العدد 712 - الثلثاء 17 أغسطس 2004م الموافق 01 رجب 1425هـ

كيف يرى السوريون تطورات الوضع في العراق؟

فايز سارة comments [at] alwasatnews.com

.

تترك تطورات الوضع في العراق ظلها الثقيل على سورية والسوريين، واذا كان الطابع العام لموقف السوريين ازاء ما يجري في العراق يتداخل فيه الحزن على العراقيين والغضب من استخدام القوة في العراق، فإن في مواقف النخبة السورية تفاصيل وحيثيات في رؤية ما يجري في أسبابه وأهدافه ونتائجه.

ووصف مفتي سورية الشيخ أحمد كفتارو ما يجري في النجف وفي العراق بإنه «انتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية التي تضمن حق الشعوب في ان تعيش آمنة» و«صورة قاتمة لشعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان التي تنادي بها شعوب العالم المتحضر، وتطبيق خاطئ لمفهوم السلام الذي تدعي قوى الشر انها جاءت لترسيخه وتحقيقه في تلك البقعة من العالم».

وقال، إن ما يجري يمثل «ظاهرة غريبة على واقع الأديان السماوية التي احترمت معتقدات الآخر خصوصياً»، منوهاً ان «الزمن يعود إلى الوراء ليكرر ماضياً استعمارياً عاشته منطقتنا خلال سنين الاضطهاد والقهر»، وطالب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي «الضغط على الظالم ليرفع ظلمه».

ورأى عضو مجلس الشعب السوري حنين نمر، ان الحوادث الأخيرة حوادث داخلية بحت، وهي ناتجة عن سياسات الاحتلال في العراق، وقال ان الحوادث في بعدها الاقليمي محاولة لإقحام إيران في الموضوع الداخلي العراقي من خلال التركيز على ما يقال من روابط بين زعيم جيش المهدي السيدمقتدى الصدر وإيران، ويضم جيش المهدي عشرات آلاف العراقيين الذين لا يمكن ان تكون لإيران تأثيرات مباشرة عليهم.

وأضاف نمر، أن إقحام إيران في الحوادث العراقية الراهنة، يشبه محاولات سابقة لاقحام اسم سورية في الوضع العراقي وتطوراته الداخلية.

ووصف الوزير وعضو القيادة القطرية السابق في حزب البعث محمد سعيد طالب، مايجري بانه «مقاومة» وقال، إن المقاومة ستستمر بالتصاعد طالما أن الاحتلال الأميركي موجوداً والسيادة العراقية غير قائمة فعلاً، ووصف الحكومة المؤقتة بالقول إنها «ليست منبعثة عن انتخابات شعبية حرة وهي لذلك لا تمثل رأي الشعب العراقي الذي يرى فيها حكومة عميلة لقوات الاحتلال».

وأضاف، «إن ما يحدث يمثل تصاعد المقاومة وانضمام فئات وقوى سياسية جديدة كانت تقف موقف الانتظار، ما يعني دخول هذه القوى معركة تحرير العراق وضم جهودها إلى جهود المقاومة التي مازالت مستمرة منذ بداية الاحتلال، وأرى في حركة مقتدى الصدر عاملاً إيجابياً لتوحيد جهود المقاومة على أن يجري تنسيق أو تحالف بين جميع قوى المقاومة لتشكيل مجلس مقاومة على مستوى العراق حتى يكون برنامج المقاومة موحداً حتى لا يستطيع الاحتلال والحكومة العميلة النفاذ من خلال الثغرات الموجودة حالياً لتعميق الانقسام من خلال التنازل لهذا الطرف أو ذاك أو عقد صفقات سياسية».

وقال الصحافي محمد حبش، إن وجود الاحتلال ينتج فوضى ودماراً وقتل مدنيين وتدمير الاقتصاد، ويسعى إلى تحريك الفتنة الداخلية على قاعدة إثارة حرب أهلية في العراق، والخوف كل الخوف من مخاطر حقيقية لتقسيم العراق وهذا جزء من المشروع الأميركي في إعادة رسم خريطة المنطقة، وأضاف حبش، «أن خروج المرجع السيدعلي السيستاني من النجف إلى لندن وطرد فضائية «الجزيرة» من بغداد وإغلاق مكاتبها، كانت بداية الخطوات في استهداف جيش المهدي ومقتدى الصدر»

العدد 712 - الثلثاء 17 أغسطس 2004م الموافق 01 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً