العدد 676 - الإثنين 12 يوليو 2004م الموافق 24 جمادى الأولى 1425هـ

هل يسقط الجدار؟

خليل الأسود khalil.Alaswad [at] alwasatnews.com

قضت محكمة العدل الدولية يوم الجمعة الماضي بعدم شرعية الجدار العنصري الذي تبنيه «إسرائيل» في الضفة الغربية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأمرتها بأن تهدم الأجزاء التي بُنيت منه وذلك لما يسببه من ضرر جسيم للفلسطينيين. قرار أثلج صدور أصحاب الحق من أهلنا في أرض النضال الرائع، والناصرين للحق الذين يرون أن ما يقوم به المحتلون الغاصبون خارج عن إطار الإنسانية. قرار أشعر الفلسطينيين بالأمل من جديد في أن يحصلوا يوما على شيء من حقوقهم الضائعة على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي تتشدق دوله ومنظماته بحقوق الإنسان والحيوان و...إلخ. والذين ما أن يقع حادث في أية بقعة في الأرض - إن كانت تتعلق بالحقوق المهدورة وتقتضي مصلحتهم التدخل في المشكلة - عاجلوا بالتصريحات النارية المضادة وبادروا إلى مد يد العون بشتى الطرق حتى لو اقتضى الأمر إسقاط أنظمة.

من بين 15 قاضيا أيد القرار الاستشاري 14 عدا القاضي الأميركي طبعا، وهذا هو ديدن الإدارة الأميركية ولا عجب. المتوقع الآن هو أن تحاول الولايات المتحدة تغيير آراء دول الاتحاد الأوروبي - التي أيدت إزالة الجدار - قبل وصول الموضوع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت عليه حتى تزيد عدد الدول التي ستساندها في استخدام «الفيتو» ضد القرار.

واستغلت «إسرائيل» أمس الأول العملية التي وقعت في تل أبيب لـتأكيد رفضها لقرار المحكمة وأمر رئيس وزرائها أرييل شارون بمواصلة بناء الجدار.

أبطال فلسطين المقاومون على رغم أملهم أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي لمهد الأنبياء عن طريق الحل السياسي وهو «المتوقع» في النهاية إلا أنهم لا يعولون عليه كثيرا. إنهم يعولون على المقاومة والجهاد والصمود، يعولون على التضحية الأسمى وهي التضحية بالنفس من أجل الأرض لأنها تستحق منهم ذلك. هؤلاء المقاومون - من غير أن نبخس حق المخلصين من المجاهدين السياسيين - هم الذين سيسقطون الجدار، وسيمحون «إسرائيل»

إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"

العدد 676 - الإثنين 12 يوليو 2004م الموافق 24 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً