العدد 613 - الإثنين 10 مايو 2004م الموافق 20 ربيع الاول 1425هـ

بذاءات عربية

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

يفتح سجن أبوغريب - ضمن ما يفتح من تحقيقات واتهامات ومطالبات بإقالة وزير الدفاع الأميركي - الموضوع على الطريقة العربية، وربما العراقية تحديدا في التعامل مع هذا الأمر.

فبعد أن صرح جلال الطالباني، بمدة قصيرة من نشر «الوجبة» الأولى من الصور المفزعة والمقززة، والذي قال فيه بأن هذا الأمر لا يرقى إلى ما كان يحدث في سجون صدام، محاولا عدم التهويل وصب الماء على نار الكرامة الملتهبة، يأتي نفر من العراقيين أيضا، وعبر الوسائل الإعلامية المختلفة ليربطوا هذا بذاك، وكذلك ليعمموا الأمر على السجون العربية بأن يحدث فيها مثل ما يحدث في العراق، بل وأكثر.

هذا التمييع للمسائل، يحيلنا أيضا إلى الوقت الذي سقط فيه رأس البعث العراقي، حينما قال مناصرو صدام: «وهل صدام الحاكم العربي المجرم الوحيد؟»، وكأن الأمر لا يقوم إلا بأن يزاح ويحاكم كل الحكام المجرمين، أو أن يبقوا كلهم على رقاب الناس متسلطين، وفي المقابل.

المسألة أن تاريخ حزب البعث العراقي - وإن ادعى كما يدعي كل نظام في العالم بأنه يوفر لشعبه الحرية والديمقراطية وكل القيم الخيّرة الأخرى - يعج بالدموية والتصفيات الجسدية والولوغ في حقوق الإنسان العراقي تحديدا، أما الجيوش الأطلسية، فقد أتت لتخلص هذا الشعب - كما تدعي - من كل هذه المظالم، وبالتالي، فإن ما تقوم به يحسب عليها أضعافا مضاعفة، إذ إنها تنهى عن خلق وتأتي بمثله، وفي هذه الحال فإن العار الذي عليها أدهى وأعظم. بينما يبرر بعض العراقيين والعرب هذه التصرفات الأميركية، لا حبا في أميركا، بل بغضا في أنظمتهم ومحاولة يائسة للفت النظر إلى الحال المتردية لديهم، تخرج - يا للمفارقة - مجلة «أوقات الجيش» أو Army Times الناطقة باسم القوات المسلحة الأميركية، لتطالب بإقالة وزيرها دونالد رامسفيلد من منصبه لما اقترفه جيشه في العراق... «أروني موقفا أكثر بذاءة مما نحن فيه»

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 613 - الإثنين 10 مايو 2004م الموافق 20 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً