الشخص الذي يكون بين اثنين، هو الجسر الذي يهدم أو يبني، وتجده في كلّ مكان وفي كلّ علاقة، فقد تجده بين حبيب وحبيبة، وقد تجده بين عائلة وعائلة وقبيلة وقبيلة، وبين شعب وحكومة، وبين دولة ودولة.

دوماً نجد الوسيط إمّا مصدر خير وبركة أو مصدر شر وسوء، والوسيط الخير يُعرف والوسيط الشر يُعرف، وهناك وسيط منافق حاقد لا تعرف هل هو وسيط خير أو وسيط شر، وتثق به ولكنّه يطعنك في الظهر!

وسيط الشر اليوم معك وغداً ضدّك، فلا دين له إلاّ مصلحته، ولا مبدأ عنده إلاّ حبّه لنفسه، فهو لا يَحبّك ولا يحب الآخر، يُحب نفسه فقط، فيدخل في علاقة ما، وينخر كالأرضة، لا أنت ترتاح ولا الآخر يرتاح.

هو يُخرّب العلاقات بين الناس وبين العوائل وبين الدول، وكلّه باسم مصلحتهم، وهو بعيد عن مصلحتهم، لأنّه في قرارة نفسه يحسب المال ويعدّه، وفي داخله مرض مُسيطر عليه، مرض النفاق والفساد والكراهية والتمصلح والطائفية.

أمّا وسيط الخير فهو كما يقال عنه «سيماهم في وجوههم»، تجد الرضا والراحة عندما تراه، وتشعر بأنّ الدنيا ما زالت بخير، وأنّ الحل في يده، عندما تراه ترى الثقة أمامك، وهل هناك أفضل من أن نثق بمن حولنا؟

هو تعوّل عليه الشعوب من أجل الإصلاح والمصالحة، هو يكون دوماً في المقدّمة عند أي خطّة لعلاج الموقف، هو من تختاره الدول عند الموافقة والمصالحة والحوار، أو تعلمون لماذا؟ لأنّه ليس سرّاق وليس متمصلح ولا يستفيد من المواقف ليصعد على ظهور الآخرين!

هذا الوسيط الطيّب نحتاج له ولا نستطيع الاستغناء عنه، فبوجوده نعلم بأنّ الدنيا بخير، ولديه كلّ الحب والسلام، ومن دونه نضيع مع شلّة الوسطاء السوء الذين يمكرون ويحقدون.

أحد أسباب اختيار الوسيط الخير عند أي اتّفاق أو تصالح، هو تقديمه الخير على الشر، وعلاجه للمشكلات التي تطرأ، ومحاولته التقريب لا التفريق، ومن يريد التفريق لا التقريب هو ليس من أمّة محمّد (ص).

بين الوسيط الخير والوسيط الشر مدى بعيد جدّا، فهما لا يلتقيان، ولا يمكن أن يلتقيا، فالخير لا يختلط مع الشر، والخير أقوى من الشر، والخير أصلح من الشر، والخير يوحّد والشر يٌفرّق.

من منّا لا يريد وسيط الخير في حياته، سواء كنّا أفراداً أو عوائل أو حكومات أو شعوب أو دول، جميعنا يريده وينتظره، فهو بالتأكيد الوصلة التي تُنهي الأحجية بطريقة صحيحة، وهذا ما يعوّل عليه كلّ إنسان لديه ضمير. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5291 - الخميس 02 مارس 2017م الموافق 03 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:45 ص

      مافائدة الوسيط اذا كان يصطدم بالبطانه الفاسده قبل ان يوصل رأيه الى الطرف الاخر

    • زائر 3 | 12:07 ص

      وسيط الخير هو ملاك من ملائكة الخير وان كان انسانا الا أن تصرفاته مسخّرة لعمل الخير ونشره بين بني البشر بل بين الخلق اجمعين وقلبه حتى على الحيوانات وغيرها.
      اما وسيط الشرّ فهو شيطان وقد وصفهم الله بأنهم شياطين الإنس والجن، هؤلاء هم أرباب الفتن وناشريهم ي..... يستغلون ...لإهلاك الحرث والنسل .
      وفرق بين فريقين فريق في الجنّة وهو الأول وفريق في السعير وهو الثاني وهم كثر في وطننا

    • زائر 2 | 11:28 م

      نعم

    • زائر 1 | 11:22 م

      لكن ايش العمل اذا كان احد الاطراف ما عنده نية صادقة لحل المشكل السياسي في البلد... ايش راح يفيد "الوسيط"؟!..

اقرأ ايضاً