العدد 585 - الإثنين 12 أبريل 2004م الموافق 21 صفر 1425هـ

أقلّوا المدح والنفاقا

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

يحتاج كل منا إلى أن يتلقى التشجيع، والمديح على ما يقوم به من أفعال حسنة، فـ «التعزيز الإيجابي» - بحسب علم النفس - له فعل الشرارة التي توقد المحركات الذاتية، وتكسبنا الرضا عما نفعل.

إلا أن المديح المبالغ فيه، والمقترب من النفاق، أو النفاق نفسه، يجعل من النفس السوية نافرة منه، متشككة في القول والقائل، إلا إنْ كانت نفسا ناقصة أو غير واثقة مما تقوم به، فيعجبها هكذا نوع من المبالغات.

والأمر على الحكومات أيضا، فتعزيز الحكومة إيجابا على ما تقوم به، يجعلها تحسن عملها، كما هو «التعزيز السلبي» المشير إلى بواطن النقص ومظاهره، غير أن جانبا من صحافتنا المحلية لا يزال على نهجه السابق من أن كل الحكومة على صواب في حين أن كل قوى المجتمع الأخرى على خطأ، وهذا الأمر يفرط انتظام عقد «السبحة الوطنية» بأسرها، فلا تتأتى ثقة من المجتمع في هذا النوع من الصحافة المدّاحة للحكومة، القدّاحة للمعارضة، على رغم أن الحكومة أثبتت أنها تتقبل النقد، وإن ليس برحابة صدر دائما، ولكنها تتقبله، وتعمل على تلبية كثرة من المطالبات، وتتعاطى برقيّ جم معه، وإنْ لا يزال مطلوب منها تفاعل أكثر، فما الحاجة لأن تقوم بعض الأطراف الصحافية بتأليب الحكومة على مؤسسات المجتمع المدني، إنْ علنا وإنْ دسّا بين السطور، والدأب على وصف كل من له وجهة نظر مغايرة لما للحكومة بأنه إنسان غير سوي «وطنيا» وأن الأيام ستثبت أنه على الطريق العوجاء لأنه تنكب الطريق الحكومية؟

عندما كان رقيب «الإعلام» يطوف على الصحف ليتثبت أنها ملساء كلوح الزجاج، أخبره وزير الإعلام الراحل طارق المؤيد، أن يبلغ رئيس تحرير إحدى الصحف، بأن يقلل من جرعة المديح في صحيفته، لأنها «أكثر من اللازم»... فمتى يدرك هؤلاء «مقادير» المدح في «الطبخة الصحافية»؟

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 585 - الإثنين 12 أبريل 2004م الموافق 21 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً