العدد 581 - الخميس 08 أبريل 2004م الموافق 17 صفر 1425هـ

هل من جدوى لمجالس الآباء (الأمهات) والمعلمين (المعلمات)؟

جاسم محسن المحاري comments [at] alwasatnews.com

قبل أن نستهل مقالنا هذا، نصحح بعضا مما تم تداوله بخصوص التسمية. فقد اتصلت إحدى الأخوات وأخرى كتبت عبر البريد الإلكتروني قائلتين: أنت ممن يتناول مختلف القضايا التربوية وكل ما له صلة بالتعليم إجمالا، ونشكرك على ذلك إلا أنك حين تناولت أحد الموضوعات التربوية، وكانت له علاقة مباشرة بالعنصر النسوي لم تشر في عنوانه للمرأة، واقتصرت على المضمون!

ونحن نقول للأخت الكريمة التي اتصلت والأخرى التي كتبت: نهديكما جزيل شكرنا... ويكفي أننا اشرنا الى المرأة في المضمون؛ ولذلك حاولنا في هذا المقال إضافة (الأمهات والمعلمات) على رغم أن كلمة مجلس يقصد بها مجلس الآباء والمعلمين ومجلس الأمهات والمعلمات أينما وردت. على العموم، إن فكرة قيام «مجالس الآباء والمعلمين» (ذفْمََُّّ َُِّكىٌ) لم تكن وليدة اليوم إذ يمكن إرجاعها إلى أمد بعيد - شيئا ما - في غالبية الدول المتقدمة اليوم. بعد أن بذل الكثير من الباحثين والدارسين الجهود في عمليات البحث واستخلاص الفعاليات التربوية التي قد تنتج عنها.

وهذه الفكرة تترجم - بشكل إجرائي - تلك الهيئة المنتخبة من جميع أولياء الأمور عن طريق الانتخاب الحر (الديمقراطي) في ظروف اجتماع عام لانتخاب ممثلين لآباء جميع متعلمي المدرسة، إضافة إلى بعض الأفراد من الهيئات المدرسية: الإدارية والتعليمية والفنية بالمدرسة، يقوم بانتخابهم جميع العاملين من أجل القيام بعملية التنظيم والسعي الى توحيد جهود المعلمين والآباء في عملية تقويم وتوجيه العملية التعلمية التعليمية سعيا للتحسين والتطوير.

وإذا ما نظرنا إلى واقع هذه (الفكرة) في المحيط العربي الواسع، نجد أنها قد انتقلت بشكل متفاوت مع مراعاة شيء من الاختلافات الواضحة بين طبيعة المجتمعات من حيث التطور التكنولوجي والتقني في الحقل التربوي والتعليمي بشكل عام. إلا أن الغريب في الأمر، أن الكثير من المؤسسات التي تعنى بالجانب التربوي والتعليمي على النطاق العربي الممتد (عموما) قد تقبلت هذه الفكرة بحذر شديد في مختلف جوانبها التطبيقية والتفعيلية على أرض الواقع - التربوي. فالمنشآت التعليمية العربية لم ترتق للاسف في التعامل مع هذه الفكرة إلا من خــلال (محاولات!) التطبيق والممارسة الميدانية وبالنذر القليل، ويرجع ذلك إلى تخوف تلك المؤسسات التربوية والتعليمية من الإخلال بما تسعى إلى غرسه - منفردة - في المتعلمين في جوانب تعديل السلوك والممارسات والقيم والاتجاهات والميول وغيرها. وقد يكون - بحسب ما يؤكده بعض الباحثين- إلى عدم الاقتناع بجدوى تلك المجالس في المؤسسات التربوية والتعليمية من لدن الكثير من مدراء المدارس (وهذا ما أكده لنا أحد الزملاء!) بسبب الزيادة في حجم الأعباء الإدارية على حد قوله. ناهيك عن انشغال الآباء والأمهات بظروف الحياة والمعيشة.

وعلى رغم كل هذا وذاك، تبقى فكرة مجالس الآباء (الأمهات) والمعلمين (المعلمات) حية ترزق على اعتبار أن العملية التعلمية التعليمية لن تستطيع أن تسير إلى بر الأمان، وتمكننا من وصفها بـ (الناجحة) إلا إذا تضافرت جهود كل من: ولي الأمر والمعلم... البيت والمدرسة، كل بما أنيط به من واجبات وخصص له من حقوق واختصاصات تجاه المتعلمين من خلال المعرفة والاطلاع على اتجاهاتهم واستعداداتهم ودوافعهم وحاجاتهم وغيرها. وهذا لن يتأتى تحقيقه بالأسلوب المنفرد إطلاقا

العدد 581 - الخميس 08 أبريل 2004م الموافق 17 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً