العدد 5308 - الأحد 19 مارس 2017م الموافق 20 جمادى الآخرة 1438هـ

الحنين إلى الماضي... طلبة البحرين في الكويت أنموذجاً

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ستُحيي اللجنة المنظّمة لحفلة التعارف للطلبة البحرينيين الدارسين في دولة الكويت الشقيقة، حفلاً ثانياً يوم الخميس (23 مارس/ آذار 2017)، وذلك إلحاحاً من طلبة البحرين المتخرّجين من الكويت.

الحنين إلى الماضي الجميل، وإلى الأصدقاء القدامى، وإرجاع علاقات الود والحب بينهم، هو ما دفع أبناء البحرين للمطالبة بهذا الحفل، وهذه المرّة سيحوي الحفل طلبة البحرين في الكويت بمعيّة أهلهم وأبنائهم وذويهم، وهم أنموذج حيّ على الحنين إلى الماضي.

حتّى نأمل للمستقبل المُشرق، لابد أن نلتفت إلى الماضي الذهبي، وأبناء البحرين الدارسين في دولة الكويت كانوا مثلاً على ذلك، فالبحرين كانت تُرسل أبناءها للدراسة ومازالت إلى دولة الكويت الشقيقة، المعروفة بجامعاتها القويّة على مستوى الخليج العربي.

هذا الاحتفال وهذا الجمع، ستتخلّله فقرات فنّية وترفيهية، وسيُغني فيها الفنّان أحمد الجميري والموسيقار سلمان زيمان، فهما أيضاً من طلبة البحرين في الكويت، وإن دلّ هذا إنّما يدل الإشادة بدولة الكويت في سعيها إلى احتضان وتنمية العقول البحرينية.

العقول البحرينية ذهبت إلى أقصى المعمورة منذ الستّينات والسبعينات، فتوجّهت البعثات إلى الكويت والعراق وسورية ولبنان والمملكة المتّحدة وغيرها، وخلال 40 عاماً لم تتوقّف البعثات إلى الصين أو روسيا أو الولايات المتّحدة أو اليابان، في سعي إلى التنمية البشرية.

لقد أظهرت لنا دولة الكويت الشقيقة مواهب أبناء الوطن، ويكفينا فخراً وجود قادة رأي أو قادة سياسيين أو قادة في أجهزة الحكومة تخرّجوا من جامعة الكويت الشقيقة، ونريد من وزارة التربية والتعليم أن تُطالب بزيادة حصّتها من الميزانية، حتّى تبتعث أكبر عددٍ ممكن من الطلبة البحرينيين.

تصوّروا لو أعطت الدولة وزارة التربية والتعليم حصّة أكبر من أجل ابتعاث الأبناء ماذا سيحدث؟ يؤكّد لنا التاريخ بأنّ الدراسة في الخارج تصقل الإنسان، وتجعله يطّلع على ثقافات أخرى غير ثقافته، ولا ينغلق برأي أو تطرّف، لأنّه ينتهي بعد الدراسة إلى حقيقة بأنّ الجميع متشابهون، لهم نفس الهموم ونفس الواجبات ونفس الحقوق.

نريد مزيداً من هذه الفعاليات وهذه الاحتفالات التي تلم الشمل، وتذكّرنا بأنّنا واحد ولسنا فئات متفارقة، ويا ليت أن تنتشر هذه العادة ليس لطلبتنا في الكويت فقط، بل جميع الطلبة المبتعثين لأماكن متفرّقة من العالم، فهذا النوع من الفعاليات يُوحّد الصفوف ويُقوّي العلاقات، ويكفينا شرخاً وتقسيماً فيما بيننا.

الوحدة الوطنية لا تتأتّى من الورق فقط، بل تتأتّى من الوعي بأهمّيتها للمواطن وللوطن، والوحدة لا تُشترى ولا تُباع، بل هي نسيج متين تتم صناعته منذ طفولتنا، والشواهد كثيرة.

نُبارك للأخوة القائمين على الفعالية النجاح في جمع الأحبّة ووأد الصدع بيننا، ونتمنّى ألاّ يتوقّفوا عنها، بل نطالبهم بتكرارها كلّ سنة، فهي تجلب الخير، وندعم من يجلب الخير للوطن دائماً.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5308 - الأحد 19 مارس 2017م الموافق 20 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 8:24 ص

      يقال توج بضم التاء يعني البس الشيء تاجا!!!
      وتوجت جهد اعلام اهل البحرين بعلم من اعلامها " العالم الرباني شيخ يوسف البحراني " .
      فيقال طلب العلم فريضه من الفرائض اما الجهاد الاكبر " فجهاد النفس ". وهذه ليست دعوه لقضاء وقتا ممتعا او مسليا في إحدى دور السينما او دور العبادة و انما بالعلم يرفع سقف لا جدار له ولا طوفة هابطة وأخرى نازلة. اليس كذالك?

    • زائر 1 | 12:36 ص

      فعلا كلنا نتطلع الى لمة الاحبة لنستعيد بها ذكريات الزمن الجميل ولنثبت للجميع ان زمننا الجميل لم يكن حلما وإنما هو واقع جميل جذوره ثابتة في الارض وفروعه ممتده تطاول السماء

اقرأ ايضاً