العدد 5300 - السبت 11 مارس 2017م الموافق 12 جمادى الآخرة 1438هـ

ليس سهلاً ولكنّه صحيح!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أن تبقى على مبادئك ليس سهلاً ولكنّه صحيح! أن تبقى على الفكر الوسطي المعتدل ليس سهلاً ولكنّه صحيح! أن تحاول السعي من أجل التعايش والتوافق والمصالحة ليس سهلاً أبداً ولكنّه صحيح! فالتزم بما آمنت به لأنّه صحيح على رغم أنّه صعب وشاق ومر!

طريق الحق صعب وطريق الثبات على المبادئ صعب كذلك، في ظل المغريات والتهديدات، فالسباحة عكس التيّار يُضاعف العمل، والقبول بفكرك وأطروحاتك لن يرضى عنه الجميع.

تأكّد من نقطة واحدة، بأنّك ستنام مرتاحاً قرير العين، وفي يوم من الأيام كلماتك وفكرك سيقبل به الآخر، إن كان هذا الفكر في صالح البشر، لأنّ الأساس هو حمل رسالة التعايش والسلام، والله سبحانه قال في كتابه الحكيم: «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا».

نعم... شعوب وقبائل، وأطياف وفئات، لسنا كأسنان المشط ولن نكون، لأنّ هذه هي سنّة الحياة، وما قبول الآخر والتعايش معه إلاّ سبيل من أجل الاستقرار، سواءً الاستقرار المادي أو الاستقرار الاجتماعي أو الاستقرار السياسي.

هناك من يُصفّق للشر ويحرّض على التقسيم ويزيد من رفض الآخر، ويلتوي على سنّة الحياة في التعايش، لأنّ المكاسب الدنيوية الذاتية هي طموحه، فهو لا يرى الأثر السلبي والسيّء على الشعوب جرّاء لغة التحريض والكراهية، وكلّ ما يراه هو مصلحته هو فقط، لا مصلحة الجماعة أو الشعب أو الوطن.

مصلحة الجماعة لها مردود أقوى لدى الأمم الأخرى، فهي مصطلح شمولي، له القدرة على احتواء الجميع في وطن واحد، يُقاس المواطن بمواطنته وانتمائه لا على أصله أو فصله أو مذهبه أو فكره، فالجميع معاً من أجل الوطن، وهذا هو المحك الرئيسي.

من يلغي الأنا ويجعل محوره الجميع له تأثير في الآخرين، لأنّه لم يفصل بين النّاس، ومن يلغي الجميع ومحوره الأنا تأثيره محدود، فترة من الزمن وينتهي، لأنّه ينكشف بسرعة ويعرفه القاصي والدّاني بسمّه، ولا أحد يريد السم، بل الجميع يريد العسل، أليس كذلك؟

هناك أو هناك، في هذه الدولة أو تلك، مشروعٌ للتعايش والسلام، يحاول البعض إسقاطه، ولكن كيف يستطيعون إسقاطه وهو السبب في تقوية الدولة؟ يستطيعون عندما يجدون من يسمع تطبيلهم ويُشجّعهم على ما يقومون به، من أجل دمار الدولة وإضعافها، فهم لديهم أجندة أنوية بامتياز، ويسعون لتقويتها!

الطريق الصحيح شائك وصعب، ولكن تأكّد بأنّه الملاذ من أجل حل المشكلات والأزمات، وهو دائم وطويل المدى، وكلّ يوم ذكّر نفسك بأنّه ليس سهلاً ولكنّه صحيح، ولذلك سأمضي بما آمنت به، فإن آمنت بالسلم والسلام والتعايش والأمان، فاعلم بأنّك في طريق صحيح ولا تتردّد فيه.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5300 - السبت 11 مارس 2017م الموافق 12 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 4:59 ص

      مقال رائع يستحق القراءه والتأمل فيما ورد فيه. فعلا طريق الحق صعب ، لذا قال الإمام علي ، قول الحق لم يترك لي صاحب.

    • زائر 10 | 4:28 ص

      علاج هده الظاهره ليس صعب وليس شاق ولا يحتاج الي سلك الطرق والوسائل اللينه والتخاطب برقه وحنيه وما الي دلك . علاجها بتكسير رؤؤس المغرضين والمنافقين والمتمصلحين بدون رحمه ولا هواده ايا كانت هويتهم او انتمائهم او طائفتهم حتي يكونوا عبره لمن لا يعتبر . وكما قيل الفتنه اشد من القتل .

    • زائر 9 | 4:20 ص

      أسجل كلمة تقدير واعتزاز وفخر بالمواطنة الأصيلة النبيلة مريم، بأمثالك يا مريم ترقى الأوطان وتندمل الفتن..... أسئل الله أن يربط على قلبك ويمنحك المزيد من الصبر ويثبتك على المبدئ الحق.

    • زائر 6 | 12:12 ص

      جعلوا من اجهزة الاعلام والصحف ملاذا لكل مريض بالاحقاد والضغائن والطائفية والعنصرية .
      قرّبوا كل اصحاب الألسن البذيئة التي لا تتورّع عن سبّ وشتم أي انسان مهما علا قدره

    • زائر 5 | 12:02 ص

      استبدال الأدنى بالذي هو خير ، هذا حال البلد يسير في الاتجاه الخاطئ ولا توجد آذان تسمع صوت النصح بل هناك من يفسّر النصح بأنه صوت المهزوم .
      بلدنا اصبح فيه الفكر الشرّير يتلاعب بمستقبله في الصحافة وفي الإعلام وفي كل اتجاه.
      بلدنا اصبح تفتيت اللحمة والوحدة جار على قدم وساق والحديث الرسمي عن اللحمة الوطنية اصبح كلاما مضحك اذ ان واقع البلد يسير خلاف ذلك

    • زائر 4 | 11:57 م

      (الطريق الصحيح شائك وصعب) وفي بلدنا هناك من يزيد هذا الطريق رعونة وصعوبة بل هناك من يحاول اقفال أي مدخل يؤدي لهذا الطريق الصحيح.
      في بلدنا اصرار على المضي في حلّ يراه كل العقلاء غير ناجح واثبت فشله لكن هناك اصرار كبير على مواصلة هذا الطريق الخطر حتى نهايته وحتى يهلك الحرث والنسل

    • زائر 3 | 11:33 م

      يا مريم كلما كتبتي عن هذا الموضوع يأتي في البار ( كتاب الزار والتحريض ) بشخوصهم واشكالهم والتي باتت غير محببة ومكروهة من غلبية الناس ومن كل الأطياف لأن البذاءة زادت عن الحد وتحدوا حتى اصحاب القرار في الحث على التعايش والكل يريد ذلك ( الا تلك الشرذمة المحرضة ) لذا وجب على الجميع التصدي لهم وما تكتبينه بيفضحهم .

    • زائر 2 | 11:10 م

      اختي مريم شل فرق بين الانسان والحيوان بالتفكير السليم ماحصل في 2011 صار الحيوان احسن من الانسان

    • زائر 1 | 10:38 م

      قال الأمام علي عليه السلام( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه) وهنا نقول للمطبلين وأهل الفتن (أن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل)

اقرأ ايضاً