العدد 552 - الأربعاء 10 مارس 2004م الموافق 18 محرم 1425هـ

الهيكل التنظيمي إلى أين؟!

جاسم محسن المحاري comments [at] alwasatnews.com

ليس باستطاعة أي كائن: فردا كان أو جماعة أن يتنصل من ذلك الدور الفاعل والمؤثر الذي تقوم به «السيرورة التربوية» في أركان الحركة الحياتية بفصولها الخاصة والعامة كافة، والتي من الممكن تعدادها - قابلية عدها - بجزيئات الثانية، والدقيقة، والساعة، واليوم، والأسبوع، و... والعام.

فما أطلقنا عليه بـ «السيرورة التربوية» يمثل كيانا هائل القوة، والذي بمقدوره- إذا ما أتيحت له الفرصة - اجتثاث عيوب وشوائب الأفراد والجماعات وتنميتها وشحذ عقولهم وتقوية أجسامهم والقيام بعملية التنضيج المتوائمة حتى النخاع!

فلا مناص- إذا- من أن السيرورة التربوية تشكل محورا أساسيا ومهما لحلحلة المشكلات وتذليل الصعوبات والنهوض بالمجتمعات وعناصر أفرادها. وما دامت هي كذلك - السيرورة التربوية - فلا بد - تجليا - من توفير الدعم والرعاية اللازمتين لها في مختلف وسائطها ممثلة في: المدرسة (المعلم)، الأسرة، والمجتمع.

وفي خلد قناعتنا الشخصية - وانطلاقا من الواقع المهني اليومي- من أنه إذا ما تم توفيـر ذلك الدعم والرعاية المأمولين في تنوعية ظرفيهما الزماني والمكاني المناسبين (للمعلم) من جانبيه المادي والمعنوي؛ أدى إلى تكلله بخلاصة دسمة ونقية ناجحة تدفع بالسيرورة التربوية المنشودة قدما للأمام من دون أدنى شك، بحكم أن الفرد لا يستطيع أن يعلم نفسه كل ما ينشد، كما لا يمكن لكيانه الأسري أن يقوم بهذا الدور ولو بدرجة نسبية.

فمن هنا ظهر «كيان» المدرسة ومن يتولى زمام الأمور من خلال تنظيم العملية التعليمية التعلمية ألا وهو «المعلم». ولنكن أكثر صراحة ووضوحا فيما نأمل الوصول إليه من خلال ما سلف. فما يثار بشأن ما أطلق عليه أخيرا بـ «الهيكل التنظيمي» الذي صدق من قبل الأطراف المعنية كافة ممثلة في وزارة التربية والتعليم، وديوان الخدمة المدنية، مؤرخا في الـ أغسطس/آب 2003 قد مثّل انفراجا مذهلا - دائم أجله - في الوسط التربوي والتعليمي في وطننا الحبيب.

فقد حاز الريادة في رجاحة كفة الإيجابيات المنبثقة عنه، ما يسهل الأمر في الإسراع في عملية (مسألة) تعميمه ومن ثم تنفيذه بصفة عاجلة ومن دون أدنى تباطؤ. فالعجلة فيه، تنأى بالندامة عنه حين الإقبال بهمة على تطبيقه حاضرا كلما أمكن. فمنذ ذلك التأريخ وحتى الآن، لم نشأ نشم رائحة التغيير سواء في أزقة الوزارة الموقرة أو على صفحات الصحف الرسمية. فالكل - الغالب- يقول: «لا أعلم!... أو لا خبر جاء ولا وحي نزل!... يمكن ضاع مثل الكادر قبل عشرين سنة! وهكذا... إلى آخره من عبارات التثبيط وسوء المنقلب على نفسية المدرس ووضعه.

لذلك نحن - مجموع التربويين، ومن خلال هذا المنبر المحترم- نشد على يد وزير التربية والتعليم الموقر (وهو أهل لذلك) بأن يشد من ازرنا ويعضد من جنبينا على تخطي هذه المعضلة التي ما فتئت تؤرق صدور الآلاف من الجنود المجندة خلف كواليس التربية والتعليم، خدمة لأبناء وطنهم الغالي- والله من وراء القصد

العدد 552 - الأربعاء 10 مارس 2004م الموافق 18 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً