العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ

المدينة الشمالية ما بين حلم التنفيذ وواقع التأجيل!

بين أكثر من موعد لبدء أعمال التنفيذ

في ظل التكهنات وعدم تحديد موعد فعلي لدفان المدينة الشمالية يظل المواطنون على أمل وحلم للحصول على سكن ملائم ومدينة متكاملة تضم مستشفى ومسجدا ومدرسة وناديا ومركزا تجاريا وكل ما يتعلق بالمدينة الكاملة، يستطيع من خلالها أن ينهي معيشته في غرفة صغيرة أمضى فيها سنوات طويلة مع أسرته، أو يتخلص من قسط الأجار الشهري الواقع على عاتقه، أو يرتاح من سكن تداعت جدرانه وتمايلت فوق رؤوس أصحابها لكي تتساقط حجارته من دون سابق إذن أو إنذار.

ولكن يبقى ذلك حلما عندما تقوم وزارة الأشغال والإسكان بتأجيل الموعد من شهر إلى شهرين. فمنذ أن دشن ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع رئيس لجنة الإسكان والإعمار صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة إقامة أربع مدن سكنية جديدة بوضع حجر الأساس للمدينة الشمالية والمقدر لها أن تستوعب 20 ألف وحدة سكنية على مساحة تقارب 1500 هكتار في أول أكتوبر/ تشرين الأول العام 2002 وموعد الدفان لم يكن محددا بشكل دقيق.

وكانت لجنة الإسكان والإعمار تدارست التقرير التحليلي بشأن سير العمل في مشروع تخطيط المدينة الشمالية، وكل ما يتعلق بالنمط العمراني للقرى والحزام الأخضر الذي تمتاز به القرى الشمالية، وإمكان تطبيقه بشكل ايجابي متطور في المدينة الشمالية. والتي ستتعدد فيها التصاميم المعمارية التي تتلاءم مع احتياجات الأسرة البحرينية مع التركيز على الطابع المعماري الشرقي وإضفاء الطابع الجمالي والساحلي على هذا المشروع.

كما تم دراسة الواقع الاقتصادي والاجتماعي لهذا المشروع بشكل شامل ودراسة حجم النشاط الاقتصادي الذي يتم مزاولته في هذه المنطقة وصولا إلى أفضل السبل لتطوير هذا الجانب بما يخدم نمط هذا النشاط بشكل عام.

واستعرضت اللجنة التقرير التحليلي بشأن سير العمل في مشروع تخطيط المدينة الشمالية والذي تقدمت به الشركة الاستشارية، وتناول المعطيات كافة ذات العلاقة بالخدمات في قطاعات الكهرباء والماء والصرف الصحي، والتصورات الأولية لوضع الحركة المرورية بالمدينة الشمالية وربطها بشبكة الطرق الرئيسية ومدى استيعاب الشبكة الحالية لقيام مشروعات مستقبلية.

وفي تصريح حديث كشف الوكيل المساعد للإسكان نبيل محمد ابوالفتح إن العدد الإجمالي للوحدات السكنية في المدينة الشمالية بحسب مخططها العام المعتمد سيبلغ 25000 وحدة سكنية، ومن المتوقع أن يبدأ الدفان في أكتوبر القادم على أن تكون الدفعات الأولى جاهزة للتوزيع خلال العام 2006. وان العمل جار على وضع الدراسات الفنية للمدينة الشمالية من أجل البدء في عمليات الدفان بعد أن تم إقرار موقعها.

موضحا أن توجه الوزارة الحالي والمستقبلي هو زيادة التوسع في الإسكان العمودي إذ إن 40؟ من الوحدات في المدينة الشمالية تنتمي إلى نوعية العمارات فيما تبلغ الوحدات السكنية نسبة 60؟. وان الوزارة تعمل حاليا على الدراسات الفنية من اجل البدء في عمليات الدفان للمدينة الشمالية بعد ان تم اقرار موقعها.

وهناك تصريح آخر لوزير الأشغال والإسكان فهمي الجودر يشير إلى أن أعمال الردم لإنشاء المدينة الشمالية ستبدأ في يونيو/ حزيران الماضي وستستمر لمدة 6 أشهر مؤكدا ان الخطة ستستمر طوال العام 2005 بهدف إنشاء ما بين 17 و21 ألف منزل يسع إلى 100 ألف مواطن.

وقال إن الذين سينتفعون من هذه المنازل هم أبناء المنطقة بدءا بأصحاب الطلبات الإسكانية المقدمة في العام 1992 وإن توزيع المنازل سيتم في العام 2006.

إلى ذلك بين رئيس لجنة الإسكان والإعمار مأمون خليل المؤيد أنه «تمت أعمال مكثفة من أجل إنهاء المخطط العام للمدينة الشمالية، إذ قام وفد من المخططين الحضريين والاقتصاديين من الشركة الاستشارية الفرنسية «FTP» بزيارة للبحرين، لعقد مجموعة من الاجتماعات العامة لشرح المخطط العام، وألحقتها بورشة عمل لتطوير الأفكار التفصيلية المتعلقة بتحديد استخدامات الأراضي وتوزيع خدمات المدينة، وتفصيل مكونات مراكز المدينة التجارية، والصناعية والإدارية والدينية والصحية والتعليمية وغيرها.

كما تم التطرق إلى تحديد الكثافات السكانية للمجمعات المختلفة، إذ تراوح التوزيع من بيوت متلاصقة بارتفاع طابقين إلى الكثافات الأعلى بارتفاع 10 طوابق. وتزامن هذا العمل مع زيارة مجموعة عمل أخرى مختصة بتصميم الطرق وخدمات البنى التحتية للمدينة، إذ تم التقدم بشكل ملموس في عمل دراسات التأثيرات المرورية التي سيتم وعلى أساسها اعتماد تفصيل المخطط الهيكلي، وتحديد الطرق السريعة المؤدية إلى مداخل المدينة من شبكة الطرق الحالية».

وأضاف أنه «على اثر ذلك، تم عقد عدد من الاجتماعات مع المجلس البلدي للمنطقة الشمالية، لمناقشة آخر ما توصل إليه العمل، وذلك من أجل تنسيق الجهود التخطيطية مع الاحتياجات الفعلية لأهالي المنطقة، وذلك تنفيذا لتوجيهات سمو ولي العهد في هذا الخصوص. على صعيد آخر، فإن الأعمال الاستشارية لأعمال الدفان وصلت إلى مرحلة متقدمة، وبخصوص الدراسات البيئية السابقة لأعمال الدفان، قامت المجموعة الهندسية من المختصين البيئيين من قبل الشركة الاستشارية المكلفة بالتصميم في المجال البيئي، بزيارة للمملكة ، وذلك من جل إعداد التقرير البيئي لحصر الآثار البيئية المترتبة على أعمال الدفان، والمزمع البدء بها حال أخذ الموافقة من الجهات الرسمية على هذه التقارير»

العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً