العدد 676 - الإثنين 12 يوليو 2004م الموافق 24 جمادى الأولى 1425هـ

بتلكو والمنافسة

عباس سلمان Abbas.salman [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يبدو أن خطوة البحرين الجريئة بتحرير سوق الاتصالات بدأت تؤتي ثمارها بتقديم خدمات اتصالات جيدة ومنافسة يمكن الشعور بها عن قرب، ولكن يبدو أن المنافسة الصحية لم تؤثر على شركة البحرين للاتصالات "بتلكو" التي قامت ببناء شبكة اتصالات هي واحدة من أفضل الشبكات في المنطقة إن لم تكن أفضلها في العالم العربي بسبب عدم توقف استثماراتها لتطوير هذا القطاع الحيوي خدمة للمؤسسات والمصارف العاملة في المملكة وكذلك الأشخاص، إذ كشفت الشركة أن عدد المشتركين في الهاتف النقال بلغ أكثر من نصف مليون مشترك وهو رقم لا يكاد يصدق في بلد يبلغ عدد سكانه 007 ألف نسمه ثلثهم من العمال الأجانب ولكن يبدو أنه حتى صغار العمال والموظفين أصبح لديهم هاتف جوال وفضلوا عدم الانفصال عن بتلكو ما يدل على أن الشركة لا تزال تحتفظ بنصيب الأسد في تقديم خدمات الهاتف الجوال. غير أن المنافسة تبقى صحية ولو لم تقم الحكومة مشكورة بتحرير هذا القطاع المهم فلربما ظلت بتلكو تتلكأ في استثمار أموال في تطوير الشبكة ولما أصبحت أسعار المكالمات واحدة من أنزل الأسعار في المنطقة على رغم أن الهاتف النقال يمثل مصدرا رئيسيا من دخل الشركة التي تقدم كذلك خدمات الهاتف الثابت والانترنت وغيرهما من الخدمات الضرورية للحياة. وبتلكو التي تحاول الدخول في الأسواق الإقليمية لزيادة مصادر دخلها بقى عليها أن تزيد من مساهمتها في الأعمال الخيرية مثل المساهمة في بناء مدارس جديدة للأجيال القادمة أو مستشفيات لأن ذلك سيكون بمثابة رد بعض الجميل الذي قدمته لها الدولة التي لا تزال تحتضنها كما تحتضن الأم مولودها الجديد! وتقدم لها جميع التسهيلات التي تساعدها على استمرار عملها داخل وخارج البحرين بل أن الزبائن ما زالوا زبائنها وهم مصدر دخلها الرئيسي وإن أية مساعدة لأبنائهم سيكون بمثابة الزرع الذي ستحصد بتلكو نتائجه إن عاجلا أو آجلا وتعلمنا منذ بدء الدراسة أنه "من زرع حصد". والحديث عن بتلكو ليس ذا شجون كما كان في السابق واختفت معظم الشكاوى التي تنشر في الصحف ضد الشركة وبعض "الاتهامات" لأنه أعتقد أنها أوفت بالتزاماتها نحو معظم موظفيها الحاليين أو الذين تمت إحالتهم على التقاعد والذين خدموا فيها لسنوات وساهموا في قوتها الحالية على رغم أن البعض يبدو غير سعيد بالنتائج. إن قوة بتلكو هي قوة لاقتصاد البحرين ليس فقط لأن البحرين تملك جزءا منها ولكن لأن المملكة بلد خدمات إذ تنتشر المؤسسات والشركات والمصارف التي تعتمد على التكنولوجيا وبتلكو لديها ما تريد كل هذه المؤسسات ولذلك يجب دعمها وعلى الشركة في المقابل أن تدعم أهلها

العدد 676 - الإثنين 12 يوليو 2004م الموافق 24 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً