العدد 5330 - الإثنين 10 أبريل 2017م الموافق 13 رجب 1438هـ

يُخطئ ويَغضب!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

من الأمور الغريبة الشائعة لدى البعض بأنّه يُخطيء، وعندما تكون للنّاس ردود فعل على الخطأ يَغضب! ولا ندري لماذا يُبيح البعض لنفسه الخطأ ولكن لا يغفر للآخرين ردّة الفعل، فلكل فعل ردّة فعل، وخاصة في الخطأ!

لاحظوا تصرّفات البعض، وخاصة عندما يخطأون بكلمات جارحة أو بأفعال خاطئة، وعندما تواجهونهم أو تردّون عليهم أو تصدر منكم ردّة فعل، فإنّهم يغضبون ويبدأون بالصراخ أو التجريح أو التعليق على كلماتكم أو أشكالكم.

هذا الصنف يعلم في قرارة نفسه بأنّه لم يتصرّف بالطريقة الصحيحة، ولكنّ تأخذه العزّة بالإثم، فمن هذا الذي ينتقد تصرّفاته ويوضّح له الخطأ، ولا يأخذ الأمر بإيجابية، بل بسلبية وحساسية مفرطة؟

عندما تُخطيء اعتذر، وعندما يوضّح لك الآخرون التصرّف الخاطئ تجنّبه أو قم بتصرّف إيجابي، ولا تكابر في الخطأ لأنّك لن تتعلّم، وكن شخصية مرنة تزن الأمور من دون إفراط أو تفريط.

البعض منّا يعتقد بأنّ لغة الاعتذار أساسها خطأ، وأنّها دليل على الضعف والمهانة، ولا يعلم بأنّ الاعتذار هو مصدر قوّة، ونحن لا نقول لك اعتذر عن الأمور الصائبة التي تقوم بها، ولكننا نتمنّى أن تعترف بخطئك في يومٍ من الأيام، وتعتذر لمن جرحتهم أو أحزنتهم أو أحبطتهم بتصرّفاتك أو كلامك.

فليس هناك إنسان على وجه الأرض لا يُخطئ، وليس هناك أفضل من الاعتذار وقبول التعديل، وما أسوأ أولئك الذين لا يعتذرون عند الخطأ؛ بل يزيدون ويتغطرسون.

أمّا الصنف الثاني من النّاس، فهم أولئك الذين لا يعرفون بأنّهم أخطأوا، بل يظنّون بأنّهم منزّهون عن الخطأ، وأنّ النّاس هي التي تخطيء في حقّهم، وعندما يواجههم البعض أو يكون صريحاً معهم يُهاجمون الرسالة والمُرسل، فهم لا يريدون سماع أصوات الآخرين بل صوتهم فقط.

جلسة مع النّفس لا تتعدّى الدقائق لتدقّق فيما تقوم به، إن كان صحيحاً أم خطأً، ولا تعتقد بأنّك كامل، فكل يوم أنت تتعلّم، تتعلّم من الجميع، كبيراً كان أم صغيراً، وقرّر كيف ستُصلح الخطأ وتعالجه، عندها تترفّع عن صغائر الأمور.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5330 - الإثنين 10 أبريل 2017م الموافق 13 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:04 ص

      من زاوية اخرى يتسم سلوك بعض الغضوبين الحمقى الى العنف الجسدي اذا لزم الامر لتبرير خطءه و انه الاكمل و الاصح دائما في رايه والاعتذار و الاسف ليس في قاموسه و هذا يدل على الشخصية المتوترة و المهزوزة داخليا لينعكس عليه في تعاطيه مع محيطه الخارجي العائلي والمجتمعي و للاسف يعتقد انه الشخصية المبجلة و المرموقة و المحترمة و هي في الحقيقة والغالب ليست كذلك. لحماية و صون نفسك ابتعد عن المهاترات معه و الخوض حتى ابسط الحديث معه لانه لا يمكن ان تتغلب على الاحمق الجاهل.
      د. حسن الصددي

    • زائر 3 | 1:43 ص

      ذكرتيني بالاجانب ياريت نتعلم منهم وانا ذائما وابذا اقول للاجانب عندما كنت في امريكا او اوربا خدو مني اسلامي واعطوني اسلامكم فيستغرب بعض من اصدقائي كيف نحن افضل منهم نحن مسلمين واقسم لكي الكثير يجهل معني مسلم وعنده فكره خاطئه ان العالم كلهم كفار لانهم ليسوا مسلمين والحقيقه ما هو المعني المقصود من مسلم لدالك تسمعي كلمه متاسف علي لسانهم اكثر من الف مره هو علي صواب وهو مخطئ وهو يحتك جسمه بجسمك بالخطئ هو يحاول ان يتجاوزك بسيارته وهويرفع صوته علي زوجته وعياله وهوغضبان وهو هادئ حتي في ابتسامته يقولها

    • زائر 1 | 11:05 م

      اختي مريم في ناس ماخذتهم العزه بالاثم تصليحهم محال والكلام معاهم ضايع لانهم حاطين مخوخوهم رهينة

اقرأ ايضاً